كركت يكركت كركتة

كركت.. يكركت.. كركتة

كركت.. يكركت.. كركتة

 العرب اليوم -

كركت يكركت كركتة

بقلم - د. محمود خليل

من أقدم الكتب التى حذرت من الاستخدام السلبى للتطورات التكنولوجية المذهلة التى شهدتها البشرية مع نهايات القرن العشرين كتاب «عقل جديد لعالم جديد».

يفترض مؤلفا الكتاب «روبرت أرنشتاين وبول إيرليش» أن عقل الإنسان لم يتطور بالدرجة نفسها التي تطورت بها معطيات تكنولوجيا الحياة المحيطة به.

وأظن أنك لو طبقت هذه الفرضية على مجتمعنا، وكثير من المجتمعات الأخرى المحيطة بنا أو المشابهة لنا فى الظروف، فستجد فيها تفسيراً لحالنا إلى حد كبير.

يشير المؤلفان إلى أن الإنسان المعاصر أصبح ميالاً إلى كركتة العالم والأحداث التى تقع فيه أكثر من أية لحظة مضت، فما أكثر ما يتحول «التافه» إلى «مهم»، و«الحبة» إلى «قبة»، وهو يهمل فى مقابل ذلك ما يتوجب عليه الاهتمام به، فمثلاً يمكن أن يقيم مجتمع الدنيا ويقعدها حول طبيب استذل ممرضاً، لأن الأخير أهان كلبه، فتنطلق وسائل الإعلام لتتحدث عنه، ويصبح التريند السائد على مواقع التواصل الاجتماعى لعدة أيام، فى وقت لا يبدى فيه الاهتمام المطلوب بأحوال الممرضين وأوضاعهم وتأثير ذلك على أدائهم.

أيضاً حين تجد المجتمع ينقلب على طفل صغير يريد النوم «ربع ساعة» فى أول يوم دراسى له، ويهمل أوضاع المدارس والتعليم، وسوء تغذية الأطفال وغير ذلك.هذه الأمثلة وغيرها تقدم لك نموذجاً على منهجية «الكركتة» حين تسيطر على المجتمع، ويتشابه تفكير أفراده مع الطريقة التى يتعامل بها رسام الكاريكاتير مع شخصياته، حين يبالغ فى تضخيم ملمح من ملامح الوجه، فيجعله الأبرز لتختفى خلفه بقية التفاصيل.

و«الكركتة» يمكن أن تحدث بطرق أخرى حين يتم تضخيم شخص على حساب الموضوع، تجد أمثلة عديدة لذلك فى عالم الكرة، حين يغرق الإعلام والتواصل فى تناول أداء هذا اللاعب أو ذاك، وتحتشد مصاطب الكلام بالمتكلمين اللائمين على المدرب الذى لا يعتمد على القدرات المذهلة والموهبة المتفجرة التى يتمتع بها، مهملين أن كلامهم مجرد انطباعات، مقارنة بما يعتمد عليه المدربون الذين ينهجون نهجاً علمياً فى عملهم، فيختارون اللاعبين تبعاً للتحليل الموضوعى للأداء، وهو تحليل يقوم به متخصصون، يعتمدون على برامج علمية وكمبيوترية معتبرة فى صناعة القرار.

«الكركتة» إذن هى وسيلة من وسائل صناعة الوهم، وبالتالى فهى إحدى الأدوات البارزة لـ«صناعة التفاهة»، وهى تصبح خطيرة التأثير على المجتمع حين تفقده القدرة على ترتيب أولوياته بالصورة التى تحل مشكلاته، إنها فى هذه الحالة أداة لتكريس المشكلات وتعميقها أكثر داخل الواقع العام.

وقد تأخذ صورة أخرى تتعلق بالدفع بالتافهين إلى الأمام، فيتم تزيين السيئ، وتهميش الجيد، بل واغتياله معنوياً، من أجل المحافظة على منسوب معقول من الرداءة، يجعل المجتمع يغرق فى مستنقع الرداءة.

arabstoday

GMT 07:45 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 07:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:25 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:21 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:16 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حتى يكون ممكناً استعادة الدولة

GMT 07:13 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كركت يكركت كركتة كركت يكركت كركتة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab