تخريب الوجدان
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

تخريب الوجدان

تخريب الوجدان

 العرب اليوم -

تخريب الوجدان

بقلم - د. محمود خليل

تعمد الاحتلال الانجليزي، الذي دهم مصر عام 1882، "تخريب الوجدان" العام بصورة تؤدي إلى إحكام السيطرة على الشعب. يذهب المبدع الراحل "خيري شلبي" إلى أن جانباً من تخريب الوجدان العام اتجه إلى الأغاني، فجاءت كلماتها معبرة عن الانكسار، والضعف، ومذلة الحبيب أمام من يحب، وقد ذكر ذلك في معرض حديثه عن الشاعر الراحل "عبد الفتاح مصطفى" في كتابه "أعيان مصر".

حقيقة الأمر أن مسألة تخريب الوجدان اتخذت أبعاداً أخرى أشد خطورة من الأغاني اعتمد عليها الاحتلال في خلخلة "النفسية المصرية" حتى تصبح طيعة في يده وأميل إلى الاستسلام له. ولا يعني ذلك التهوين من تأثير الدور الذي لعبته الأغاني في تمييع الوجدان المصري، وتربيته على فكرة الاستسلام للحبيب القاهر، والرضاء بالمذلة أمامه: (عزة جمالك فين من غير ذليل يهواك)، والشكوى من حالة الانهيار التي تصيب المحب إذا غضب عليه حبيبه وهجره: (مسكين وحالي عدم من كتر هجرانك.. ياللي تركت الأهل والوطن على شانك).. ولعلك تعرف أن الأغنية الأخيرة التي شدا بها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب كانت محل نقد من مصطفى باشا النحاس، الذي عاتب المطرب الشهير على الترنم بهذه الكلمات التي تحث الشباب على الضعف والميوعة، وسأله عن معنى أن يقرر الإنسان أن يترك أهله ووطنه بسبب هجر حبيبه له؟لم تمثّل الأغاني وحدها الأداة التي اعتمد عليها الاحتلال في تخريب الوجدان المصري، بل وظّف إلى جوارها أدوات أخرى عديدة، في سياق خطة ممنهجة تستهدف القتل المبكر لأي تمرد شعبي ضده، ودفع المصريين إلى الرضاء بوجوده، والتعاون معه.

وظني أن الانجليز أدركوا أهمية "تخريب الوجدان" منذ اللحظة الأولى التي وضعوا فيها أقدامهم في مصر. فقد دخلوا البلاد على أنقاض ثورة، لفّت البلاد من أقصاها إلى أقصاها، هي ثورة "عرابي"، شارك فيها أطياف مختلفة من المصريين، وكان من ضمن أهدافها المعلنة الإطاحة بالخديوي توفيق من سدة الحكم، بل وطرحت وقتها فكرة تحويل مصر إلى جمهورية.أدرك المحتل منذ اللحظة الأولى ضرورة اللعب في وجدان المصريين، ليتحول من الحالة الصلبة إلى الحالة السائلة، أو من حالة التماسك إلى حالة السيولة.

الوجدان المتماسك هو الوجدان غير المصاب بعمى الألوان في النظر إلى الحياة والأحياء والأشياء، يرى الحياة حلوة وتستحق العيش الكريم، لكنه يعلم أنها ليست بدار خلود. يؤمن بضرورة وجوده بين أفراد يحبهم ويحبونه من الأهل والأصدقاء والأحباء، بنفس الدرجة التي يؤمن بها بأن الحياة لا تتوقف على أحد، يرى في الإصلاح وتحسين شروط الحياة ضرورة تستحق السعي والتضحية من أجلها، وأن من الأهمية بمكان أن يحترم الرموز الساعية إليه ويدعمها بكل طاقته، ويرى أن المصلحين هم النجوم الحقيقيون للحياة، وليس الدجالون أو المهرجون أو الانتهازيون.

صاحب الوجدان المتماسك يتحرك في الحياة بقدر كبير من الثقة في الذات، ويساعده ذلك في الكثير من الأحيان على النجاح، وهو لا ينزعج أو يتجه إلى جلد ذاته في الحالات التي يفشل فيها، بل يتعلم من فشله، لأنه يعلم أن السعي والمحاولة جزء من طبيعية الحياة.في المقابل تجد صاحب "الوجدان المخرب" أو "السائل" عكس ذلك على طول الخط، فكل الأمور في نظره مختلطة، فهو لا يجد غضاضة في أن يعيش "ميتاً بالحياة"، وعلى استعداد لأن يرهن نفسه لآخرين، يذل نفسه لهم ويهدر كرامته على أعتابهم، لا يحب الإصلاح لأن الفساد يعطيه فرصاً أفضل، ونجومه هم الدجالون والمهرجون والانتهازيون، وغيرهم من رموز الحياة الفاسدة.

 

arabstoday

GMT 13:44 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 13:43 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 13:42 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 13:41 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 13:37 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 13:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 13:34 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 13:31 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

البلد الملعون!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تخريب الوجدان تخريب الوجدان



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة
 العرب اليوم - فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025
 العرب اليوم - هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab