أشياء لا تُصدّق في هذه الحياة

أشياء لا تُصدّق في هذه الحياة

أشياء لا تُصدّق في هذه الحياة

 العرب اليوم -

أشياء لا تُصدّق في هذه الحياة

بقلم - د. محمود خليل

يقول «آدم الصغير» لجده: متى يا جدى.. متى؟.. فيطمئنه جده قائلاً: قريباً قريباً جداً يا ولدى تكتمل الدائرة وتتم التجربة.. كل آت قريب.. فى لحظة اليأس يأتى الفرج.. ذلك ما حدث مع أبى حينما استجاب لرجائى بأن نسافر معاً إلى قرية أبوغالب لنبحث عن عظام «الترجمان».

اعتمد «مصطفى» الذى أصابه الكبر وأضعفه الزمن على ساعد ولده آدم وسار الاثنان داخل قرية أبوغالب يسألان عن أماكن المقابر، حتى اهتديا إليها.. ظل الاثنان يبحثان عن شاهد مكتوب عليه «هنا ترقد عظام الغريب الذى آواه النيل».

بحثا كثيراً ولم يصلا إلى شىء حتى أصابهما اليأس. وفى طريق الخروج من المقابر توقف مصطفى فجأة وقال لآدم:- مصطفى: خذنى يا ولدى إلى القبر المنزوى هناك.. قلبى يحدثنى أنه يرقد فيه.يتحرك الاثنان وتعقد الدهشة لسانهما حين يقرآن الكلمات المحفورة على الشاهد: «هنا ترقد عظام الغريب الذى آواه النيل».. يقول مصطفى لولده وعيناه تضيئان بدموع الفرح:

- مصطفى: احفر يا ولدى.. احفر.يبدأ آدم فى الحفر بساعده القوى.. وإن هى إلا دقائق حتى تكشفت العظام النخرة يرقد فوقها الخاتم وعليه النقش الشريف.. الآية التى تشهد على أن تلك هى عظام «الترجمان».. التقط «آدم» الخاتم وناوله لأبيه فقبله ووضعه فى أصبعه.. وتم ترتيب عملية نقل الرفات لتثوى عظام الترجمان أخيراً إلى جوار عظام أبيه.

- الشاب (بدهشة): شىء لا يصدق.

- الشيخ: كم من أشياء لا تصدق فى هذه الحياة لكنها تقع وتحدث.. روح الإنسان ثرية بالأعاجيب.

- الشاب: ستعود من جديد إلى أحاديثك عن الروح.

- الشيخ: ألفت عدة كتيبات حول موضوع الروح.. ليتك تقرأها.- الشاب (ساخراً): سأبحث عنها على النت.

- الشيخ: ستجد كتابات كثيرة ليس من بينها ما كتبت.. كل كتيباتى وضعتها فى صندوق ومعها الخاتم الذى ورثته عن أجدادى.. وهو موجود عند أبيك.- الشاب (ساخراً): أشعر أننى ركبت آلة الزمن وعادت بى عشرات السنين إلى الوراء.

- الشيخ: التاريخ يا ولدى هو علم الزمن.. جرب متعة قراءته.. البشر والحجر والشجر تاريخ.. السماوات والأرض تاريخ.. الحياة كلها تاريخ.. ومن يجهل تاريخ أجداده لا يعدو الهباء المنثور.. اقرأ وتتبع واستمتع بحكايات الأجداد فسوف تجد فيها السلوى والقيمة والمعنى.. ستمدك بأسرار يومك الذى تعيشه.. وغدك الذى ينتظرك.. ستساعدك فى اكتشاف الخبيئة التى تقبع داخل صندوق الجسد.. بداخل كل إنسان منا خبيئة لا بد أن يستخرجها.. إنها روحه الملهمة.. قم الآن يا آدم.

- الشاب (باستغراب): أقوم.. إلى أين؟

- الشيخ: لقد انتهت الرحلة.. واكتملت التجربة.يختفى الجد «آدم الكبير».. ينهض «آدم الحفيد» ويجلس ويسأل أين ذهب؟.. يسمع صوت أمه وهى تقول:

- الأم: قم يا آدم.. أنت نائم فى «بير»؟.ينهض «آدم» من رقاده ويفرك عينيه.. يأخذ فى النظر إلى ما حوله.. يسترد وعيه.. يدرك أنه فى غرفة المستشفى.. يبصر أمامه أمه وهى ترتدى كمامتين، إحداهما فوق الأخرى.. يبصر صاحبه زياد وهو ينظر إليه ضاحكاً ويقول: «لقد نمت نوماً عميقاً.. وحياة أبوك تقول لى نوع البرشام الذى أعطوه لك هنا.. مؤكد صنف عالى جداً.. عمل لك دماغ كويسة.. (وهو يقهقه) خرفت تخريف.. تقاطعه الأم قائلة:

- الأم: جينات.. جدك عاش أكثر من 90 سنة.. وأصيب فى ختام حياته بالخرف.. وأبوك يخرف من الخمسين.يسند «آدم» ظهره إلى السرير: ويقول لنفسه بصوت هامس «تخاريف؟».

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أشياء لا تُصدّق في هذه الحياة أشياء لا تُصدّق في هذه الحياة



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - الدانتيل بين الأصالة والحداثة وكيفية تنسيقه في إطلالاتك

GMT 05:59 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية
 العرب اليوم - نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية
 العرب اليوم - أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية

GMT 06:31 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

ثريدز تختبر إعلانات وصور بين المنشورات للمستخدمين
 العرب اليوم - ثريدز تختبر إعلانات وصور بين المنشورات للمستخدمين

GMT 03:25 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يعتزم مواصلة الانتشار جنوبي لبنان

GMT 03:17 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

زلزال قوي يهز إثيوبيا بقوة 4.7 ريختر

GMT 03:24 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

الحصبة تتفشى في المغرب 25 ألف إصابة و120 وفاة خلال 16 شهرا

GMT 11:32 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

يسرا اللوزي تتحدّث عن الشخصية التي تتمنى تقديمها

GMT 08:46 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

في ذكرى صاحب المزرعة

GMT 09:25 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ألوان ديكورات 2025 تعيد تعريف الفخامة بجاذبية جريئة

GMT 08:44 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

كيف ستكون علاقتنا مع ترمب؟

GMT 08:42 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

مناخر الفضول وحصائد «فيسبوك»

GMT 14:00 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

أخطر سلاح في حرب السودان!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab