أمي هقع
طيران الإمارات تستأنف رحلاتها إلى بيروت وبغداد ابتداءً من فبراير المغرب وموريتانيا تتفقان على الربط الكهربائي وتعزيز التعاون الطاقي حريق بمنشأة نفطية بحقل الرميلة والجيش السوداني يتهم الدعم السريع بحرق مصفاة الخرطوم انقطاع الإنترنت في العاصمة السورية ومحيطها نتيجة أعمال تخريبية وفق وزارة الاتصالات الأمم المتحدة تعلق كافة التحركات الرسمية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن مكتب نتنياهو يعلن رسميا أن الانسحاب الإسرائيلي من لبنان سيتأخر إلى ما بعد مدة الـ60 يوما الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير شبكة أنفاق ومصادرة أسلحة في جنوب لبنان لجنة مصرية قطرية تتابع جهود وقف إطلاق النار في غزة و"حماس" تعلن تسليم دفعة أسرى مبكرة فينيسيوس جونيور يحسم موقفه من الانتقال إلى الدوري السعودي ويؤكد التزامه بريال مدريد سكرتيرة البيت الأبيض كارولين ليفيت تكشف عن ديون حملة انتخابية بقيمة 326 ألف دولار وتعديلات كبيرة على التقارير المالية
أخر الأخبار

أمي هقع!

أمي هقع!

 العرب اليوم -

أمي هقع

بقلم - د. محمود خليل

عبارة سحرية تعودت أن أستفز بها اهتمام أمى حين أجدها غافلة عنى.. «أمى هقع».. كانت العبارة كفيلة باستنفارها ودفعها إلى تسلق جبال، وعبور بحار، والعدو عبر السهول، لتمد يدها الملهوفة إلىّ، وتمسك بى وتنقذنى من الوقوع.«أمى هقع».. تحولت فى بعض أحوال طفولتى إلى لعبة كنت أمازح بها أمى، مثل لعبة حمدان والذئب.. أصرخ لها: «أمى هقع» فنهرول نحوى، لتجدنى واقفاً بلا بأس، ساخراً أردد: «ضحكت عليكى»، لم تخذلنى حين كانت اللعبة تتكرر، كما فعل أهل القرية مع «حمدان»، حين أدركوا لعبته آخر الأمر.

كان هناك سبب يدفع اليد الحانية إلى أن تمتد لى فى كل الأوقات أكثر مما تمتد إلى إخوتى، سبب ارتبط بعام 1964 وهو العام التالى لمولدى. خلال الأيام الموجعات لهذا العام كان وباء شلل الأطفال يضرب فى كل اتجاه داخل بر مصر، من حصل على «التطعيم» ومن لم يتبختر السائل فى جسده، لأن تطعيمات شلل الأطفال التى دخلت البلاد خلال النصف الأول من عقد الستينات لم تكن صالحة، فضرب المرض الكثير من أطفال ذلك الزمان، وكنت واحداً ممن ضربهم.

الحياة تجرى بمقادير الله، ولا يعلم أحد أين يخبئ الله تعالى له الخير؟.. قد يكون مختبئاً فى الابتلاء.. لا أحد يعلم.. هكذا علمتنى أمى، وهى تحملنى فوق كتفها أو بين ذراعيها، طفلاً لا يقوى على الوقوف على قدمين.. الأعوام تمضى، والحمل يزيد، والطفل يبلغ الثالثة، ثم الرابعة، ثم الخامسة، والأم تحمله، وكلما حملته أكثر تشبث بالحالة، وأبى النزول إلى الأرض، ليحاول السير مستنداً إلى حائط أو إلى ذراع أحد اخوته.خطوات بطيئة متلعثمة مرتبكة بدأ يخطوها، غالباً ما كانت تنقطع بالانكفاء على الأرض، فتهرول الأم وتحمله وتسأل: «أما آن للراكب أن ينزل؟».

ظل الطفل يلعب معها لعبة «أمى هقع» فتأتيه مهرولة حتى يستعيد ذكرى الارتباط بهذه الحانية، ثم شب وكبر، وصار يسير بمفرده معنوناً بالابتلاء الذى ضرب جيله: «شلل الأطفال».

لم أعد بحاجة إلى أن أكرر اللعبة مع أمى، لكنها كانت دائبة على تذكيرى بها.. ألاطفها وأقول لها: «ده كان زمان!.. أيام ما كنتى بتشيلينى».. وكانت ترد: «شلتك امبارح بدراعينى.. والنهارده قلبى هو اللى شايلك».كنت أضحك من الأم الحانية.. وأكرر لها: «لا.. أنا النهارده قادر أوزن نفسى وأمشى».. فتكرر قولها وتبتسم.. لم أكن فعلاً أشعر بأية مشكلة، وكنت أظن فعلاً أننى بت قادراً على السير بمفردى، دون حاجة لأن أصرخ: «أمى هقع».

حين توفيت أمى عام 2017 بدأت تنتابنى حالة عجيبة.. مرت الأمور بشكل عادى خلال الشهور الأولى لرحيلها، لكن فجأة بدأت أشعر بأننى لا أستطيع السير بنفس القدرة التى كنت عليها.. فكرت كثيراً فى الأمر.. قد يكون مرور العمر وتضعضع الصحة.. لكن فى إحدى لحظات التفكير أدركت معنى العبارة البليغة التى كانت ترددها حين أباهيها بأننى قادر على السير وحدى، عبارة: «النهارده قلبى اللى شايلك».. كأن قلبها بالفعل كان يزننى كبيراً، بعد أن حملنى كتفها وذراعاها صغيراً.. لقد كانت تسندنى فى كل لحظة دون أن أدرى.

بعد أن رحلت أمى أصبحت أسير فى الهواء، مرتبك الخطوة متلعثم النقلة، إلا أن تصرخ روحى لروحها الطيبة «أمى هقع» فتسندنى.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمي هقع أمي هقع



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:49 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني
 العرب اليوم - سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 03:28 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

أول عاصفة ثلجية في تاريخ تكساس والأسوء خلال 130 عاما

GMT 15:30 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

الاحتلال الإسرائيلي يواصل العملية العسكرية في جنين

GMT 16:20 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يعلن التعاقد مع كولو مواني على سبيل الإعارة

GMT 23:16 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نوتنجهام فورست يجدد رسميا عقد مهاجمه كريس وود حتى 2027
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab