الفساد وتهديد المصالح

الفساد وتهديد المصالح

الفساد وتهديد المصالح

 العرب اليوم -

الفساد وتهديد المصالح

بقلم - د. محمود خليل

دخل نبي الله صالح في مواجهة مع أهل ثمود حاول أن يعلمهم من خلالها أن "الإصلاح جوهر العبادة" وأن "محارية الفساد جوهر الوحدانية"، وأراد أن يعطيهم القدوة في ذلك فدخل في تحد مباشر مع رؤوس الحكم ومراكز صناعة القرار داخل "وادي الحجر"، التي تتمثل في التسعة رهط أو عصابة التسعة.

انتمى نبي الله صالح إلى عائلة ذات وزن داخل المجتمع الثمودي، وقبل أن يواجه قومه بتعرية فسادهم ودعوتهم إلى عبادة الله الواحد الأحد، كأساس لإصلاح أحوالهم، تمتع بمكانة واضحة فيهم، وهي مكانة كانت تؤهله لتصدر المشهد داخلهم والجلوس على رأس المجموعة التي تحكم (مجموعة التسعة).

يقول الله تعالى: "قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب".ولكي تعرف مستوى نقاء المعدن الإنساني لنبي الله صالح يكفي أن تتأمل موقفه الذي تنازل عن ارتداء شارة القيادة داخل قومه، ورضي بأن يغضب عليه المجموع الذي يعيش وسطه، حين واجههم بحقيقة فسادهم. قليلون من يختارون طريق الإصلاح، حين يخيرون بين الاستجابة للمجموع وفساده، أو تحديه ومواجهته بضرورة الإصلاح.

فالأسهل والأفيد والأربح بمقاييس الدنيا هو الطريق الأول، لكن الثاني هو طريق من يريد أن يربح ربه ونفسه، وهو أيضاً طريق من استقام عقله وفهم أنه لا قيمة في السعي لقيادة أو تصدر المشهد داخل مجموع فاسد مفسد.

عرف النبي النقي طريقه، وفي المواجهة تحركت عصابة التسعة التي تجلس على منصة القرار، وكما هي العادة في كل زمان ومكان اجتهدت في إحراج النبي أمام المجموع من أهل ثمود، بهدف اغتياله معنوياً، فطلبوا منه دليلاً وبرهاناً إعجازياً على أنه رسول من عند الله، وحددوا الدليل في ناقة يخرجها لهم من قلب الجبل، تضع وليداً لها أمام أعينهم بمجرد خروجها من الصخر، وتهبهم لبنها لينتفعوا به.

حقق الله تعالى المعجزة، وخرجت الناقة ووضعت وليداً لها، واتفق نبي الله صالح معهم على أن تشرب من "بئر الحجر" في يوم، ويشربون هم في اليوم التالي.كان مشهد الناقة وهي تسير وخلفها وليدها إلى البئر لتشرب شديد الإثارة بالنسبة لأهل ثمود، كما كان انتفاعهم بما تدره من لين غزير من الأمور التي جعلتهم يتعلقون بهذه المعجزة التي يسرها الله على يد نبيه صالح، وسبّب هذا الوضع حرجاً كبيراً لعصابة التسعة، فقد وجدوا أنفسهم وقد منحوا "صالحاً" فرصة يثبت بها نبوته ليؤمن به الكثير من عوام أهل ثمود، في الوقت الذي أرادوا فيه تعجيزه واغتياله معنوياً أمام المجموع، حين طلبوا منه معجزة الناقة الجيلية.

أمام هذا الموقف اجتمع التسعة لبحث الأمر، بعد أن هالهم زيادة عدد المؤمنين بصالح كل يوم، وقرروا في أنفسهم الدخول في مواجهة حاسمة معه، بعد أن أصبح عاملاً مهدداً لفسادهم وما يرتبط به من منظومة مصالح.

 

arabstoday

GMT 06:56 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب والتعامل مع حربَي غزة ولبنان

GMT 06:55 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت أبيها

GMT 06:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الجديد الذي يمكن استكشافه!

GMT 06:52 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

يدور مع زجاجة ترمب حيث دارت!

GMT 06:51 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف فاز ترمب... ولماذا ستكون رئاسته الثانية مختلفة؟

GMT 06:49 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب صانع النجوم

GMT 06:48 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الكُتّاب والاستخدام غير الدقيق للكلمات

GMT 06:43 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الدور العائلي في فوز «ترامب»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفساد وتهديد المصالح الفساد وتهديد المصالح



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:43 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 العرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 12:05 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان ينوي بحث انسحاب القوات الأميركية من سوريا مع ترامب
 العرب اليوم - أردوغان ينوي بحث انسحاب القوات الأميركية من سوريا مع ترامب

GMT 11:35 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساهم في تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة الرياضة
 العرب اليوم - مكون غذائي يساهم في تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة الرياضة

GMT 04:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
 العرب اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ

GMT 14:43 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود إلى الدراما بمسلسل ناقص ضلع فى رمضان 2025

GMT 20:13 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات الأحزمة الفاخرة لإضافة لمسة جمالية على مظهرك

GMT 00:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab