زناخة «العقل والإحساس»

زناخة «العقل والإحساس»

زناخة «العقل والإحساس»

 العرب اليوم -

زناخة «العقل والإحساس»

بقلم - د. محمود خليل

ثنائية الكبر والشرك من الثنائيات الأساسية التى نستطيع أن نفهم بها الحياة، وأداء البشر فيها.. الكبر إحساس مفرط بالقوة يؤدى إلى الغرور، ويكرس داخل صاحبه آفة التسلط، ويغريه بركوب غيره من عباد الله.. أما الشرك فضعف يتغلغل داخل نفس الفرد ينسى معه خالقه، فيندفع إلى الاعتماد على غيره -سبحانه وتعالى- فى جبر ضعفه. ضياع الإنسان عادة ما يكون بين هذين الفخين؛ فخ الكبر وفخ الشرك.

فالكبر يُفقد الإنسان إحساسه بغيره، فيصبح حجراً أصم، يسيطر عليه إحساس بأنه الأقوى والأقدر والأكثر تحكماً فى مصائر الآخرين. والكبر سمة من سمات الخالق العظيم وحده، فالله تعالى هو القوى القادر الآخذ بناصية البشر جميعاً. وليس من العقل أن يسكن الكبر إنساناً يدخل الحياة فى لحظة لا يعلمها، ويخرج منها فى لحظة لا يقدرها ولا يعرفها. الإنسان الذى تمتد رحلته ما بين لحظتين: الميلاد والوفاة، هو فى المجمل ضعيف، ولا يليق به إلا أن يستمد القوة والقدرة من خالقه. كأن المستكبر إنسان فاقد العقل، لأنه لو فكر قليلاً فسيعلم أن أصغر شوكة يشاكها تقلب حياته، ويظهر أمام ألمها ضعيفاً مهدود القوة، عاجزاً عن فعل شىء.. استكبر «فرعون» فى الأرض وجار وتجبر فكانت نهايته على يد شخص وصفه: «أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِى هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ».. واستكبر «النمرود» فجاءت نهايته على يد بعوضة قتلته.. الكبر «زناخة عقل».

أما الشرك فدليل على ضعف إحساس الفرد بالحياة، وعدم وعيه بأحوالها وتقلباتها. فالشخص الذى يظن أن مصيره بيد غيره، سواء على مستوى النفع أو الضر، أو الحياة أو الموت، هو شخص لا يدرى شيئاً عن هذه الدنيا، ومؤكد أنه لم يكلف خاطره فى لحظة ليتأمل طبيعتها وأحوال الناس فيها. الشرك ببساطة معناه أن تظن أن شخصاً ما بيده أن يعطيك أو يمنعك، أو يضرك أو ينفعك، أو يزيد أو ينقص من حظوظك فى الحياة، فيسكن هذا الشخص قلبك، وتنسى أن الله تعالى هو الآخذ بناصية العباد، وأن الحياة أقدار قدّرها الخالق، وأنه وحده القادر على تبديل أحوالك، ومعونتك على مواجهة ما تلاقى، وتخفيف متاعب الحياة عنك، ومكافأتك على السعى فيها. والإنسان الذى يرتكن إلى غيره أو يتكل عليه لا يشرك بربه فقط، بل يشرك أيضاً بما حباه الله تعالى من قدرات ونِعم يستطيع أن يعيش بها كريماً، غير منكفئ أمام غيره.. الشرك «زناخة إحساس».

ثنائية الكبر والشرك هى أساس ما نلاحظه فى الحياة من استعلاء وتعالٍ وانكفاء ورضوخ، فالمستكبر يستعلى على غيره ويطغى ويجور، وهو لا يستطيع أن يفعل ذلك إلا حين تتزاحم الحياة بالمنكفئين والراضخين، ومن يظنون أن بيد هذا المستكبر نفعهم أو ضرهم.. فارق كبير بين أن تنظر إلى طرف معين فى الحياة كسبب يسّره الله للرزق مثلاً، وبين أن تقع فى فخ النظر إليه كمصدر لرزقك.. النظرة الأولى لك لأن الله سخّر البشر لخدمة بعضهم بعضاً، وتيسير حياة بعضهم البعض.. أما النظرة الثانية فعليك لأنها ببساطة شرك بالله.. والشرك أعظم الظلم.

arabstoday

GMT 19:26 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

مواعيد إغلاق المقاهى.. بلا تطبيق

GMT 19:24 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

المطلوب

GMT 19:24 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

البابا فرنسيس والسلام مع الإسلام

GMT 19:23 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

الإحساس في كلام عبّاس

GMT 19:23 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

خيار الفاتيكان القادم: الكرازة أم التعاليم؟

GMT 19:21 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

السوداني والإخوة الحائرون

GMT 19:21 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

... والجامعيون أيضاً أيها الرئيس!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زناخة «العقل والإحساس» زناخة «العقل والإحساس»



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 17:37 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

أقصر الطرق إلى الانتحار الجماعي!

GMT 04:47 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 25 إبريل / نيسان 2025

GMT 17:02 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

صعود طفيف لأسعار النفط بعد انخفاض 2%

GMT 10:33 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

GMT 17:34 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي

GMT 08:58 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

هزتان ارضيتان تضربان تركيا بقوة 4.5 و4.6 درجات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab