«السامري» الكاذب

«السامري» الكاذب

«السامري» الكاذب

 العرب اليوم -

«السامري» الكاذب

بقلم - د. محمود خليل

ظهر من رحم بنى إسرائيل، بعد خروجهم من مصر، شخص أقرب ما يكون إلى «النبى الكاذب» الذى استطاع أن يلعب لعبة خداع كبرى امتلك بها عقل من قادهم نبى الله «موسى» إلى النجاة من بطش فرعون مصر.. إنه «السامرى».

كان «موسى» قد ذهب لميقات ربه حتى يتلقى منه التوراة، وعهد إلى أخيه «هارون» برعاية مَن معه من بنى إسرائيل. ورغم ما تميز به «هارون» من إيمان عميق بالله وحكمة وحصافة جعلت موسى يطلب من الله أن يصحبه معه حين أمره بالذهاب إلى فرعون، إلا أنه افتقر إلى القوة والقدرة على السيطرة التى امتاز بها «موسى».

خرج بنو إسرائيل من مصر ومعهم حلى أقباطها، وقد كان من عادتهم أن يستعيروا الحلى منهم، ما يدلك على أن أفراد الشعب العاديين من أهل مصر لم يكن لديهم مشكلة فى التعامل مع الأغيار، وأن العلة كانت فى موقف فرعون مصر منهم. نظر «السامرى» إلى «زينة المصريين» وأيدى بنى إسرائيل تتناولها، فعزم فى نفسه على أمر، إذ طلب من كل من لديه حلى خاصة بالأقباط أن يأتيه بها، ليصنع لهم إلها مجسداً، ولعلك تعلم أن بنى إسرائيل سبق أن طلبوا من «موسى» بعد الخروج أن يصنع لهم إلهاً، مثل غيرهم من الأقوام الوثنيين.. يقول تعالى: «وَجَاوَزْنَا بِبَنِى إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ».. ويدلك ذلك على أن دعوة التوحيد لم تكن قد تمكنت من قلوب بنى إسرائيل بعد، وأن عدوهم وراء «موسى» لم يكن مرده الإيمان، قدر الرغبة فى النجاة من ضغوط فرعون عليهم.

كان «السامرى» قد شاهد أمين الوحى جبريل وهو يُغرق فرعون وجنوده فى البحر، فهرول وراء فرسه وقبض قبضة من أثر ركضه على التراب، واحتفظ بها، ثقة منه بأن فيها سراً قادراً على صناعة المعجزات، وعندما دعا بنى إسرائيل إلى جمع ما استولوا عليه من حلى الأقباط المصريين صنع منها عجلاً، ثم قذف بأثر فرس أمين الوحى فيها، فإذا بالعجل الذهبى يتحول إلى عجل حقيقى جسد له خوار: «فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِىَ».

تحلق بنو إسرائيل حول العجل، وأخذوا يرقصون فرحين، والإشارات التى تشتمل عليها آيات القرآن الكريم تؤشر إلى أن العجل كان حقيقياً «جسداً له خوار»، لكن بعض المفسرين يذهبون إلى أنه لم يكن كذلك، بل كان مفتوحاً من مقدمته ومؤخرته، وكانت الريح تمر منه فيصدر عنه صفير يشبه خوار الثور.

عاد نبى الله «موسى» فوجد بنى إسرائيل قد ضلوا وعبدوا العجل من بعده، فغضب غضباً شديداً، وأمسك بأخيه «هارون» من لحيته ورأسه معاتباً، فتعلل الأخير بخشيته التفرقة بين بنى إسرائيل، وتعلل بنو إسرائيل بالسامرى الذى أضلهم بعد هدى، وما كان من موسى بعدها إلا أن أعاد قومه إلى رشدهم، وحكم على «السامرى» الكاذب بالطرد.

تظل قصة السامرى عنواناً على الأفاقين والكذبة فى كل العصور، وهم جزء من أقدار الله فى هذه الحياة. إنهم يستطيعون خداع الناس لبعض الوقت، لكن سرعان ما ينكشفون.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«السامري» الكاذب «السامري» الكاذب



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:20 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تشن غارات جنوبي لبنان ومقتل 3 مواطنين في صيدا
 العرب اليوم - إسرائيل تشن غارات جنوبي لبنان ومقتل 3 مواطنين في صيدا

GMT 11:35 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساهم في تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة الرياضة
 العرب اليوم - مكون غذائي يساهم في تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة الرياضة

GMT 07:10 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر
 العرب اليوم - حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ

GMT 14:43 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود إلى الدراما بمسلسل ناقص ضلع فى رمضان 2025

GMT 20:13 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات الأحزمة الفاخرة لإضافة لمسة جمالية على مظهرك

GMT 00:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab