«علي» و«سعيد»

«علي» و«سعيد»

«علي» و«سعيد»

 العرب اليوم -

«علي» و«سعيد»

بقلم - محمود خليل

لا نستطيع أن نقرر السبب فى استبعاد سعيد بن زيد من أهل الشورى الذين حددهم عمر بن الخطاب ليتولى واحد منهم الخلافة من بعده. يقرر «ابن كثير» أن «عمر» وضع الأمر فى ستة، وتحرّج أن يجعلها لواحد من هؤلاء على التعيين، وقال: لا أتحمل أمرهم حيا وميتا، وقال: إن يرد الله بكم خيراً يجمعكم على خير هؤلاء، كما جمعكم على خيركم بعد نبيكم صلى الله عليه وسلم، ويستطرد «ابن كثير»: ومن تمام ورعه -يقصد عمراً- لم يذكر فى الشورى سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، فلذلك تركه وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، بل جاء لأنه ابن عمه وخشى أن يراعى فيولى لكونه ابن عمه.

يبدو كلام «ابن كثير» غير مقنع. فالمنافسة كانت محسومة ما بين على وعثمان (بين الستة)، وكلنا يعلم أن رجلاً بحجم عبدالرحمن بن عوف خلع نفسه من الأمر، وقرر أن يتولى حسم المنافسة بين الصحابيين الجليلين.

ومن تحليل الشذرات المتناثرة هنا وهناك فى كتب التاريخ حول سعيد بن زيد نجد إشارات واضحة لانحيازه لعلى بن أبى طالب، فقد كان شديد الحب والتبجيل لعلى، وكان يردد -كما يشير «ابن الأثير»- ما اجتمع أربعة من أصحاب النبى، صلى الله عليه وسلم، لخير يعملونه إلا وعلى أحدهم. الأرجح أنه لو كان سعيد بين أهل الشورى لكان أميل إلى أن تذهب الخلافة لعلى بن أبى طالب.

وقد لعبت الانحيازات دوراً مهماً فى أن ينتهى أمر أهل الشورى إلى اختيار عثمان بن عفان، رضى الله عنه، خليفة للمسلمين.وقد ظهر انحياز سعيد بن زيد لعلى بن أبى طالب خلال الحرب التى وقعت بين على ومعاوية وبعدها.

والحديث عن أن سعيداً كان ممن اعتزلوا الفتنة الكبرى التى وقعت أواخر خلافة عثمان، ثم أيام خلافة على، لا يعنى بحال أن الرجل لم يكن منحازاً لعلى، فقد اعتزلها على مستوى المشاركة القتالية، لكنه كان ميالاً على مستوى المواقف إلى تأييد على، يؤكد ذلك ما يحكيه «ابن كثير» فى «البداية والنهاية» من أن عبدالله بن ظالم المازنى قال: لما خرج معاوية من الكوفة استعمل المغيرة بن شعبة، قال: فأقام خطباء يقعون فى على بن أبى طالب، قال: وأنا إلى جنب سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قال: فغضب فقام وأخذ بيدى وتبعته، فقال: ألا ترى إلى هذا الرجل الظالم لنفسه الذى يأمر بلعن رجل من أهل الكوفة وأشهد على التسعة أنهم من أهل الجنة ولو شهدت على العاشر لم آثم؟.لقد كان موقف سعيد بن زيد يحمل نوعاً من الانحياز لعلى بن أبى طالب، وفى أقل تقدير موقفاً محايداً ما بين على وعثمان، ونظرة متساوية إليهما كاثنين من العشرة المبشرين بالجنة، وموقف الانحياز لعلى كان مرفوضاً رفضاً قاطعاً من بنى أمية ومؤيديهم من المؤرخين، وحتى موقف الحياد لم يكن مرضياً بالنسبة لهم، لذلك كان هذا التهميش لتاريخ سعيد بن زيد، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وواحد من أقدم من أسلموا وآمنوا بالنبى، صلى الله عليه وسلم، وجاهدوا معه فى كل المشاهد، وامتد به العمر وتاريخ خدمة الإسلام حتى عصر معاوية بن أبى سفيان.رضى الله عن سعيد بن زيد وأرضاه.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«علي» و«سعيد» «علي» و«سعيد»



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:08 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل
 العرب اليوم - أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل

GMT 13:03 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025
 العرب اليوم - البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025

GMT 13:51 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

إيران لم تيأس بعد من نجاح مشروعها!

GMT 17:42 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

برشلونة يتعاقد مع مهاجم شاب لتدعيم صفوفه

GMT 02:25 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

سنتان أميركيتان مفصليتان في تاريخ العالم

GMT 12:15 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب جنوب شرق تايوان

GMT 12:05 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

انفجار قنبلة وسط العاصمة السورية دمشق

GMT 02:41 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

ترامب والأردن... واللاءات المفيدة!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab