أوان «حل اللغز»

أوان «حل اللغز»

أوان «حل اللغز»

 العرب اليوم -

أوان «حل اللغز»

بقلم - د. محمود خليل

بدأ «آدم الحفيد» يشعر بتحسّن فى أحواله.. السعال يتوقف.. نَفَسه هادئ.. أوجاع عظامه تخف.. لكن رغبته فى النوم العميق كانت مستمرة..

يرى جده يبتسم له كما تعود، فيقول له: أشعر أننى أحسن الآن.. لكن رغبتى فى النوم فظيعة..

فيرد الجد: النوم يا ولدى يشحن الروح ويغذيها ويقويها ويجعلها أكثر تحليقاً.جدك مصطفى كان يميل فى كبره إلى النوم، ولكن أباه «الترجمان» كان ما يفتأ يأتيه فى منامه فيوقظه من رقاده.

فى مرة جاءه فى المنام ولامه على التوقف عن البحث عن عظامه، فاشتكى له عجزه بعد سنين طويلة قضاها فى البحث، وأسفار كثيرة قطعها حتى يصل إلى حل للغز. فإذا بالترجمان يقول له: اسأل «آدم» فقد يدلك.

تعجب «آدم» لمّا سمع هذا الكلام من أبيه مصطفى.. حتى وقع ما هو أعجب.ذات يوم طلب «مصطفى» من ولده «آدم» أن يقرأ سورة «القيامة».. توضأ الابن وأمسك بكتاب الله وشرع فى التلاوة بصوت عذب يذوب معه القلب من فرط إحساسه بالمعانى.

بكى الأب كما تعود أن يبكى وابتهل إلى الله أن يمده بعون من عنده ويهديه إلى ضالته.. قام «مصطفى» بعدها وخرج من الحجرة وترك «آدم» فى صلاته.أخذت «مصطفى» سنة من نوم ثم استيقظ على صوت يناديه من داخل حجرة «آدم»: «مصطفى.. مصطفى»..

فزع الرجل من رقدته ومشى نحو حجرة «آدم».. رأى ولده نائماً، فى حين واصل الصوت النداء: «مصطفى.. مصطفى».. يا الله من أين يأتى هذا الصوت؟.. إننى أذكره جيداً.. يا رب السماوات.. إنه صوت أبى.. ولكن من أين يجىء؟.. ينظر فى كل اتجاه لا يرى أحداً.. ينظر إلى ولده «آدم» فيُدهش حين يجد شفتيه تتحركان بالنداء، ولكن بصوت أبيه «الترجمان».

يحاول أن يوقظ «آدم»، يهزه بعنف دون جدوى، يأمره الصوت بالكف عن هذا والاستماع إليه:

- الترجمان: آن الأوان أن تعرف.

- مصطفى: تعبت كثيراً يا أبى، حاولت الانتقام لك دون جدوى

.- الترجمان: المنتقم هو الله «أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ».

- مصطفى: وتعبت أكثر فى البحث عن المكان الذى ترقد فيه عظامك الطاهرة.

- الترجمان: وقد آن الأوان أن تعرف.

- مصطفى: اروِ ظمئى يا أبى.شرع «الترجمان» يحكى: أخذونى يا ولدى مع المملوكين، ووضعونا فى مركب وسار بنا إلى وسط النيل، ثم بدأوا فى إغراق المملوكين، كنت أنظر لما يحدث بلا تركيز.

كان فكرى منشغلاً بمحطات الرحلة منذ فقدت أبى فى الطاعون يوم كنا نعبر مصر فى طريقنا إلى المغرب، عملى مع الفرنسيين، ثم فى بلاط القلعة، مقتل ابنى مصطفى الأول.

وكنت أفكر فيك أيضاً يا مصطفى.

صور كثيرة اختلطت فى مخيلتى وأمام عينى حتى حان الميعاد المحتوم، وحملنى العسكر وألقوا بى فى قلب النيل، شعرت أننى أدخل فى ثقب أسود، كنت أتدفّق من خلاله فى سلاسة وهدوء، انتابنى إحساس عميق بالسلام النفسى، خرجت من الثقب فلقيت أبى وأمى فى انتظارى، وذهبنا إلى هناك.. إلى الحياة الحقيقية.. «وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِىَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ».. «وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى».

طفت جثتى على صفحة النيل بالقرب من قرية «أبوغالب». التقطها عدد من الصيادين الذين يعملون هناك.. لمح أحدهم الخاتم الذى فى أصبعى، ووجد عليه نقش «محمد رسول الله» فأدرك أننى مسلم، فحملونى وأكرمونى بالصلاة علىّ، ثم دفنونى فى مقبرة، وحفر الصياد الطيب على شاهدها: «هنا ترقد عظام الغريب الذى آواه النيل».

اذهب يا ولدى إلى هناك واستخرج عظامى.. وستجد الخاتم الذى تعرفه، والذى ورثته عن أبى وعليه النقش الشريف.. انقل عظامى إلى جوار عظام أبى.. وخذ الخاتم وضعه فى أصبعك.. وأوصى ولدك الطيب بأن يضعه فى أصبعه بعد وفاتك، وأن يورثه من بعده لابنه.«وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ»..

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوان «حل اللغز» أوان «حل اللغز»



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:43 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 العرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 07:10 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر
 العرب اليوم - حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ

GMT 14:43 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود إلى الدراما بمسلسل ناقص ضلع فى رمضان 2025

GMT 20:13 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات الأحزمة الفاخرة لإضافة لمسة جمالية على مظهرك

GMT 00:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab