الحياة «كهوف»

الحياة «كهوف»

الحياة «كهوف»

 العرب اليوم -

الحياة «كهوف»

بقلم - د. محمود خليل

فكرة «الكهف» حاضرة بصورة أو بأخرى فى كافة القصص القرآنية التى اشتملت عليها سوة «الكهف. فالسورة تحكى، بالإضافة إلى قصة الفتية الذى آووا إلى الكهف، قصة أصحاب الجنتين، وقصة نبى الله موسى والعبد الصالح، وقصة ذى القرنين.القارئ لقصة أصحاب الجنتين يجد نفسه مضطراً إلى استدعاء ثنائية «السكينة/ والخوف»، التى اشتمل عليها الحديث النبوى الذى يقول: «كان رجل يقرأ سورة الكهف وإلى جانبه حصان مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدنو وتدنو وجعل فرسه ينفر، فلما أصبح أتى «البراء» النبى صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال: تلك السكينة تنزلت بالقرآن». فالمغرور بجنته كان يعيش فى كهف غروره، ولم يكن غروره أكثر من محاولة زائفة لطمأنة نفسه الخائفة من زوال النعمة، لذلك وصفه الله بأنه كان ظالماً لنفسه، يرقد فى كهف جزعه وغروره، وهو يباهى صاحبه بما حباه الله من نعم: «وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا* وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّى لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا». لقد كان المغرور أشبه بالحصان الجامح الذى خاف السحابة القادمة التى تدنو منه شيئاً فشيئاً، وكأنها سحابة الحساب، فى حين كان الآخر مطمئناً فى كهف إيمانه، وكان أول سؤال سأله له حين سمع صوت غروره: «قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِى خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا* لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّى وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّى أَحَدًا». وفى الختام سقط المغرور تحت سحابة غروره، وشمخ المؤمن فى كهف إيمانه.أما قصة نبى الله موسى والعبد الصالح، فتعكس ثنائية لرجلين يعيش أحدهما فى «كهف الفضول» والثانى فى «كهف المعرفة». الأول يريد إجابات فورية على أحداث عجيبة تقع أمام عينيه، وهو نبى الله موسى، والثانى يملك المعرفة المستندة إلى الحكمة وبُعد النظر، وهو العبد الصالح. سار الاثنان الرحلة، وفى الختام تعلم نبى الله موسى بالتجربة العملية أن القراءة المتسرعة لابتلاءات الحياة خطأ، وأن ما يظنه الإنسان أفعالاً مؤذية له أو لغيره قد يسكن فى باطنها الرحمة والنفع، وأن العاقل من عاش فى «كهف التسليم» للرحمن الرحيم.تعال بعدها إلى قصة ذى القرنين وستجد أن فكرة الكهف حاضرة فيها أيضاً، حيث كان القوم الذين التقاهم ذو القرنين سجناء فى «كهف الخوف» من يأجوج ومأجوج: «قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِى الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا». لقد أرادوا أن يفروا من كهف الخوف من الخطر الذى يتهددهم إلى كهف الأمان، وحقق لهم ذو القرنين حلمهم، حين حال بينهم بردم عظيم منحهم شعوراً بالأمان، فآووا إلى «كهف السكينة» التى نعم بها «أصحاب الكهف» الذين حكت عنهم السورة فى أولها.إنه التدوير المعجز للفكرة الخالدة، «فكرة الكهف».

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحياة «كهوف» الحياة «كهوف»



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 11:11 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الأسد يتحدث عن "أهداف بعيدة" للتصعيد شمال سوريا
 العرب اليوم - الأسد يتحدث عن "أهداف بعيدة" للتصعيد شمال سوريا

GMT 08:33 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

حذف حساب الفنانة أنغام من منصة أنغامي
 العرب اليوم - حذف حساب الفنانة أنغام من منصة أنغامي

GMT 07:30 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود
 العرب اليوم - ميركل تكشف السر وراء صورتها الشهيرة مع بوتين والكلب الأسود

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab