المترفون والمنطق التائه

المترفون.. والمنطق التائه

المترفون.. والمنطق التائه

 العرب اليوم -

المترفون والمنطق التائه

بقلم - د. محمود خليل

يقول الله تعالى: «وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً».

وجود فئة «المترفين» داخل أى مجتمع فى الصفوف الأمامية من الحياة يتسبب فى الكثير من الأحوال فى إفساد الحياة، والسبب فى ذلك مرده الأداء «الترفى» الذى دفع بهم إلى الأمام، والذى يعتمدون عليه فى إدارة الحياة.فئات عديدة من المترفين يمكن أن نلحظ وجودهم فى أى عصر وفى أى مكان، أولاها فئة المترفين الذين يحصلون على فرص لا يستحقونها، أو مواقع غير مؤهلين لها.كيف يفسد صاحب الفرصة غير المستحقة الحياة؟لا يجيد المترف من هذا النوع اختيار صحبته فى العمل، فمن يتجمع حوله هم فى الأول والآخر «صحبة» بما لـ«الصحوبية» من سمات وآفات، وهو دائماً ما يختار من هم أقل منه مستوى، فإذا كان مستواه متدنياً بالأصل فلك أن تتخيل مستوى من يعملون فى معيته أو صحبته.

صاحب الفرصة غير المستحقة يتشابه مع الكائنات الطفيلية التى تتغذى على غيرها، ولو أنك استرجعت تاريخنا القريب فستجد أن الحديث لم يكن يتوقف منذ أن عرفت مصر الانفتاح الاقتصادى عن طبقة «الطفيليين» أو المتسلقين التى تشبه النباتات التى تتغذى على غيرها، ولا تستطيع أن تغذى نفسها بنفسها.

أصحاب الفرص غير المستحقة أيضاً يشيعون ثقافة الرداءة فى المجال العام، فهم لا يستطيعون تقديم منتج ذى جودة، بسبب عدم امتلاك المهارات أو القدرات التى تساعدهم على ذلك، وعدم اعتمادهم على ذوى الكفاءة، بل على من هم أدنى مهارة وقدرة، وهم لا يكتفون بذلك، بل يتجهون إلى ضرب فكرة الجودة، فكل شىء جيد يجتهدون فى تصويره فى صورة سيئة، ويسفهون المدافعين عن الجودة، فهم لا يرضون بحال بوجود عملات جيدة حتى لا تطرد عملتهم الرديئة من المجال الذى يعملون به.الصحبة السيئة والتسلق والطفيلية وتشجيع الرداءة ومحاربة الجودة تتكامل فيما بينها لتقدم هذا النموذج من نماذج المترفين، وفى الحالات التى يتدعم وجودهم فى الواقع فإنهم يشيعون نوعاً من الإحباط لدى من يمتلكون القدرة والمهارة ولا يجدون الفرصة التى يستحقونها، فيعودون إلى الوراء ويأوون إلى الظل منتظرين رحمة ربهم، أو تغييراً يحدث فى الواقع يعيد الاستقامة إلى الميزان الاجتماعى.

والنتيجة التى تترتب على ذلك أن يصبح الأداء فى الواقع عبارة عن مجموعة من الصور المقلوبة، فأغلب الأشياء تعمل عكس المنطق، بل قل إن المنطق يصبح شيئاً متحفياً.

أغلب الأشياء تتحرك عكس القيم المتعارف عليها، إذ تتوارى إلى الخلف وتصبح جزءاً من التاريخ.

أغلب الأشياء تصبح غير جيدة، وتعمل آلة التزييف على تبليعها للناس، الذين غاب عنهم المنطق، ولم يعد لديهم أذن يلقونها إلى أى حديث يحاول أن يصحح المعوج فى حياة المجموع، بل لسان يعمل على تتويه الحقيقة فى زحمة الزيف والتزييف.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المترفون والمنطق التائه المترفون والمنطق التائه



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:10 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر
 العرب اليوم - حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر

GMT 09:19 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً
 العرب اليوم - أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ

GMT 14:43 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود إلى الدراما بمسلسل ناقص ضلع فى رمضان 2025

GMT 20:13 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات الأحزمة الفاخرة لإضافة لمسة جمالية على مظهرك

GMT 00:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab