أولاد «فرغلي»

أولاد «فرغلي»

أولاد «فرغلي»

 العرب اليوم -

أولاد «فرغلي»

بقلم - محمود خليل

على رأس أولاد «فرغلى»، يظهر محمد أحمد فرغلى، الملقب بملك القطن. ربما تكون قد قرأت عنه وعن عائلته التى كان لها الدور الأكبر فى إنعاش صناعة الغزل والنسيج بمصر ما قبل ثورة يوليو 1952 وحتى عام 1961، ومثّل أحد العناصر التى راهن عليها طلعت باشا حرب لبناء اقتصاد وطنى، يكون لرأس المال الفردى دور فيه، ما دام يلتزم بصالح الدولة. وبالإضافة إلى محمد أحمد فرغلى، كان هناك شقيقاه على أحمد فرغلى وعبدالعزيز أحمد فرغلى.

مثّلت شركة فرغلى للأقطان والأعمال المالية البذرة التى نمت حولها إمبراطورية «فرغلى»، ومن حولها تحلقت مجموعة من الشركات الأخرى التى امتلكتها العائلة، عمل بعضها فى مجال صناعة الأسمنت والتأمين والبنوك والزراعة وغير ذلك من مجالات عدَّدها الباحث أحمد محمد الغريب فى دراسة له عنوانها: «الدور الاقتصادى لمحمد أحمد فرغلى».

عام 1961 جرى على شركات عائلة فرغلى ما جرى على غيرها من شركات كبار رجال الأعمال فى مصر ما قبل ثورة يوليو، إذ تم تأميمها، كذلك حدث لمشروعات عبود باشا وأبورجيلة وفرغلى وغيرهم. ولا أجدنى بحاجة إلى الحكى حول ما آلت إليه أوضاع الشركات المملوكة لأفراد بعد التأميم، ومن بينها بالطبع شركات «ملك القطن»، إذ بدأت الشركة فى الخسارة، وعجز المسئولون الجدد عن إدارتها بشكل ناجح، ولم تجدِ معها نصائح محمد أحمد فرغلى الذى صعب على نفسه أن يجد شركته تتراجع بعد عام واحد من التأميم، فاقترح الحل على عبدالمنعم القيسونى، وزير الاقتصاد حينذاك.

كان «فرغلى» من صنف رجال الأعمال المستوعبين لدورهم الاجتماعى، فساهم بالعديد من التبرعات لفقراء أحياء القاهرة، بل وفقراء بعض الدول العربية، ويشير «الغريب» فى دراسته إلى أنه تبرع أيضاً للمجهود الحربى وأسر شهداء العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، وأنشأ وجدد عدة مستشفيات شهيرة بمدينة المحلة الكبرى، بالإضافة إلى تبرعات أخرى عديدة.

لا أستطيع أن أقرر على وجه الدقة هل كان المبدع الراحل أسامة أنور عكاشة متأثراً برحلة نجاح محمد أحمد فرغلى وهو يرسم شخصية «سليم البدرى» فى مسلسل «ليالى الحلمية» أم لا، لكنْ ثمة ظلال من شخصية «فرغلى» تجدها فى «البدرى»، لكن إذا كانت رحلة «فرغلى» وأشقائه قد انتهت مع قرار التأميم عام 1961، فقد طور «عكاشة» شخصية «البدرى»، كصناعى كبير فى مصر الملكية تمكن من تطوير وتمديد مصنع النسيج الذى ورثه عن أبيه، واستطاع بمساعدة أولاده تحويله إلى إمبراطورية ظلت تعيد إنتاج نفسها عند الانتقال من عصر إلى عصر. عرف «البدرى» كيف يعبر بأمواله من رحلة التأميم، وترك الحكومة تستولى على المصنع، وهو واثق كل الثقة فى عدم نجاحها فى إدارته.

وفى السبعينات ومع الدخول إلى عصر الانفتاح، تدفقت أمواله المخبوءة بالخارج وشرع فى بناء إمبراطورية «البدرى» الكبرى، بالفكر الجديد لأولاده، لكن حلم إقامة مصنع جديد ظل يراود العجوز الكبير، ولم يفهم لحظتها أنه بات يفكر خارج الزمن. فالعصر الجديد لم يعد يحمل بشارة لصناعة النسيج، بل للمأكولات الاستهلاكية: اللبان والمقرمشات والعصائر والمعلبات، فانطفأ الحلم بداخله وظل كذلك حتى طواه النسيان، ثم الموت، تماماً مثلما انتهت رحلة «أولاد فرغلى» مع التحول من عصر زراعة وصناعة الغزل والنسيج إلى عصر «الفخفخينا».

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أولاد «فرغلي» أولاد «فرغلي»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab