أين ترقد عظام «الترجمان»

أين ترقد عظام «الترجمان»؟

أين ترقد عظام «الترجمان»؟

 العرب اليوم -

أين ترقد عظام «الترجمان»

بقلم - د. محمود خليل

يشعر «آدم الصغير» بقشعريرة تعقبها رعشة تضرب جسده.. ما هذا الاهتزاز بعد السكون؟.. إنها هزة المرض وليس العافية.. حتى متى سأظل على تلك الحال؟..

يسمع صوت جده: «ليقضى الله أمراً كان مفعولاً وإلى الله ترجع الأمور»..

يرد الحفيد: «زهقت يا جدى»..

الجد: «الصبر يا ولدى.. كل عرض يأخذ وقته ويمضى.. الحياة نفسها تمضى.. فما بالك بعرضها وزخرفها».

أنت مشغول يا صغيرى بالإجابة عن سؤال الخروج.. كما كان جدك «مصطفى» مشغولاً بالحصول على إجابة للسؤال اللغز: أين ترقد عظام «الترجمان»؟.

والإجابة دائماً بميعاد.. ولا يتعلم الإنسان ذلك إلا بمرور الوقت.. النار المشتعلة تخفت بمرور الأيام.. لكن إحساساً أكيداً بقى فى نفس مصطفى بأن أباه مات قتيلاً، بسبب غضب ولى النعم عليه، تماماً مثلما مات أخوه صبياً، بسبب غضب التركى «صاحب الجناب السامى» على «الترجمان».. ذهب لأمه مرة وأفضى إليها بهواجسه.

- مصطفى: أظن أن من واجبى أن أنتقم لأبى.. لقد خدعه اثنان: المملوك عز الدين الألفى وسليمان باشا التركى.

- الأم (بأسى): تريد أن أخسرك كما خسرت أباك.. يا بنى المنتقم هو الله.. وما بداخلك مجرد شكوك قد لا يكون لها أى أساس فى الواقع.

- مصطفى: إذا لم يوجد بديل لها يفسر غياب أبى فلن أقبل إلا بها.

- الأم: يا ولدى.. كفانى ما حدث.. لا تثقل قلبى بالأحزان فلم يعد فيه مكان لحزن جديد.. عدنى يا مصطفى أن تُخرج هذا الموضوع من رأسك.

- مصطفى (بتردد): أعدك.

- الأم: حفظك الله يا ولدى.. قل لى ماذا قررت أن تعمل؟

- مصطفى: اقتنعت برأيك وقررت الابتعاد تماماً عن شغلة الترجمان.. الحمد لله أبى سترنا قبل أن يرحل.. ولدينا من المال ما يكفى لأبدأ عملاً تجارياً.. لقد ذهبت اليوم إلى سوق «البندقانيين» حيث يباع البارود.. واستأجرت دكاناً هناك سأبدأ منه الرحلة.منذ صغره كان «مصطفى» مغرماً بألعاب البارود.. كثيراً ما كان يصحبه أبوه «حسن الترجمان» إلى سوق «البندقانيين».. ويقضيان ساعات طويلة فى التعرف على أنواعه.. ومخاطره.. وكيفية استخدامه.

تعلق خيال «مصطفى» بما كان يحكيه «الترجمان» عن معرفة المسلمين للبارود.. وكيف كان يسخر من السلطان قنصوة الغورى عندما يسترجع قصته مع أحد التجار المغاربة، حين عرض على السلطان السلاح النارى المتمثل فى البندقية التى ظهرت فى بلاد البندق بالغرب ورفض السلطان استخدامها وقال: «نحن لا نترك سنة نبينا ونتبع سنن غيره.. وقد قال سبحانه وتعالى (إن ينصركم الله فلا غالب لكم). فرجع المغربى وهو يقول: من عاش ينظر هذا الملك وهو يؤخذ بهذه البندقية».

حوّل المماليك -كما روى الترجمان- العمل العسكرى إلى ألعاب رياضية، تعتمد على استخدام الصوت كالصيحات المرعبة وما إلى ذلك، واللعب بالسيف، وإظهار الحركات البارعة على الأرض أو على ظهور الخيل، ورفضوا استخدام الأسلحة النارية وهى التسليح الحديث لهذا الزمان، لذا تمكن منهم الترك، ثم تمكن الطرفان من رقاب «أولاد البلد» فاستحلوا أرضهم وأموالهم وأجسادهم ومجهودهم.

علقت فكرة تجارة البارود أكثر بذهن «مصطفى» عندما رأى نفسه فى المنام ممسكاً بيد أبيه، ويتجولان معاً كما تعودا فى شارع البندقانيين، ويستمتع بحديث العلم الذى يصبه أبوه فى رأسه حول هذه التجارة.

وعندما استيقظ من نومه شعر بأن أباه قد اختار له نقطة انطلاق الرحلة التى قرر أن يخوضها بشجاعة.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين ترقد عظام «الترجمان» أين ترقد عظام «الترجمان»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 01:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تشيد بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان
 العرب اليوم - الأمم المتحدة تشيد بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 العرب اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab