إذ انبعث أشقاها

إذ انبعث أشقاها

إذ انبعث أشقاها

 العرب اليوم -

إذ انبعث أشقاها

بقلم - د. محمود خليل

اجتمعت عصابة التسعة داخل أحد بيوت "وادي الحجر" واتفقوا فيما بينهم على ذبح ناقة صالح ووليدها، لقد أرادوا أن يقتلوا فيها الرمز على صدق ما يدعو إليه صالح "النبي"، ودلالتها على حقيقة أن المستقبل له بين أهل ثمود.

لم تكن المسألة بالطبع سهلة، فأغلبهم أصابه نوع من الخوف من الإقدام على الخطوة، فكلهم يعلم أن الناقة ليست عادية بل آية من آيات الله التي وقعت أمام أعينهم، وكلهم شاهد على خروجها من بطن الجبل، وشاهدوا وليدها وهو يخرج من أحشائها. كانوا يعلمون أيضاً أن الإعراض عن آيات الله التي تقع أمام الإنسان ويعاينها ويعيشها ينذر بعده بعذاب مستطير.

انبرى أحد أعضاء العصابة التسعة وأخذ يشجعهم ويحفزهم، ويدعوهم إلى شد أرز بعضهم البعض حتى اشتدت عزيمتهم على إنفاذ مهمة ذبح الناقة. وصف القرآن الكريم هذا الشخص بالشقي "إذ انبعث أشقاها"، فالاسم هنا لا يهم، الأهم هو وصف الحالة، وقد عبر هذا الشخص عن حالة شقاء مقيم، فقد أشقى نفسه حين وضعها في مواجهة إرادة الخالق سبحانه وتعالى، وأشقى قومه، حين ساقهم بدم بارد وجهل مبين إلى الهلاك.

مؤكد أن هذا الشقي لم يكن شخصاً عادياً بين أهل ثمود، بل كان ذا حظوة ومكانة وقدرة على التأثير فيهم، ما جعله المرشح الأهم لقيادتهم، وقد أزعجه كل الإزعاج تلك الشعبية التي اكتسبها نبي الله صالح، حين أتى قومه بدليل دامغ على صدق ما يدعو إليه، فأخرج لهم الناقة من بطن الجبل، فآمن الكثير من العوام به، وهو ما أصاب هذا الشقي بالقلق على مستقبله على منصة قيادة أصحاب الحجر.في اليوم الموعود استيقظ أعضاء العصابة، وبدأوا في التجمع، وهرولوا إلى قائدهم الشقي، فتقدمهم إلى الناقة: يقول الله تعالى: "ونادوا صاحبهم فتعاطى فعقر".

أثار المشهد ذعر الناقة فهرولت، فأدركها الجمع وقطعوا ساقها بالسيوف فهوت، ثم أقبل عليها الشقي فتناولها ثم ذبحها، وما إن فرغوا من ذلك حتى اندفعوا باحثين عن وليدها، فأدركوه وذبحوه، ثم أخذوا يوزعون لحم الناقة على أهل ثمود.

أكل "أصحاب الحجر" لحم الآية التي جاءتهم من السماء وهم راضون عن أنفسهم، واكتملت سعادتهم بمواجهة صالح بما حدث والسخرية منه ودعوته إلى أن يوقع بهم العذاب الذي هددهم به إن جاروا على الناقة: "فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين".. فما كان من صالح إلا أن أدار لهم ظهره وهو يقول لهم: لقد نصحتكم ولكنكم لستم أهلاً للنصيحة ولا تستحقونها.. يقول تعالى: "فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين".. وقبل أن يتركهم وعدهم بأن يأتيهم عذاب الله بعد ثلاثة أيام: "فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب". لقد قاد أعضاء عصابة التسعة وزعيمهم الشقي أصحاب الحجر إلى الهلاك.

arabstoday

GMT 06:24 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بري رجلُ السَّاعة

GMT 06:22 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 06:19 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أية حقيقة؟

GMT 06:17 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان أبقى من كل هؤلاء

GMT 06:15 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حرب العلاقات العامة!

GMT 06:12 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مناظرة حضارية... وهدوء العاصفة الانتخابية

GMT 06:09 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العودة التي لا مفرّ منها إلى غزّة

GMT 06:07 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حرب من نوع خاص

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إذ انبعث أشقاها إذ انبعث أشقاها



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - طائرة مساعدات إماراتية عاجلة لدعم لبنان بـ100 مليون دولار

GMT 08:54 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تعلن رأيها في الألقاب الفنية
 العرب اليوم - منة شلبي تعلن رأيها في الألقاب الفنية

GMT 22:38 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل مصريين حادث إطلاق النار في المكسيك

GMT 04:42 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مفكرة القرية: تحصيل دار

GMT 06:26 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ذبحة صدرية تداهم عثمان ديمبلي

GMT 05:00 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

خروج بلا عودة

GMT 18:55 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

3 قتلى و3 جرحى نتيجة انفجار ضخم في حي المزة وسط دمشق

GMT 09:22 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الحوثيون يعلنون استهداف تل أبيب بعدد من طائرات الدرون

GMT 22:23 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

18 قتيلا بضربة إسرائيلية على مقهى في طولكرم

GMT 15:25 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تقرر ضرب هدف استراتيجي في إيران

GMT 08:13 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

18 شهيدًا في غارة للاحتلال الإسرائيلي على مخيم طولكرم

GMT 13:05 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

كوريا الجنوبية تستعد لإعصار "كراثون"

GMT 09:21 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تقصف 5 بلدات في جنوب لبنان بالمدفعية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab