«الحزن» حتى «التعب»

«الحزن» حتى «التعب»

«الحزن» حتى «التعب»

 العرب اليوم -

«الحزن» حتى «التعب»

بقلم - د. محمود خليل

حكيت لك أن كلمة "الألم" وردت في القرآن الكريم بشكل صريح داخل آية كريمة واحدة من سورة النساء.. تلك التي تقول: «إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون»، لكن تعابير الألم ومؤشراته كانت حاضرة في مواضع مختلفة من القرآن الكريم، وأبرز تعبيرين أو مؤشرين حاضران على هذا المستوى هما: التعب، والحزن.

فكرة التعب كانت حاضرة بصيغ مختلفة في الآيات القرآنية، فقد تحدثت الآيات عن "الكبد" كقدر من أقدار الإنسان في الحياة: "لقد خلقنا الإنسان في كبد"، وأشارت إلى الشقاء كوعد للحياة على الأرض.

يقول الله تعالى: "فلا يخرنكما من الجنة فتشقى".. ويقول: "قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا".

وثمة مساران حددهما القرآن الكريم للخروج من حالة الشقاء تلك، المسار الأول هو الاستعانة بالله تعالى، سواءاً بالدعاء: "ولم أكن بدعائك رب شقيا"، أو بتأمل آيات القرآن الكريم وتمثل معانيها في الحياة: "ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى"، أما المسار الثاني فيتحقق في الآخرة، وقد كان من الملفت أن الله تعالى وصف الجنة بالدار التي لا يمس الإنسان فيها النصب أو التعب، مقابل وصفه -سبحانه- للحياة بأنها دار الشقاء.. يقول الله تعالى: "الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب".

ظهر "الحزن" أيضاً كمؤشر رئيسي من مؤشرات الألم في عدد من المواضع الأخرى من القرآن الكريم. فالحزن -في القرآن- حالة إنسانية تصيب الفرد حين يتألم على حبيب، أو أمر يحبه وعجز عن إدراكه.

نبي الله "يعقوب" عاش حالة حزن عميق حين فقد ولده "يوسف" بمكيدة من اخوته.

يصف القرآن حاله في الآية الكريمة التي تقول: "وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم"، وحين لامه أولاده على استسلامه للحزن الذي يسير به نحو الهلاك: "قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين".. رد عليهم "يعقوب" قائلاً: "قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون".

كاد الحزن أيضاً أن يقتل ذلك الرهط من المؤمنين الذين عجزوا عن الخروج للدفاع عن رسالة الإسلام، حين لم يجد النبي صلى الله عليه وسلم ما يحملهم عليه: "ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون".

ولا سبيل للتخلص مما يخلفه الألم من أحزان في النفس سوى الثقة في الله سبحانه وتعالى والاطمئنان إلى عدله في الحياة، فتذكر أن الله تعالى هو القاهرة فوق عباده، وهو وحده المتحكم في الحياة ومساراتها يؤدي إلى اطمئنان النفس: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، يضاف إلى ذلك الوعي بان الحزن جزء من تركيبة الحياة، وأن الله تعالى يعوض الحزن بأفراح متصلة تعيشها الروح في الآخرة: "وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور".

مهما كان التعب، وأيا كان حجم الحزن، لابد للإنسان أن يصبر على ما يواجهه في الحياة من آلام، ويعلم أن الخلاص بيد الله وحده.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 06:24 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بري رجلُ السَّاعة

GMT 06:22 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 06:19 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أية حقيقة؟

GMT 06:17 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان أبقى من كل هؤلاء

GMT 06:15 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حرب العلاقات العامة!

GMT 06:12 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مناظرة حضارية... وهدوء العاصفة الانتخابية

GMT 06:09 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العودة التي لا مفرّ منها إلى غزّة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الحزن» حتى «التعب» «الحزن» حتى «التعب»



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - طائرة مساعدات إماراتية عاجلة لدعم لبنان بـ100 مليون دولار

GMT 08:54 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تعلن رأيها في الألقاب الفنية
 العرب اليوم - منة شلبي تعلن رأيها في الألقاب الفنية

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف
 العرب اليوم - الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف

GMT 19:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

نابولي يعزز صدارته للدوري الإيطالي بثلاثية ضد كومو

GMT 13:54 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دعوى قضائية تتهم تيك توك بانتهاك قانون الأطفال فى أمريكا

GMT 14:19 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يتجه لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي منذ أكتوبر 2022

GMT 13:55 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع حصيلة قتلى إعصار هيلين بأمريكا إلى 215 شخصا

GMT 15:57 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي

GMT 06:22 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 10:04 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مصرع 4 وإصابة 700 آخرين بسبب إعصار كراثون في تايوان

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف

GMT 13:50 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن غياب موسيالا بسبب معاناته من الإصابة

GMT 04:51 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حلول زائفة لمشكلة حقيقية

GMT 04:58 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إيران: الحضور والدور والمستقبل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab