«البير وغطاه»

«البير وغطاه»

«البير وغطاه»

 العرب اليوم -

«البير وغطاه»

بقلم - د. محمود خليل

على قنوات «بير السلم» تنتشر إعلانات التبرع لسُقيا الماء أكثر من غيرها.. وهى تدعو المتبرع إلى دفع سهم ذى قيمة محدّدة (3 آلاف جنيه فى أحدها)، أو دفع ثمن بئر ماء كامل (30 ألف جنيه فى أحدها)، حتى ينال ثواباً لا يدانيه ثواب، ويستشهد مقدمو الإعلان فى ذلك بأحاديث عن النبى، صلى الله عليه وسلم، تمتدح المتصدّقين من أجل سُقيا الماء، وتؤكد أن خير صدقة يبذلها المؤمن هى سقيا الماء.

مسرح أغلب إعلانات التبرع لسقيا الماء يتمثل فى بعض القرى المصرية التى يزعم منتجو الإعلان أن بها شوارع وأزقة محروم أهلها من الماء، وتنتظر نفحات المتصدّقين حتى تحل مشكلاتها، التى يعِد القائمون على المشروع الخيرى بأنه بمجرد وصولها سيتم حفر بئر ماء نظيف، يتم تمديد مواسير منها إلى أحد الشوارع، ليصل الماء إلى أهل البيوت التى تقبع فيه ويسقيهم ويرويهم.

السؤال الواجب طرحه فى هذا السياق: هل يمكن لأى شخص أو مجموعة من الأشخاص، أو حتى جمعية خيرية مشهرة أن تحفر فى الشوارع بهذه السهولة والسلاسة وتمدّد مواسير هنا وهنالك؟ أظن أن «الترفيق» عمل من أعمال الحكومة، وحتى حين يسهم فيه بعض الأهالى بالتبرّع بالأرض أو بالتمويل لا بد أن يتم تمديد المرفق بمعرفة الحكومة، فترك المسألة لكيف الأفراد يمكن أن يؤدى إلى فوضى تحرم الجميع من الوصول إلى الخدمات المطلوبة. من المشروع أن نسأل: تحت ولاية من يعمل هؤلاء، ولماذا يُتركون على هذا النحو ليجمعوا المال تحت زعم حل مشكلة عدم وصول المياه إلى بعض الأماكن؟، وأين هى المناطق التى استفادت من خدماتهم؟.. أليس من المنطقى أن يعرضوها فى إعلاناتهم حتى تكتسب مصداقية أكثر لدى الجمهور، وتحفّز شريحة أكبر من المشاهدين على التبرّع لهم؟

هناك أسئلة أخرى يتوجب طرحها على هامش بعض إعلانات سقيا الماء التى يظهر فيها أشخاص يرتدون الزى الأزهرى، ويتحدثون بلسان عربى طلق، ويدعون الناس إلى التبرع لحفر الآبار، فهل هؤلاء الأشخاص ينتسبون إلى الأزهر بالفعل؟ وإذا كانوا كذلك فهل مسألة المشاركة فى إعلانات التبرع مسموح بها أو مسموح فيها بأن يظهر الأزهرى بزيه؟ وهل يتقاضى هؤلاء أجراً على ذلك؟ وإذا كانت مثل هذه الأمور ممنوعة.. فما التصرف الذى ستتخذه المؤسسة العريقة ضدهم؟

أنا لست أشكك فى أحد، ولست أفترض سوء الظن فى أصحاب هذه المشروعات، أو المشاركين فيها، فالله تعالى أعلم بعباده، لكن المسائل حين تتّسع بهذه الصورة وتصبح نسبة تزيد على 50% من القنوات الفضائية ليس لها شغلة ولا مشغلة سوى إعلانات سقيا الماء، فلا بد أن يكون هناك تدخّل بهدف تنظيم الجهود ووضع أولويات للاستفادة من أصحاب الخير.. وعدم ترك الأمور هكذا فى الفضاء التليفزيونى.

إننى أخشى أن يكون موضوع «سقيا الماء» تطويراً لموضوع «كولدير الميه الساقعة»، الذى انتشرت إعلانات تليفزيونية -فى التسعينات- تدعو إلى التبرع بشرائه وتيسيره لخلق الله كصدقة جارية على روح الأموات، رغم أن الصدقة الجارية فى حدود علمى لا بد أن تكون من عمل يد الفرد نفسه، فحين يمضى الإنسان إلى ربه ينقطع ما بينه وبين الدنيا إلا من الثلاث التى حدّدها رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

من حق من يتبرع لسقيا الماء أن يعرف مصير البير وغطاه، خصوصاً أن «كولدير التسعينات» اختفى فى ظروف غامضة.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«البير وغطاه» «البير وغطاه»



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 17:14 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 17:05 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يوافق على انتقال كايل ووكر الى ميلان الإيطالى

GMT 17:07 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

كاف يحدد مكان وتوقيت إقامة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 03:19 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

القوات الإسرائيلية تجبر فلسطينيين على مغادرة جنين

GMT 17:06 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعلن رسميًا إقالة نورى شاهين

GMT 17:04 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شهيد و4 إصابات برصاص الاحتلال في رفح الفلسطينية

GMT 17:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على غزة لـ47 ألفا و161 شهيداً

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تواصل نشاطها السينمائي أمام نجم جديد

GMT 17:09 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2023

GMT 09:23 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

لغز اليمن... في ظلّ فشل الحروب الإيرانيّة

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هنا الزاهد تنضم إلى كريم عبد العزيز وياسمين صبري

GMT 19:45 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هل سيغير ترمب شكل العالم؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab