فجر اليوم السابع

فجر اليوم السابع

فجر اليوم السابع

 العرب اليوم -

فجر اليوم السابع

بقلم - د. محمود خليل

كان آدم غارقاُ في قراءة كتب جده، حين دخل عليه أبوه.. لم ينتبه إلى دخوله.. ظل الأب ينظر إلى ولده طويلاً.. ثم ناداه.. لم يتنبه "آدم" إلى وجوده.. حتى ناداه من جديد..

ارتجف "آدم" وهو يلتفت إلى صوت أبيه وكأن أحداً اختطفه من مكان كان فيه، ووضعه في مكان آخر في لمح البصر.

- الأب: مالك يا آدم؟.

آدم: مالي؟

- الأب: شخصيتك بعد كورونا غيرها قبلها.. حتى الموبايل اللي مكنتش بتسيبه من ايدك راميه بعيد عنك.. صحابك ما بتقابلهمش زي الأول.. ايه اللي جرى لك؟

- آدم: اكتشفت إن الهاي تك وأباطرة السوشيال ميديا هتدمر حياتي.. فقلت أخلع.. انت عارف.. أنا كنت بقعد 10 ساعات أتكلم مع ناس.. مش فاكر من الكلام معاهم أي كلمة.. عشان كده بدور على شات من نوع جديد.

- الأب (باستغراب): شات من نوع جديد إزاي؟.

- آدم: بتكلم مع جدودي.

- الأب: يبقى اللي بتقوله أمك صح.. انت بدأت تخرف زي جدك.

- آدم (ضاحكاً): تقدر تقول لي ايه الفارق بين كلامك مع ناس شايفهم بكاميرا أو مش شايفهم.. وما بين كلامي مع جدي.. كله افتراضي يا والدي.. في كلام بيغذي زي الأكل اللي كانت ماما بتنصحني آكله.. وكلام زي "الفاست فود" بيتخن الجسم ويجيب المرض.. كلامي الافتراضي مع جدي بيغذيني.

- الأب: يعني ايه كلامك مع جدك.. هلاوس يعني ولا ايه؟.

- آدم (ضاحكاً): ما تبالغش يا والدي.. أنا بتكلم مع أفكاره اللي كتبها في كتبه.. كلام صامت.. حاجة صعب عليك تفهمها.

- الأب: يا ريتني عملت بنصيحة أمك.. وحرقت الصندوق ده.. قالت لي هيجيب لنا الفقر ما صدقتهاش.

- آدم (يناوله خاتم أجداده): خد البس خاتم أبوك.

- الأب (برعب): ابعده عني.. دا خاتم كل اللي لبسوه ماتوا.

- آدم (ضاحكاً): يااااه.. دا على كده البشرية كلها لبسته.. تعرف جدي مصطفى لقى الخاتم ده فين؟.. في قبر جدي.. يعني خاتم عاش مع الموت سنين.. اتوكل على الله والبسه.

- الأب: ابعده عني.

- آدم: خلاص ألبسه أنا.. بقول لك.. أنا هروح النهاردة أزور قبر جدي.

- الأب (مستغرباً): دا انت مجنون رسمي.يقف آدم أمام مقبرة جده ساهماً.. في حين يصدر عن الموبايل صوت تلاوة لسورة القيامة.. يصدق القارىء.. يسرح آدم فيما كتبه جده في كتابه "أرواح الصالحين".. يسترجع صوته وهو يقول:"حقيقتان توافق عليهما البشر في هذه الحياة الإيمان بوجود إله خالق لهذا الكون والحياة بعد الموت"."الروح تظل هائمة حول عظام جسدها لأنها تألف الأمكنة التي يناجيهم فيها من يحبونهم".يعود إلى البيت فيجد أمه في انتظاره:

- الأم: أرواح ايه بس يا آدم اللي انت بتتكلم فيها؟.. يا ابني بلاش السيرة دي.

- آدم: لحقتي جدي آدم يا ماما قبل ما يموت؟.

- الأم: لحقته وهو في عز التخريف.في أواخر عمره الذي ناهز التسعين كان "آدم" يتحدث إلى الموتى وكأنه يراهم مثل الأحياء.. كان هذا الأمر يرعب زوجة ابنه.. وكان يزداد رعبها عندما يطلب منها أنواعاً معينة من الأطعمة كان من المعروف عنه أنه لا يأكلها.. تحت زعم أن هناك ضيوفاً سيأكلون معه.. حكت الأم لآدم أن حياة الجد انتهت بموقف شديد الغموض.. فقد أخبرها قبل وفاته بستة أيام أنه نوى الصيام لمدة ثلاثة أيام متصلة وطلب منها أن تقدم له الإفطار مع أذان المغرب.. ففعلت.. وفي ختام اليوم الثالث أخبرها أنه سيصوم عن الكلام لمدة ثلاثة أيام فلا يكلمه أحد.. وفي نهاية اليوم الثالث للصوم عن الكلام.. قال لها: سأموت غداً.. والعجيب أنه مات عند فجر اليوم السابع.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فجر اليوم السابع فجر اليوم السابع



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab