الحج الافتراضي
أخر الأخبار

الحج الافتراضي

الحج الافتراضي

 العرب اليوم -

الحج الافتراضي

بقلم - د. محمود خليل

في ظل حالة الهوس بالرقمنة الدينية، وظهور مصطلح «الإسلام الرقمي»، ظهرت العديد من الانتقادات للخطاب الديني الذي يقدم عبر مواقع الإنترنت وحسابات التواصل الاجتماعي.

تحفظ البعض على طبيعة وسمات الخطاب الديني الذي تكرسه أدوات الإسلام المرقمن لدى الجمهور، والذي يختزل الدين في مجموعة من الأفكار التي يتناولها المتلقي بصورة سطحية ودون تعمق فيها، تحدث البعض أيضاً عن مخاطر مفهوم «المجموعة المغلقة»، الذي تعتمد عليه منصات التواصل، وما يمكن أن تؤدي إليه من تقوقع من جانب الفرد وانغلاق على المجموعة، وانقياد لروح القطيع في تشكيل عقله الديني.

يضاف إلى ذلك، انتقاد بعض أشكال التعبد الافتراضي، وما أوجده من أدوات مثل تطبيق المسبحة الالكترونية، وتطبيق المؤذن الإلكتروني، ونغمات الأدعية والآيات القرآنية، وغير ذلك.

في كل الأحوال تبقى المؤسسة الدينية المسئول الأول عن تحديد درجة شرعية هذه الممارسات.

فالتجول الافتراضي في الأماكن المقدسة، بات جزءا من ثقافة الواقع، وقد يتضخم في المستقبل ويتمدد إلى كافة طقوس الحج ليتم أداء مناسكه بصورة افتراضية كاملة.

ولعلك سمعت عن «مبادرة الحجر الأسود الافتراضي»، التي أثارت جدلا واسعا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية والإسلامية.

وأطلقت المبادرة وكالة شؤون المعارض والمتاحف، ممثلةً في الإدارة العامة للمعارض الرقمية، وتهدف إلى استخدام الواقع الافتراضي والتجارب الرقمية التي تشير إلى محاكاة الواقع الحقيقي.

عجلة الزمان تدور فتأخذ في طريقها كل العادات الموروثة، ورحى التكنولوجيا تطحن كل الأفكار القديمة.

وما أعظم الفجوة بين المشهد الأول لظهور جبل الرحمة بعرفات على مسرح الحياة البشرية، ومشاهد الحج الافتراضي.

لقد نزل آدم إلى الأرض بعد أن عاقبه الله تعالى على خطيئته، حين أضله الشيطان وجعله يأكل من الشجرة التي نهاه الله عنها.

ونزلت معه حواء شريكته في الخطيئة.

وشاءت إرادة الله تعالى أن يمضي كل منهما في طريق، ليخوضا رحلة التيه، ويشرع آدم في البحث عن نصفه الآخر، المرأة التي خرجت من ضلعه.

يجوب الأماكن كما تحكي كتب التراث من الهند حتى جدة، باحثاً عن حواء، ليتعارفا بجبل عرفات فلذلك أطلق على الجبل هذا الاسم.

أراد الله تعالى أن يجعل ذلك اللقاء الخالد "لقاء رحمة"، بسبب وعيد الشقاء الذي توعد به آدم إذا عصاه وأكل من الشجرة التي نهاه عنها.

كانت حياة آدم في الجنة هادئة هانئة سخية، لا تعب فيها ولا إرهاق، ولا نصب فيها ولا وصب، وإنما سعادة دائمة ونعيم مقيم، وكان نزوله إلى الأرض هو الجحيم بعينه، لأنه سينزل من "الراحة الخالدة" إلى "الشقاء الخالد".

فهل يبحث بنو آدم على آلة راحة قادرة على امتصاص ما يكابدونه من مشقة في الحج عبر برامج الحج الافتراضي.. وهل يمكن أن يتسق هذا التفكير مع الحكمة العالية للمشقة التي تنطوي عليها شعائر الحج؟.

الإجابة عند المؤسسة الدينية.

 

arabstoday

GMT 06:10 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

بديع المقرئين

GMT 06:07 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

كيف تميزت السعودية سياسياً؟

GMT 06:05 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

لبنان: برنامجا استكمال الهزيمة أو ضبطها

GMT 06:03 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

أوروبا والألسنة الحداد

GMT 06:00 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

الرياض عاصمة العالم... مرة أخرى

GMT 05:53 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

السعودية صانعة السلام

GMT 05:48 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

مصادر الطاقة والأمن القومي البريطاني

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحج الافتراضي الحج الافتراضي



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:23 2025 الجمعة ,14 شباط / فبراير

عن قمة باريس للذكاء الاصطناعي

GMT 02:39 2025 الجمعة ,14 شباط / فبراير

سماع دوي أصوات انفجارات في العاصمة كييف

GMT 17:11 2025 الجمعة ,14 شباط / فبراير

وفاة الممثل والكاتب السورى هانى السعدى

GMT 13:02 2025 الجمعة ,14 شباط / فبراير

مبابي يعود لقيادة منتخب فرنسا في مارس رسميًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab