موسم الهجرة إلى الشمال

موسم الهجرة إلى الشمال

موسم الهجرة إلى الشمال

 العرب اليوم -

موسم الهجرة إلى الشمال

بقلم - د. محمود خليل

الدنيا تتحول من جيل إلى جيل.. خلال النصف الثانى من الستينات من القرن الماضى تعارك فى مصر جيلان، الأول هو الجيل الذى نشأ وتربى فى عمق التجربة الملكية، وقام بدوره فى مكافحة الاستعمار الإنجليزى حتى أخرجه من البلاد، وجيل جديد شاب، عاش شبابه خلال عصر الثورة (يوليو 1952). هذان الجيلان عاشا معاناة كبيرة بعد نكسة 5 يونيو 1967. جيل العواجيز رأى فى ما حدث اختباراً للقدرة على الصمود، واسترجع تجربته النضالية ضد المستعمر الإنجليزى حتى تحقّق الجلاء، أما جيل الشباب فشعر قسم منهم بالإحباط، وغلب قسماً آخر «الحماس المذبوح» للتجربة الجديدة التى تربّوا فى ظلها، فأخذوا يدافعون عنها بالحق أو بالباطل.

فى رواية «المرايا» رصد المبدع العالمى نجيب محفوظ خطاً رفيعاً للتحول الذى حدث بين جيل الكبار المنتمى بالأصالة إلى العصر الملكى، ويعيش بشيخوخته المعاصرة تجربة الجمهورية، وجيل الشباب الجديد الذى آمن بعد النكسة بأنه لا حل سوى الهجرة وترك هذه الأرض والذهاب إلى غيرها.

شخصية بلال عبده بسيونى كانت تمثل نموذجاً على قطاع من الشباب المتعلمين الطامحين إلى الحصول على شهادات الماجستير والدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية، أو إحدى الدول الغربية، أو الاتحاد السوفيتى. وأغلب من تقذف بهم سفن البعثات إلى الغرب كانوا يحلمون بالمكوث هناك إلى الأبد، لم يكونوا وحدهم الباحثين عن ذلك، بل كل أفراد أسرهم كانوا يحلمون بالهجرة وراءهم إلى إحدى دول الغرب.

بدا مصطلح «الهجرة إلى الشمال» غريباً على جيل العواجيز، فقد كان الغرب عندهم يدنّس أرض بلادهم، ويفرض نفسه عليهم، وكان أقصى حلمهم طرد ذوى الوجوه الحمراء والعيون الزرقاء من بلادهم. فهل يُعقل بعد أن أخرجوهم من أرضهم وديارهم، وأعادوهم من حيث أتوا أن يهرولوا وراءهم؟. نظر هذا الجيل إلى مسألة الهجرة كجريمة نكراء تضاد الوطنية على طول الخط.

فى المقابل رأى جيل الشباب أن العصر الذى يعيشون فيه هو عصر العلم، وأن بلدهم الذى أنبتهم ليس ببلد علم، وأن بغيتهم هناك فى تلك العواصم الساحرة التى تزدان بالجامعات المتقدّمة، وكانوا يضحكون على كلام الكبار الذين يحدّثونهم عن قيم الارتباط بالوطن، ويرون فى ذلك حيلاً ساذجة لربطهم بواقع التخلف الذى يعيشون فى ظلاله. لم يعد مصطلح الهجرة من المصطلحات سيئة السمعة بالنسبة للجيل الجديد من الشباب.

فى لحظة، قال أحد الكبار لبلال عبده بسيونى الذى قرّر الهجرة: «ما أسعد إسرائيل بكم!».. فرد عليه «بلال» رداً داهماً، وقال: «أتحدى أن تفعل إسرائيل بنا مثلما فعلناه بأنفسنا». كان الشاب يشير إلى تراجع العلم، والتكنولوجيا، والحريات، وغياب التخطيط والأعمال الممنهجة، وتهميش العلم فى حياتنا، وغير ذلك من عوامل أدّت إلى الهزيمة، فى حين كان الكبار متمسكين بالقيم، ولم تزل الشعارات الحماسية قادرة على إلهاب حماسهم.

الهزيمة وحلم الهجرة وضعا الشباب فى مربع اليأس الناتج عن الشيخوخة.. ووضعا الشيوخ فى مربع «الحماس للشعارات»، الناتج عن الشباب، وهو حماس لا يُسمن ولا يغنى من جوع.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسم الهجرة إلى الشمال موسم الهجرة إلى الشمال



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab