طريق النور

طريق النور

طريق النور

 العرب اليوم -

طريق النور

بقلم - محمود خليل

تربى الزعيم مصطفى النحاس على يد أب تشرب بالثقافة الدينية السائدة لدى المصريين التي تعتمد على معادلة "تمثل النماذج المؤمنة في السير على طريق الله"، بما حكمها من اعتدال في قصد الدنيا وتوازن في طلب متعها، والعمل قدر ما يعين الخالق من أجل الآخرة، وانتظار المثوبة من الله دائماً وأبداً.ولا تجد نموذجاً تمكن من الاستقرار في الوجدان المصري على هذا المستوى أعظم من نموذج "الحسين بن علي" الذي تقدم تجربته في الحياة من مبدئها إلى منتهاها نموذجاً للشخصية المؤمنة السائرة على طريق النور. فهو في نظر المصريين الحفيد الكريم الذي ورث عن جده محمد صلى الله عليه وسلم مُثل الإسلام وقيمه وأخلاقياته، قصد الدنيا باعتدال ودون إسراف، وكان من السهل عليه، حين هب للدفاع عن مثل الدين وقيمه وأخلاقياته، التضحية بحياته في سبيل ما آمن به، ليتحول إلى أيقونة تحمل لدى المصريين أرقى معاني الحب والفداء، ومن قبل هذا وذاك الإيمان بالمبدأ، وعدم انتظار المثوبة من الناس، بل من رب الناس.حظت "الأيقونة الحسينية" بموقع مركزي في عقل "النحاس باشا" ووجدانه. ومعه بدأت أولى خطوات رحلته للسير على طريق النور. تجد تفصيل ذلك في كتاب "عباس حافظ" عن مصطفى النحاس والذي يحكي فيه أن الزعيم سئل ذات مرة عن سر تمسكه الصادق بشعائر الدين فقال إنه حين انحدر به أبوه إلى القاهرة ليسلكه في المدرسة، ذهبا من ساعتهما رأساً إلى ضريح سيدنا الحسين -رضي الله عنه- فلم يكد والده يقف أمام المقام الطاهر حتى انبعث في خشوع يقول: "لقد سلمت لك مصطفى" فشعر الطفل في تلك اللحظة بوحي خفي دب إلى نفسه، واستفاض في مشاعره، وغمر حواسه، فظل يذكر تلك الوقفة الدينية الرهيبة طيلة الحياة، ويتمثل تلك الكلمات تدوي في أذنيه على الأيام، ومنذ ذلك الحين لم يترك فرضاً، ولم يهمل ميقات صلاة.سكن هذا الخيط الإيماني الصوفي قلب مصطفى النحاس، فتعلق بزيارة أضرحة أهل البيت وأولياء الله الصالحين، مثله في ذلك كمثل كل المصريين، من منطلق النظر إلى أولياء الله كنماذج جدير بمن يريد سلوك طريق الإيمان أن يتمثل خطواتهم، مصداقاً لقوله تعالى: "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"، وأن يحذو حذوهم في الاستقواء بالإيمان بالله على ابتلاءات الدنيا وتحدياتها.لم يواجه "النحاس باشا" ابتلاءاً سياسياً كذلك الذي واجهه في حادثة 4 فبراير عام 1942، ولو أنك راجعت ما كتبه في مذكراته عن هذا العام، فسوف تجد تجسيداً للفكرة التي أحكي لك عنها، وهي فكرة الاقتداء بأولياء الله الصالحين. أوائل سنة 1942 يحكي النحاس باشا أنه زار ضريح سيدي عبد الرحيم القنائي، ويردف: "وفي ضريح الولي خشعت الضجة وخفتت الأصوات وحل الخشوع ودخلنا الضريح، وأنا دائماً أستبشر بزيارة هذا الولي، وقد دلت تجاربي الماضية على أنني لا أقصد إلى زيارته إلا ويقع شىء ليس في الحسبان. وعند عودتي من الزيارة رأيت الموكب أبهى مما كان وأكبر مما رأيت، وأخذ الشباب يخطبون ويهتفون وزملاؤهم يرددون، وطلبوا مني كلمة في هذا البحر الخضم من الكتل البشرية. فلم أزد أن قلت متجهاً إلى رب السماء: "اللهم لا زهو ولا بطر.. ولا تمرد على العظات والعبر.. ولكن خضوعاً لربوبيتك.. وإذعاناً لمشيئتك وشكرا لنعمتك، وكذلك تجزي من شكر".كان الولي الصالح عبد الرحيم القنائي من أكثر الداعين إلى التكتل ضد موجات الاستعمار الغربي التي اجتاحت العالم الإسلامي باسم الصليب، تماماً مثلما وقف "النحاس" أمام القوى الاستعمارية الطامعة في مصر، وعلى رأسها المحتل الانجليزي.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طريق النور طريق النور



GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا
 العرب اليوم - عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تعليق الرحلات من وإلى مطار دمشق حتى الأول من يناير

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:53 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab