موسم «الباذنجان»

موسم «الباذنجان»

موسم «الباذنجان»

 العرب اليوم -

موسم «الباذنجان»

بقلم - محمود خليل

واقعة عجيبة شهدتها المحروسة مصر خلال ثلاثينيات القرن التاسع عشر، بطلتها سيدة جميلة غنية تزوجها تاجر رقيق الحال فقد جزءا من ثروته وأملاكه في عمليات تجارية فاشلة، وتأمل خيرا في مال زوجته، لكن الضياع الكامل جاءه من المكمن الذي وضع فيه أمله.

انصرف الزوج التاجر إلى عمله في محاولة جادة لاستعادة مجده وثروته، وركز فيه بشكل كامل وأهمل زوجته.

دفع هذا الإهمال الشابة الجميلة إلى بناء علاقة مع أحد الزبالين، ولما لم تعجبها شغلته، بادرت إلى تمويله ببعض المال، فاشترى دكانا يبيع فيه صنوفا مختلفة من العطارة. وبعد حين قررت الزوجة التخلص من زوجها، ولم تستطع إلى ذلك سبيلا سوى بمحاولة قهره على تطليقها.

وضعت خطة محكمة للأمر، استعانت فيها بخادمتها، فطلبت منها أن تفشي سرها للتاجر وتخبره بأن زوجته تقيم علاقة مع غيره في بيته، ودبرت له أن يتأكد من الأمر بنفسه، فهبط على المنزل في اليوم الموعود وأخذ يطرق حجرتها فأمرت الزوجة من كان معها بان يقفز من الشباك، ظل التاجر يركل باب الحجرة، فصرخت الزوجة بأنّ هناك لصا في المنزل يريد أن يسرقها، فتجمع الجيران، وأخبروها أنّ زوجها هو من يقف بالباب، فتحت، اتهمها الزوج أمام الجيران بخيانته، فاستغرب الناس لأنهم لم يجدوا أحدا مع الزوجة في الحجرة.

في اليوم التالي ذهبت الزوجة إلى القاضي مع اثنين من الجيران (اتخذتهما شاهدين) وادعت على زوجها اتهامها بالباطل، وشهد الشاهدان، فصدر الحكم عليه بالجلد 80 جلدة عقوبة قذف المحصنات، طلبت الزوجة من التاجر بعدها تطليقها فعاند وأبى.

دبرت الزوجة للرجل حيلة أخرى، جعلته فيها يصرخ، حتى اجتمع الجيران من جديد، وأصروا على اقتياده إلى «المارستان» لأن جنونه بات مزعجا، ذهبوا به إلى القاضي فأقرهم على الاقتراح، وهنا تدخلت الزوجة، ورفضت وقالت إنّها سترعى زوجها بنفسها في المنزل ويكفي جدا أن يزودها المارستان بطوق وسلسلة حديدية لتكتيفه.

امتدح القاضي أخلاقها وصرح لها بما أرادت. قيدت الزوجة زوجها التاجر في البيت، وبات صاحبها يأتيها أمامه، وأخذت تطلب منه الطلاق والرجل يأبى، وباتت صرخاته تتعالى حتى أزعجت الجيران، فما كان منهم إلا أن نصحوا الزوجة بنقله إلى المارستان، والالتفات إلى أنّهم في «موسم الباذنجان» الذي يكثر فيه الجنون، وكانوا يعتقدون في هذه الخرافة، هددته الزوجة بإنفاذ النصيحة إذا لم يطلق فرفض أيضا، فما كان منها إلا أن وافقت على نقله إلى المستشفى.

ظلت تزوره في المارستان لمدة 7 أشهر وتطلب منه في كل مرة أن يرضخ ويطلق وهو يأبى، حتى أتت عليه لحظة يأس وأسى فوافقها وطلقها، ولما كان عشيقها أقل منها وضعا ومنزلة، فقد رفضت الزواج منه، لكنها استمرت على علاقتها به.

وحدث في يوم أن أهانت خادمتها –مكمن سرها- والتي تعرف حقيقة ما حدث وساعدتها في التدبير للإيقاع بالزوج، فما كان من الخادمة إلا أن خرجت إلى الشارع وفضحت المرأة، فباتت هذه الحكابة مضغة داخل أفواه الناس لزمن بعيد.

عجيب أن تجد في كتب التاريخ سطورا عديدة تحكي عن قصص الخيانة كانت بطلاتها زوجات، ويندر أن تجد قصصاً عن خيانة الأزواج، رغم أنّها كانت شائعة بدرجة أكبر، ويبدو أنّه كان واقعا ينظر إلى خيانة الرجل كنوع من الجدعنة!.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسم «الباذنجان» موسم «الباذنجان»



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - الدانتيل بين الأصالة والحداثة وكيفية تنسيقه في إطلالاتك

GMT 05:59 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية
 العرب اليوم - نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية
 العرب اليوم - أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية

GMT 06:31 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

ثريدز تختبر إعلانات وصور بين المنشورات للمستخدمين
 العرب اليوم - ثريدز تختبر إعلانات وصور بين المنشورات للمستخدمين

GMT 03:25 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يعتزم مواصلة الانتشار جنوبي لبنان

GMT 03:17 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

زلزال قوي يهز إثيوبيا بقوة 4.7 ريختر

GMT 03:24 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

الحصبة تتفشى في المغرب 25 ألف إصابة و120 وفاة خلال 16 شهرا

GMT 11:32 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

يسرا اللوزي تتحدّث عن الشخصية التي تتمنى تقديمها

GMT 08:46 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

في ذكرى صاحب المزرعة

GMT 09:25 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ألوان ديكورات 2025 تعيد تعريف الفخامة بجاذبية جريئة

GMT 08:44 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

كيف ستكون علاقتنا مع ترمب؟

GMT 08:42 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

مناخر الفضول وحصائد «فيسبوك»

GMT 14:00 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

أخطر سلاح في حرب السودان!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab