لا أستطيع الحياة بوجدان ميت

لا أستطيع الحياة بوجدان ميت

لا أستطيع الحياة بوجدان ميت

 العرب اليوم -

لا أستطيع الحياة بوجدان ميت

بقلم - د. محمود خليل

يحاول "آدم الصغير" القيام ليجلس.. يشعر بالعجز.. يتململ في نومته.. ويقول لنفسه: لا أستطيع القيام.. وليس بمقدوري الجلوس.. فما بالك بالجري.. ماذا يكون الموت غير هذا السكون الذي يلفني من كل اتجاه.. ينظر إلى جده "آدم الكبير" ويسأل:

- الشاب: متى أقوم يا جدي؟

- الشيخ: عندما تكتمل التجربة.. كل راقد وله قيامه يحيا بعدها.

- الشاب: أشعر أنني ميت بالحياة.

- الشيخ: جدي الترجمان كان يصرخ ويقول: "لا أستطيع الحياة بوجدان ميت".. كان يشعر بالحزن والأسى وهو يكسب رزقه الوفير من أيدي الفرنساوية.. كان يرى الألم والمذلة في أعين المصريين الذين أصبح واحداً منهم فتدور الدنيا برأسه.. كما تلف رأسك وتدور عندما يضيق صدرك ويطلب الهواء.. انظر:يظهر حسن الترجمان وهو يقف بين نابليون بونابرت والسيد محمد كريم.. يقول الترجمان:

- الترجمان: سيد محمد كريم صاري عسكر يتهمك بقتل جنود فرنسيين بسبب معصيتك الأوامر وتحريض الأهالي على المقاومة.

- محمد كريم: وماذا كان ينتظر مني أن أفعل؟

- الترجمان: يقول صاري عسكر عليك أن تدفع 30 ألف ريال فرانسة تعويض عما فعلته.. أنت رجل غني.. افتدي نفسك بالمال.

- محمد كريم: يعطيني مهلة.

- الترجمان: صاري عسكر يمنحك مهلة 12 ساعة.يظهر السيد محمد كريم وهو يناشد السيد أحمد المحروقي وكبار التجار والأعيان أن يجمعوا له المبلغ ولا يستجيب له أحد.. ينظر إليه حسن الترجمان وهو يعد الريالات التي حصل عليها من الفرنساوية مقابل الترجمة، ثم يتوقف فجأة وهو يسمع السيد محمد كريم يستجدي الناس قائلاً: "اشتروني يا مسلمين".

الترجمان يقول لزوجته: لم يشتره أحد ولو بنصف فضة.

- الزوجة: كم أعطوك اليوم.

- الترجمان: كل همك فيما أعطوني.. أنا أتمزق.. لقد أعدموا السيد بالبنادق.. وقطعوا رأسه وعلقوه على نبوت وطافوا به في ميدان الرميلة.. ماذا بقي بعد ذلك؟

- الزوجة: المهم.. كم أعطوك؟.

- الترجمان: لا أستطيع الحياة بوجدان ميت.يتوجه الشيخ "آدم الكبير" إلى "آدم الحفيد" ويقول له: الترجمان كان يربح كثيراً من شغلته، لكنه عجز عن قتل إحساسه..

ظل يشعر بالخزي وهو يرى نفسه أداة في يد ظلمة يستبيحون أرض وعرض ومال ودماء غيرهم..

وجاءت القاضية يوم إعدام "سليمان" قاتل كليبر.. حضر التحقيقات كترجمان بين "الحلبي" والقضاة الفرنسيين:

- الترجمان: يسألك عن اسمك وعمرك وصنعتك.

- الحلبي: اسمي سليمان ولادة بر الشام وعمري 24 سنة وصنعتي كاتب عربي.. وسكنتي حلب.

- الترجمان: يسألك كم زمان لك في مصر؟

- الحلبي: بقى لي 5 أشهر.

- الترجمان: يسألك هل تعرف الوزير الأعظم؟

- الحلبي: أنا ابن عرب ومثلي ليس يعرف الوزير الأعظم.

- الترجمان: يسألك هل أبلغت أحدا بمقصودك قتل صاري عسكر.

- الحلبي: السيد محمد الغزي والسيد أحمد الوالي والشيخ عبد الله الغزي.

- الترجمان: هل حدثك المشايخ أن المسلم مسموح له في قتل الكفار في مصر ليكتب له أجر ويقبل عند النبي محمد؟.

- الحلبي: ما فتحت سيرة المغازاة إلا لمن سميتهم.

حكموا على "الحلبي" بالإعدام، وحين حانت ساعة التنفيذ حضر "الترجمان" ليؤدي مهمته في الترجمة.

كان "سليمان" المسكين يسير مكبلاً، وقد أحرق الفرنساوية يده التي طعنت صاري عسكر، ومن ورائه الترجمان والأسى والشفقة يملآن قلبه..

وصل الركب إلى "تل العقارب" حيث قرر الفرنساوية "خوزقة" الحلبي على أن يترك على الخازوق حتى تأكل الطيور رمته..

صرخ "سليمان" وطلب شربة ماء لأن البعض نصحه بأنه إذا شرب الماء وهو على الخازوق مات سريعاً، كاد "الترجمان" أن يهرول إليه بطلبه، لكنه جبن. مات "سليمان".

وقف "الترجمان" أمام جثة "الحلبي" وهو يردد: مات بعد أن عاش تجربته، أما أنا فلابد أن أنهي هذه التجربة.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا أستطيع الحياة بوجدان ميت لا أستطيع الحياة بوجدان ميت



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - الدانتيل بين الأصالة والحداثة وكيفية تنسيقه في إطلالاتك

GMT 05:59 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية
 العرب اليوم - نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية
 العرب اليوم - أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية

GMT 06:31 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

ثريدز تختبر إعلانات وصور بين المنشورات للمستخدمين
 العرب اليوم - ثريدز تختبر إعلانات وصور بين المنشورات للمستخدمين

GMT 03:25 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يعتزم مواصلة الانتشار جنوبي لبنان

GMT 03:17 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

زلزال قوي يهز إثيوبيا بقوة 4.7 ريختر

GMT 03:24 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

الحصبة تتفشى في المغرب 25 ألف إصابة و120 وفاة خلال 16 شهرا

GMT 11:32 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

يسرا اللوزي تتحدّث عن الشخصية التي تتمنى تقديمها

GMT 08:46 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

في ذكرى صاحب المزرعة

GMT 09:25 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ألوان ديكورات 2025 تعيد تعريف الفخامة بجاذبية جريئة

GMT 08:44 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

كيف ستكون علاقتنا مع ترمب؟

GMT 08:42 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

مناخر الفضول وحصائد «فيسبوك»

GMT 14:00 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

أخطر سلاح في حرب السودان!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab