المتكلمون والسماعون

المتكلمون والسماعون

المتكلمون والسماعون

 العرب اليوم -

المتكلمون والسماعون

بقلم - د. محمود خليل

الـ"سمّاعون" الذين يخضعون لنوعية معينة من الـ"متكلمين" لهم حكاية، تقصها علينا الآية الكريمة التي تقول: "لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين".الآية كما هو واضح تصف الأدوار السلبية الخطرة للمنافقين في أوقات الصراعات. فهم يمثلون مصدراً للخطر أكثر من الخضم الذي تصارعه، لأن الطرف الذي يخوضون الصراع وراءه يتعامل معهم كجزء منه، وكظهير له، وسند داعم لكفاحه، ضد من يهدده.

وتحرك هؤلاء المنافقين لهد الطرف الذي ينحازون إليه في الظاهر غالباً ما يأتي في لحظة غادرة، قد تصعب معها المقاومة. فالضربة تكون مؤثرة أشد التأثير حين تأتي من مأمن، أي من جانب شخص أو موضع يأمن الإنسان جانبه.يقدم المتكلمون أنفسهم في صورة شديدة الجاذبية لمن حولهم، من منطلق أن مهارات الجذب تشكل بالنسبة لهم جوهر القدرة على التأثير في الآخرين.

من بين هذه المهارات: مهارة الكلام الخفيف اللطيف، المنمق المنسق. فكلامهم طيب وقادر على شد الأذن لتسمع لهم، أضف إلى ذلك مهارة الظهور، فهم عادة ما يتجلون في صور جذابه المظهر تشد العين.

وقد جمع القرآن الكريم صفات هذا النوع من الشخصيات المتكلمة بالنفاق في الآية الكريمة التي تقول: "وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم".قطاع "المتكلمين" في عصر النبي صلى الله عليه وسلم كان يشمل طابوراً من المنافقين، والمنافق هو الشخص الذي يختلف ظاهره عن باطنه، ويردد لسانه عكس ما يؤمن به قلبه. وأغلب هؤلاء نطقوا كلمة الإيمان بألسنتهم، لكن لم تؤمن قلوبهم، فأصبحوا مسلمين بالاسم أو بالهوية القائمة على الوجود داخل المجموع المؤمن، لكنهم كانوا يبطنون الكفر في قلوبهم.

ومن الطبيعي للغاية أن تجد هذا الصنف من البشر المنافقين شديدي الاهتمام بما يتردد على ألسنتهم، وبصورتهم الخارجية. فالصوت والصورة في مثل هذه الأحوال يمثلان الأداتين اللتين يتستر وراءهما المنافق، ليداري رائحة الخبث والفساد التي تكاد تفوح من باطنه.والمتكلمون من المنافقين يجيدون اختيار المستهدفين برسالتهم التخريبية، من بين الحلقات الأضعف التي يمكن أن تستقبل منهم ما يقولون. هؤلاء هم "السمّاعون" للمنافقين، وقد وصفتهم الآية بذلك، لأنهم لا يشغّلون عقلهم، ولا يخضع ما تستقبله آذانهم للفحص عبر عقولهم، فهم "أذنيون" وليسوا "عقلانيين"، وبالتالي لا يسهل عليهم التمييز بين الجيد والردىء، من الرسائل التي تتدفق إليهم عبر الواقع.

والسؤال: هل ظهر هذا النمط من المتكلمين بالنفاق والسماعين لهم خلال ملحمة طوفان الأقصى؟ نعم حدث ذلك، وتستطيع أن تغربل المتكلمين بلسان الكذب والتزييف فيمن تحدثوا عن العملية التي قامت بها المقاومة يوم 7 أكتوبر، وإشارتهم إلى أنها أدت إلى عدوان إسرائيل على غزة، ووصفهم السلبي للمقاومة، والإيجابي للمستسلمين لخطط تل أبيب.. بعض هذه الأفكار وجدت طريقها إلى آذان "السماعين".. وبأمثال المتكلمين والسماعين هؤلاء تخرب المجتمعات.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتكلمون والسماعون المتكلمون والسماعون



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 17:37 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

أقصر الطرق إلى الانتحار الجماعي!

GMT 04:47 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 25 إبريل / نيسان 2025

GMT 17:02 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

صعود طفيف لأسعار النفط بعد انخفاض 2%

GMT 10:33 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

GMT 17:34 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي

GMT 08:58 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

هزتان ارضيتان تضربان تركيا بقوة 4.5 و4.6 درجات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab