الجيل الأقل تدينا

الجيل الأقل تدينا

الجيل الأقل تدينا

 العرب اليوم -

الجيل الأقل تدينا

بقلم - محمود خليل

 

تصف بعض الدراسات الجيل زد -الشباب في العشرينات- بأنهم الأقل تديناً، إذا قورن منسوب تدينهم، بغيرهم من الأجيال الأكبر سنا.

وأرجو ألا يفهم من هذا الكلام أننا بصدد جيل يمكن أن يوصف بعض أفراده بأنهم "لا دينيين"، بل هو جيل يتسم فقط بمنسوب منخفض من التدين، كما يشير الباحثون في أمر هذا الجيل.وفي تقديري أن الحديث عن منسوب "التدين" يقتضي أولاً الاتفاق على مفهوم محدد الملامح له.

فأي نوع من التدين يتحدث عنه الباحثون وهم يتناولون جيل الشباب؟ هل التدين بمفهومه العباداتي أم المعاملاتي أم الأخلاقي أم بالمفهوم الشامل الذي يضم كل هذه العناصر؟.

وهناك سؤال آخر جدير بالطرح يتعلق بالتفرقة بين الدين كمنظومة عقائدية، والدين كمنظومة مؤسسية لها جهاتها النظامية التي تعبر عنها، ورجالها وعلماؤها الذين يتصدون لتقديم الفكر الديني إلى الجمهور؟

واقع الحال أن جيل الشباب، يتشابه مع كل الأجيال الأكبر منه سناً، ويتشارك معها في انخفاض مستوى الالتزام نتيجة المرحلة العمرية التي يعيش في ظلالها (مرحلة العشرينات).

فالشباب داخل كل المجتمعات وفي كل العصور يتسمون بانخفاض منسوب الالتزام بطقوس الدين وتعاليمه، بحكم ما يميز مرحلتهم العمرية من نزق وإحساس بالقوة في مواجهة الحياة وتحدياتها، وذلك خلافاً للأجيال الأكبر سناً التي دهستها الحياة وأدركت مدى ضعفها، وحاجتها للجوء إلى الله، ناهيك عن أن فكرة الموت تكون حاضرة في ذهن الكبير أكثر من الصغير، مما يؤثر في منسوب التدين لدى كل منهما.

وثمة إشارات عديدة في الفكر الديني الإسلامي إلى هذا المعنى، وذلك في حديث الشيخ العابد والشاب العابد، وأن الله يحب الأول، لكن حبه للثاني أشد، وكذا تجد في سورة "الأحقاف" إشارة إلى نزق الشباب في الآية التي تقول: "والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الاولين" ثم الآية التي تقول: "حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي".. إلى آخر الآية الكريمة.

المسألة ليست في انخفاض منسوب تدين جيل الشباب (الجيل زد) لكن في جرأته على المؤسسة الدينية ونظرته إلى المتكلمين في أمر الدين.

فهذا الجيل غذته التكنولوجيا، وأفكار العولمة، وذوبان الحدود الفاصلة بين الثقافات، وبالتالي تفتح عقله على أسئلة واستفسارات لا تملك المؤسسة الدينية التقليدية إجابات عليها، فتراجعت قيمتها في نظره، وفي الوقت نفسه لا يخفي هذا الجيل نظرته السلبية إلى الرموز المعبرة عن المؤسسة الدينية، ظهر ذلك على سبيل المثال في احتجاجات شباب الجيل زد على مقتل "مهسا أميني" في إيران عام 2022.

من أهم ما شهدته احتجاجات إيران الهجوم على المؤسسة الدينية ورموزها، وقيام بعض فتيات الجيل بخلع الحجاب تعبيراً عن الاحتجاج، وتعددت فيديوهات الهجوم على حالة القمع التي تمارسها السلطة تحت ستار الدين، وسيطرت ترندات الاحتجاج على مواقع التواصل الاجتماعي خلال هذه الأحداث على ما عداها، وكانت في أغلبها موجهة ضد المؤسسة الدينية وأفكارها، وليس ضد الدين في حد ذاته، أو بعبارة أكثر دقة، كانت الاحتجاجات في ظاهرها تتعلق بمسألة دينية، لكنها في جوهرها كانت تمثل تعبيراً عن رفض لواقع اقتصادي وسياسي.

 

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجيل الأقل تدينا الجيل الأقل تدينا



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:05 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان ينوي بحث انسحاب القوات الأميركية من سوريا مع ترامب
 العرب اليوم - أردوغان ينوي بحث انسحاب القوات الأميركية من سوريا مع ترامب

GMT 11:35 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساهم في تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة الرياضة
 العرب اليوم - مكون غذائي يساهم في تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة الرياضة

GMT 07:10 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر
 العرب اليوم - حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ

GMT 14:43 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود إلى الدراما بمسلسل ناقص ضلع فى رمضان 2025

GMT 20:13 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات الأحزمة الفاخرة لإضافة لمسة جمالية على مظهرك

GMT 00:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab