الحكمة والانفلات
الصحة تدين اقتحام الاحتلال لساحات المستشفى الأهلي في الخليل وتعتبره منافيا للقانون الدولي وزارة الأوقاف تعلن فتح التسجيل في قوائم احتياط الحج لأهالي غزة المتواجدين في مصر الاحتلال يعتقل 7 مواطنين من الخليل ويستولي على تسجيلات كاميرات مراقبة من المستشفى الأهلي البنوك المصريه توفر فتح الحسابات البنكيه مجانا دون رسوم حتى نهايه شهر مارس مقتل شخص وإصابة آخرين برصاص إسرائيلي في حي الشجاعية شرق غزة وزارة الدفاع السورية تعلن بدء تنفيذ المرحلة الثانية من العملية العسكرية لملاحقة فلول النظام السابق في منطقة الساحل طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف مجموعة من المواطنين في رفح واستشهاد ثلاثة فلسطينيين بينهم عامل أثناء إزالة الركام الرهائن المحررون يحثون نتنياهو على التوصل مع حماس للإفراج عن الباقين عائلات الأسرى الإسرائيليين تدعو إلى مظاهرات في تل أبيب والقدس المحتلة انقطاع عام للكهرباء في محافظة اللاذقية السورية بسبب الاشتباكات المسلحة
أخر الأخبار

الحكمة والانفلات

الحكمة والانفلات

 العرب اليوم -

الحكمة والانفلات

بقلم - د. محمود خليل

في القرآن الكريم تجد الكبر وبلوغ الأشُد عنواناً للحكمة في الأغلب، أما الشباب فعنوان للاندفاع والرعونة في الأغلب. وهناك آيتان في سورة «الأحقاف» دالتان إلى حد كبير على هذا المعنى.

تقول الآية (رقم 17) من السورة الكريمة: «وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِن قَبْلِى وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ». يقول «القرطبي» في تفسير هذه الآية إنها نزلت في عبدالله بن أبى بكر أو عبدالرحمن بن أبي بكر، وكان أبواه: «الصديق وأم رومان» يدعوانه إلى الإيمان بالله ويذكّرانه بالحساب، فيتأفف منهما، ويستغرب من كلامهما عن البعث، وقد سبقه إلى الموت كثيرون من قبله، ولم يُبعث أحد من قبله، وأمام هذا الكبر والغرور يستغيث الأبوان بالله ويحذران ابنهما المتكبر المغرور قائلين: ويلك آمن، ويؤكدان له أن وعد الله حق، فيرد عليهما: ما هذا إلا أساطير الأولين.

يذكر «القرطبي» أن السيدة عائشة، رضي الله عنها، نفت أن تكون الآية نزلت في عبدالرحمن بن أبي بكر. وأياً من كان الشخص الذى تحكى عنه الآية فهي تصف مشهداً موجعاً بين شاب في مطلع العمر، يشعر بقوته وعنفوانه، أمام أبوين مضى بهما العمر وصقلتهما التجربة وعلّمتهما الحكمة، وهما يحذران الشاب الأرعن من أن يضيع عمره سدى فيما لا ينفع في الدنيا ولا في الآخرة، فالوعي بمفهوم الحساب والقناعة به يصلح حال بني آدم في الدنيا والآخرة، فمن أمن العقاب وغاب عنه الحساب في الدنيا أساء الأداء مع البشر، ومن نسى حساب الآخرة ضل وزل وفسد وأفسد.

من المشهد الذي تصفه الآية (رقم 17) ننتقل إلى المشهد الذي وصفته (الآية رقم 15) من سورة «الأحقاف» والتي تحكي رحلة حياة بني آدم منذ الحمل والولادة حتى الكبر، يقول تعالى: «وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ».

نحن هنا أمام مشهد الرجل الذي امتطى عجلة الحياة ومر بتجارب تعلم منها حتى وصل إلى سن الحكمة، سن الأربعين، في هذه الحالة لا يحتاج الحكيم إلى من ينصحه، إنه من حال نفسه يتجه إلى الله، لو كانت الحياة قد عركته وأوجعته فعلاً، وعلمته قيمة النعم التى حباه الله بها عبر رحلته، فيتوجه إلى خالقه بشكر النعم العديدة التى أنعمها عليه، ويدعوه بأن يرزقه ويهيئه للعمل الصالح، ويبرأ إليه سبحانه من معاصيه، ويعلن استسلامه الكامل له.

إنهما مشهدان آسران للشباب وما يعترى الإنسان فيه من رعونة، وللرجولة والنضج وبلوغ الأشد بما ييسره الله للإنسان خلالها من حكمة وعمق في فهم الحياة ووضعها في حجمها الحقيقي، والبحث عن القيمة الحقيقية في إصلاح الحياة وإرضاء الخالق العظيم بالعمل الصالح.

arabstoday

GMT 10:43 2025 الأحد ,09 آذار/ مارس

أعمال خير ليست لوجه الله!

GMT 06:41 2025 الأحد ,09 آذار/ مارس

درب الأمانات

GMT 06:38 2025 الأحد ,09 آذار/ مارس

سوريا... عمل خارجي لا فلول

GMT 06:33 2025 الأحد ,09 آذار/ مارس

القصيبي والفتنة

GMT 06:30 2025 الأحد ,09 آذار/ مارس

... لماذا لا يُقرّ «حزب الله» بالهزيمة؟

GMT 06:20 2025 الأحد ,09 آذار/ مارس

سوريا والتحديات الماثلة

GMT 06:14 2025 الأحد ,09 آذار/ مارس

الصراع في سوريا... صراع على سوريا

GMT 06:11 2025 الأحد ,09 آذار/ مارس

ستارمر في مقعد القيادة الأوروبي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكمة والانفلات الحكمة والانفلات



الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:33 2025 الأحد ,09 آذار/ مارس

القصيبي والفتنة

GMT 06:37 2025 السبت ,08 آذار/ مارس

وضوح لبنانيّ… ووضوح غير مكتمل في غزّة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab