«أنجشة» حين طربت الإبل

«أنجشة».. حين طربت الإبل

«أنجشة».. حين طربت الإبل

 العرب اليوم -

«أنجشة» حين طربت الإبل

بقلم - د. محمود خليل

المتأمل لسيرة «الحبش» ممن آمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم يجد أن ثمة قاسماً مشتركاً فيما بينهم، يتمثل فى «حلاوة الصوت». والظاهر أن سراً ما ميزهم بالأصوات الجميلة عمن عداهم من المؤمنين، ذوى الأصول العربية، أو الفارسية، أو الرومية، أو غير ذلك.

نبدأ بصحابى جليل منهم لم يشتهر فى كتب السيرة والحديث سوى بفقرة أو فقرتين، ولا تكاد تظفر بعد ذلك بأى تفاصيل أخرى عنه.. إنه «أنجشة» حادى قوافل زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم.

اشتهر اسم «أنجشة» بذلك الحديث الذى ذكره «ابن كثير» فى البداية والنهاية: عن أنس بن مالك أن النبى صلى الله عليه وسلم كان فى مسير وكان حاد يحدو بنسائه أو سائق، قال: فكان نساؤه يتقدمن بين يديه، فقال: يا أنجشة ويحك ارفق بالقوارير. وهذا الحديث فى الصحيحين.

الحادى هو قائد القافلة، الذى يتقدم الإبل، ويستحثها على السير من خلال الغناء، وكلما كان صوته عذباً شدّت الإبل فى السير. والواضح أن صوت «أنجشة» كان من العذوبة بمكان كبير، وما إن كان ينطلق بالغناء حتى تطرب الإبل وتجدّ فى السير. ولك أن تتخيل وقع أو أثر صوت، يحرك الإبل، على البشر الذين يسمعون.

والواضح أن النبى صلى الله عليه وسلم حين طلب من أنجشة «الرفق بالقوارير» لم يرد منه التوقف عن الغناء، بل أراد التخفيف من روعته، وحدة الطرب الغالبة عليه، حتى تهدأ حركة الإبل، وبالتالى تطمئن النساء، ويزول عنهن الانزعاج الناتج عن حركة الإبل السريعة الطروبة. فالنبى كان يحب الأصوات الندية، ويحب الشعر والحداء، ويطرب للسماع الجيد النقى، ومن هنا كانت محبته لأنجشة صاحب الصوت الأخاذ الخلاب، وشدوه الذى يحرك القلب والمشاعر.

كان «أنجشة» عبداً حبشياً أسلم وآمن برسالة محمد، واختصه النبى بمهمة قيادة قافلة أمهات المؤمنين فى ترحالهن، والواقعة التى طلب فيها النبى منه «الرفق بالقوارير» كانت مرتبطة بحجة الوداع حين اصطحب أزواجه معه. ولست بحاجة إلى تذكيرك بأن أنجشة لم يكن الحبشى الوحيد الذى آمن بالإسلام، فهناك بلال بن رباح، وكان من أوائل المؤمنين، وهناك وحشى -قاتل حمزة- الذى آمن بعد فتح مكة، ومؤكد أن هناك أحباشاً آخرين كانوا على الإيمان، ولكن لم يشتهر ذكرهم، بسبب عدم وجود أحداث ناطقة بوجودهم.

وارتبط وجود الأحباش فى الجزيرة العربية بدخولهم إلى اليمن، وسيطرتهم عليها، حين تحركوا للاستيلاء على هذا البلد، بقيادة أرياط الحبشى ونائبه أبرهة، بعد مذبحة نجران الشهيرة، وبعد أن تخلص أبرهة من قائده «أرياط» استهدف البيت الحرام، وكان ما تعلمه من أحداث فى عام الفيل.

والواضح أن الحركة بين اليمن ومكة والعكس كانت على أشدها، كذلك بقى من الأحباش بعد واقعة الفيل أسرى وفلول، واصلت العيش فى مكة، كان من بينهم على سبيل المثال «حمامة» أم بلال رضى الله عنه، أنجبته من زوجها «رباح».. وهو أنه من سبى الحبشة أيضاً.

المهم أن الأصوات الجميلة المميزة كانت سمة تفرق الأحباش «المستعربين» عن غيرهم من أصحاب الأصول الأخرى.. والسؤال: ما السر فى ذلك؟.. تُرى هل كان ماء النيل الذى يجرى فى عروقهم ويرطب أوتار حناجرهم السر فى ذلك؟

arabstoday

GMT 01:51 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

اكتساح حلب قَلبَ الطَّاولة

GMT 01:47 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاءوا من حلب

GMT 01:43 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

نكتة سمجة اسمها السيادة اللبنانية

GMT 01:41 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

هو ظل بيوت في غزة يا أبا زهري؟!

GMT 01:31 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

... عن الانتصار والهزيمة والخوف من الانقراض!

GMT 01:27 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 01:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بعيداً عن الأوهام... لبنان أمام استحقاق البقاء

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أنجشة» حين طربت الإبل «أنجشة» حين طربت الإبل



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 20:57 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يؤكد موقف الإمارات الداعم لسوريا
 العرب اليوم - عبدالله بن زايد يؤكد موقف الإمارات الداعم لسوريا

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
 العرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان
 العرب اليوم - يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab