«شفاعة يا جد الحسنين»

«شفاعة يا جد الحسنين»

«شفاعة يا جد الحسنين»

 العرب اليوم -

«شفاعة يا جد الحسنين»

بقلم - محمود خليل

تحمل أغنية «عليك صلاة الله وسلامه» نفَساً صوفياً خاصاً يرتبط بموكب المحمل. كتب الأغنية المبدع «بديع خيرى»، ووضع موسيقاها «فريد الأطرش»، وشدت بها «أسمهان»، رحم الله أبطالها الثلاثة.

طقس «المحمل» كان صوفياً بامتياز، يتصدر موكبه الدراويش وأصحاب الرايات ورؤساء الطرق الصوفية المختلفة، وتعلو أصواتهم بذكر الله فى مشهد مهيب كان أهالى القاهرة ينتظرونه من عام إلى عام، وسجل العديد من تفاصيله الرحالة والمستشرقون الذين وفدوا إلى مصر خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

تحكى الأغنية الشهيرة العديد من مشاهد الحج مثل الطواف والسعى والوقوف بعرفات ورمى الجمرات، لكن فى قالب صوفى بحت، تتجلى أبرز مؤشراته فى التعبير عن محبة رسول الله وأهل بيته الكرام، وعلى رأسهم «الحسن والحسين»، وطلب الشفاعة من النبى «جد الحسنين». ومسألة الشفاعة من المسائل التى يطول الجدل حولها، وهناك مبدأ أساسى يحكمها تشير إليه الآية الكريمة: «يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضى له قولاً». فالمسألة موكولة لله تعالى وعلمها عنده وحده.

توقفت الأغنية أيضاً عند الطقس المصرى الخاص الذى يربط ما بين شعائر الحج وزيارة قبر النبى صلى الله عليه وسلم، رغم إجماع الكثير من الفقهاء على أن زيارة القبر الشريف ليست من شروط صحة الحج، ومن لا يفعل ليس عليه شىء، لكن الحجاج -وكذلك المعتمرون- من أهل محروسة مصر المحمية تتوق قلوبهم إلى زيارة قبر النبى، ويعتبرون الصلاة فى الروضة الشريفة (ما بين منبر وحجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم) نعمة من النعم التى يمن الله بها على عباده، وقد تسمع من بين من حج أو اعتمر من المصريين كلاماً عجيباً يذهبون فيه إلى أن نفوسهم ترتاح أكثر فى المدينة المنورة، رغم أن مكة المكرمة هى أرض الكعبة المشرفة، ولا تستطيع أن تفسر ذلك إلا فى سياق ما يمكن وصفه بـ«الهوى الصوفى» الغالب على نفوس العديد من المصريين.

الأعجب من ذلك ما يمكن أن تسمعه من بسطاء المصريين الذين يفدون من القرى والنجوع فى موالد أهل بيت رسول الله، فبعضهم يصور لنفسه أن هذه الزيارة تمثل نوعاً من الحج، سمعت أحدهم يصفه بـ«حج الفقراء»!. فأغلبهم لا يملكون التكاليف التى تمكنهم من الذهاب إلى بيت الله الحرام والتمتع بأداء فريضة الحج، ثم زيارة قبر النبى صلى الله عليه وسلم، الأمر الذى يدفعهم إلى القيام بما يقدرون عليه من زيارة مقامات أهل البيت خلال الموالد، ويعتبرونها حجاً، ويستندون فى ذلك إلى حديث -موضوع فى الأغلب- يقول: «من زار أهل بيتى بعد وفاتى كُتبت له سبعون حجة».

إنه الحب الذى يؤدى إلى الشطط فى التفكير. فحب أهل بيت رسول الله جزء لا يتجزأ من العاطفة الدينية للمصريين، وغيرهم من المسلمين، لكن البعض يشتط فى تفكيره، ويغلب عليه إحساسه بالإحباط نتيجة عدم القدرة على تحمل تكلفة الحج، ويصور لنفسه أن من لا يملك كلفة الحج والتمتع بزيارة النبى يمكنه أن يتجه إلى مراقد أهل البيت فى مصر ليؤدى نوعاً من الحج، وينسون أن الله تعالى ربط هذه الفريضة بشرط الاستطاعة «المالية والبدنية»، لكن ماذا نقول فى الهوى الصوفى الغلاب؟!

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«شفاعة يا جد الحسنين» «شفاعة يا جد الحسنين»



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:16 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل
 العرب اليوم - ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد

GMT 18:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هوكستين يؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيخرج بشكل كامل من لبنان

GMT 07:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

استئناف الرحلات من مطار دمشق الدولي بعد إعادة تأهيله
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab