الكبرياء المصري

الكبرياء المصري

الكبرياء المصري

 العرب اليوم -

الكبرياء المصري

بقلم - د. محمود خليل

مثّلت الطريقة الدراماتيكية لخروج الخديو عباس الثانى من الحكم خيطاً آخر من الخيوط التى ربطت بين اسمه والمزاج المصرى الميال إلى التعاطف والعطف على مَن يقاوم ظلم الأقوياء.رغم ما التصق بشخصه من اتهامات بالفساد ونهب أموال الشعب، بدا «عباس حلمى» فى نظر الكثير من المصريين عام 1914 نموذجاً للرجل المقاوم لغرور القوة، ومثالاً للكبرياء المصرى أمام الغطرسة الإنجليزية. فقد أبى الاستجابة للقرار الإنجليزى بوضع مصر تحت الحماية البريطانية مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، وعكس بهذا الموقف توجهاً شعبياً ووطنياً عاماً كان يرفض فكرة وضع مصر تحت الحماية البريطانية.حين اندلعت شرارة الحرب العالمية الأولى كان الخديو عباس حلمى فى تركيا يقضى فترة الصيف كما تعوّد، لحظتها رفض المسئول الأول عن الخديوية أن تسخَّر إمكانيات مصر لحساب السلطة الإنجليزية التى كانت تركيا تقف فى المعسكر المضاد لها، ورفض وضعها تحت الحماية.يقول عباس الثانى فى مذكراته: «وفى 18 ديسمبر 1914، أعلنت الحكومة البريطانية، وعن طريق إرسال خطاب دورى إلى كل الدول أن مصر قد وضعت تحت حماية صاحب الجلالة البريطانية، وأصبحت تمثل بعد ذلك محمية بريطانية وبدون تركيا، وبعد يومين من ذلك كتب القائم بالأعمال الانجليزى فى القاهرة إلى عمى الأمير حسين كامل لكى يبلغه بأنه تم اختياره من جانب إنجلترا، لكى يأخذ مكانه، ليس كنائب لسلطان إمبراطورية مختفية، ولكن كسلطان لمصر التى أُخضعت بدرجة أكثر للمحتلين الإنجليز».كان لعزل الخديو عباس حلمى صدى سيئ على المصريين، وزاد من ألمهم الطريقة المهينة التى خرج بها من الحكم على يد الإنجليز، خصوصاً أنهم أحبوه، والتفوا حوله كرمز للنضال من أجل استقلال مصر، فبغض النظر عن أهداف الخديو عباس حلمى الثانى من وراء تخليص مصر من الاستعمار الإنجليزى، إلا أننا لا نستطيع أن ننكر نبل الغاية، وحتى لو كان الرجل قد تذرع دولياً بتبعية مصر للسلطنة العثمانية كإحدى أدوات خلق رأى عام عالمى مساند لخروج الإنجليز، فإن الأمر لم يكن يعدو فى تقديرى «التكتيك السياسى» أو «الخطوة المرحلية»، ففى ظل رغبته بالاستفراد بحكم مصر ووضع كافة صلاحيات الحكم فى يده، لم يكن لشخص بتركيبة عباس حلمى أن يرضى باستمرار التبعية للدولة العثمانية.حاول السلطان الجديد «حسين كامل» التقرب إلى المصريين لكنه لم يفلح، فقد كانوا يرون أنه جاء على حساب عباس حلمى الذى أحبوه، ناهيك عن توليته بقرار إنجليزى وليس بفرمان عثمانى، كما حدث مع أسلافه.لم يمكث السلطان حسين فى الحكم سوى 3 سنوات على وجه التقريب، إذ توفى فى أكتوبر عام 1917، ليتولى الحكم من بعده السلطان فؤاد فى ظل ظرف شديد الحرج عاشه المصريون، شعروا معه بأن الأرض قد مادت أسفل منهم، وغلبهم اليأس من أن تعود الأحوال إلى سابق عهدها. وذلك شأن المصريين دائماً، لا يتململون إلا لحظة الشعور باليأس من ضمان معادلة «الخبز والهدوء».

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكبرياء المصري الكبرياء المصري



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:43 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 العرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 12:05 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان ينوي بحث انسحاب القوات الأميركية من سوريا مع ترامب
 العرب اليوم - أردوغان ينوي بحث انسحاب القوات الأميركية من سوريا مع ترامب

GMT 11:35 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساهم في تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة الرياضة
 العرب اليوم - مكون غذائي يساهم في تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة الرياضة

GMT 04:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
 العرب اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ

GMT 14:43 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود إلى الدراما بمسلسل ناقص ضلع فى رمضان 2025

GMT 20:13 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات الأحزمة الفاخرة لإضافة لمسة جمالية على مظهرك

GMT 00:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab