الإنسان والمكان
مطالبات بسحب تنظيم بطولة كأس العالم 2030 من المغرب لأسباب تتعلق بمعاملة الحيوانات المنتخب المغربي يهزم مالي بثلاثية ويعبرون إلى ربع نهائي مونديال أقل من 17 سنة بثقة كبيرة كريستيانو رونالدو يتلقى دعوة إلى البيت الأبيض للقاء ترامب على هامش اجتماع ولي العهد السعودي نادي اتحاد طنجة لكرة القدم يعلن رسمياً عن فك الارتباط بمدرب الفريق الأول الإطار الوطني هلال الطير رئيس غوغل يحذر من إنفجار وشيك لفقاعة الذكاء الاصطناعي وتأثيره الكاسح على الجميع سامسونغ تعلن عن لوحة مفاتيح لاسلكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكنها الاقتران بثلاثة أجهزة إلكترونية في وقت واحد عطل عالمي يضرب الإنترنت بعد سقوط خدمات كلاود فلير وتعطل آلاف المواقع والمنصات الكبرى سقوط قتيل في غارة إسرائيلية على بلدة بليدا جنوب لبنان تصعيد خطير ضد الأسرى الفلسطينين ومروان البرغوثي وحماس تحذر من إعدام بطيء داخل سجون الاحتلال إصابة 4 إسرائيليين في حادث دهس وطعن بمفترق غوش عتصيون جنوبي بيت لحم بالضفة الغربية
أخر الأخبار

الإنسان والمكان

الإنسان والمكان

 العرب اليوم -

الإنسان والمكان

بقلم - د. محمود خليل

 نشاط العقارات فى مصر قديم قدم حاجة المواطن إلى سكن، وقد نشأ محكوماً بعلاقة واضحة بين المالك والمستأجر، أساسها العرض والطلب، فإذا زاد العرض قل الإيجار، وإذا نشط الطلب ارتفع. وقد دخلنا النصف الثانى من القرن العشرين بثقافة تنظر إلى «المستأجر» كطرف مظلوم فى العلاقة الإيجارية، إذ يسلمه المالك الشقة، ويحصل على الإيجار آخر كل شهر، دون أن يلتزم بأعمال صيانتها (سباكة وكهرباء وغير ذلك) بالصورة المطلوبة.

وعندما قامت ثورة يوليو 1952 أصدر «عبدالناصر» قانون تحديد القيمة الإيجارية عام 1962، ليحارب به ما كان يوصف وقتها بمغالاة الملاك فى تحديد إيجار الشقق على المستأجرين، وأدخل طرفاً ثالثاً فى تحديد القيمة الإيجارية هو «اللجنة»، وهى تضم موظفين من المحافظة، تتحدد مسئوليتهم فى تخفيض الإيجارات التى يشتكى المستأجر منها.

ومنذ ذلك الحين تحول «المالك» من مربع «الظالم» إلى مربع «المظلوم» فى العلاقة الإيجارية.

لم يكتف «عبدالناصر» بذلك، بل سعى إلى بناء ما أطلق عليه «المساكن الشعبية»، وهى شقق تمليك كانت تُمنح لمحدودى الدخل، وعبرها عرف المصريون لأول مرة «الشقة التمليك».

وامتازت هذه المساكن بنظاميتها، وتوافر المرافق بها، وقربها من أماكن التجمع السكنى المعتادة (المساكن الشعبية بالحلمية نموذجاً)، لكن أحوالها ساءت بفعل الإهمال الحكومى والشعبى، وحكمتها نفس الثقافة القديمة التى تعتمد على فكرة الالتصاق والاندماج، والاجتماع على طبق واحد، إلى حد أن بعض الأهالى بدأوا فى تعلية مبانيها لتوفير شقق لأولادهم المقبلين على الزواج.

كانت المشكلة وما زالت فى التصور الخاطئ الذى يحكم صانع القرار على هذا المستوى، حين يظن أن مجرد نقل الإنسان من مكان إلى مكان سيؤدى إلى تطوير شخصيته.

الشخصية بما يحكمها من ثقافة يجب أن تتطور أولاً، وإذا حدث ذلك فستجدها مدفوعة إلى تطوير المكان، فالمكان جماد والإنسان كائن حى، ولم يحدث فى التجربة الإنسانية أن طور جماد كائناً حياً، بل العكس هو الصحيح.

والتطوير بمعادلة «الأولوية للجماد» تجعل السيئ أسوأ. وقد حدث ذلك بالفعل. فبعد أن أصبحت «اللجنة» المسئولة عن تخفيض الإيجار سيفاً على رقاب الملاك، زادت المشاكل بين طرفى العلاقة الإيجارية، وأحجم الكثير من المستثمرين العقاريين عن البناء، وحين تولت الحكومة بنفسها مهمة بناء المساكن الشعبية أهملت أن التطوير يبدأ بعقل الإنسان، ليدرك الجيد والردىء فى ثقافته، ويتولى هو بعد ذلك بنفسه تطوير المكان الذى يعيش فيه، عبر محاربة القبح، وتعظيم الجيد.

ظهرت نتائج هذه الطريقة فى التفكير بدءاً من النصف الثانى من السبعينات، حين بدأت أزمة السكن فى الظهور، بسبب كثرة الطلب وقلة العرض، وظهر نظام التمليك كوسيلة يضمن بها مالك العقار عدم تدخل الحكومة بينه وبين المستأجر عند تحديد قيمته.. ولو أنك راجعت بعض الأفلام التى ظهرت حينذاك فستصادف بعض أبعاد المشكلة، مثل فيلم «شقة وعروسة يا رب» (1978) و«الشقة من حق الزوجة» (1985).

حينها بدأ قطاع من المصريين يدخل مرحلة «الخطف» حتى على مستوى السكن، فشاعت عمليات النصب فى تأجير الشقة لأكثر من شخص (مع قبض خلوات من الجميع)، وتحطمت العلاقات الأسرية، وعلاقات الحب والزواج، بسبب العجز عن تدبير شقة (راجع فيلم صاحب العمارة 1988)، وبدأت عمليات البناء على أراضى وضع اليد، وعلى الأراضى الزراعية من جانب المواطنين العاديين، الذين لم يجدوا غضاضة فى ذلك ما دامت الدولة تعطى الأراضى بسخاء للمحظوظين.

عدم احترام الثقافة الاجتماعية السائدة، والظن الخاطئ بأن المكان قادر على تطوير الإنسان، ومحاولة التحكم فى العلاقات الطبيعية ما بين البشر، يحول أى نظام إلى فوضى، ويدفع الناس إلى أكل بعضهم بعضاً بدلاً من الأكل مع بعض.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإنسان والمكان الإنسان والمكان



منى زكي تتألق بإطلالات ساحرة على السجادة الحمراء

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:37 2025 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ألوان طلاء تجعل المساحات تبدو أعلى
 العرب اليوم - ألوان طلاء تجعل المساحات تبدو أعلى

GMT 18:25 2025 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القوات الدولية «اليونيفيل» مستمرة في مهمتها جنوب لبنان
 العرب اليوم - القوات الدولية «اليونيفيل» مستمرة في مهمتها جنوب لبنان

GMT 05:52 2025 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يفتتح CAIRO'S XR ضمن مهرجان القاهرة السينمائي
 العرب اليوم - حسين فهمي يفتتح CAIRO'S XR ضمن مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 12:00 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

فيضانات في غرب إيران بعد أشهر من الجفاف الحاد

GMT 18:06 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

بي بي سي تؤكد عدم وجود أساس قانوني لدعوى ترامب

GMT 07:00 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

قواعد اختيار وتنسيق النباتات الاصطناعية داخل المنزل

GMT 05:12 2025 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

صندوق النقد الدولي يطلق "برنامج تعاون مكثفا" مع سوريا

GMT 08:20 2025 السبت ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة بسيطة تساعد في التغلب على الحزن والاكتئاب

GMT 19:51 2025 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة 100 فلسطيني داخل السجون الإسرائيلية خلال عامين

GMT 05:52 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف يُحيَى شارع الحمرا البيروتي؟

GMT 06:16 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إعادة كتابة التاريخ... حتى تاريخنا

GMT 04:55 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض ــ واشنطن... شراكة استراتيجية متجددة

GMT 04:17 2025 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الإسباني بيب غوارديولا يجدد دعمه القوي للقضية الفلسطينية

GMT 04:26 2025 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يهنئ العالم بتبني قرار مجلس الأمن حول خطة السلام في غزة

GMT 05:52 2025 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يفتتح CAIRO'S XR ضمن مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 05:03 2025 الأحد ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا عن حيادية القضاء في الغرب؟

GMT 06:51 2025 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تقتحم بلدة يعبد وتداهم عددًا من المنازل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab