المفكر والزعيم

المفكر والزعيم

المفكر والزعيم

 العرب اليوم -

المفكر والزعيم

بقلم - د. محمود خليل

المفكر هو الراحل خالد محمد خالد.. والزعيم هو الرئيس جمال عبد الناصر، رحمهما الله. دعا "ناصر" المفكر الشهير إلى لقاء يجمعهما بمنزله عام 1956، قضايا عديدة أثارها "خالد" أمام الرئيس، كان أخطرها "قضية الديمقراطية".

عبد الناصر كان يعلم أن "خالداً" من أشد المؤمنين بالديمقراطية والمنادين بها، وقد أصدر خلال السنوات الأولى لحركة الضباط (يوليو 1952) كتابه "الديمقراطية أبداً".

وقبل اللقاء بأيام كتب خالد محمد خالد مقالاً بجريدة "الجمهورية" يعلق فيه على دستور 1956، واتهم واضعيه بنفي فكرة التعددية، وتبني فكرة التنظيم السياسي الأوحد، والمتمثل حينذاك في "الاتحاد القومي"، وأكد أن الديمقراطية هي نقطة البداية لبناء دولة قوية بشكل حقيقي، وأن التعددية الحزبية، وحرية الرأي والفكر والنشر، تمثل الأسس التي يرتكز عليها أي نظام يريد الاستمرار.

لم يعجب هذا الكلام الرئيس السادات -المشرف حينئذ على الجريدة- فراجع عبد الناصر في نشره، فوافق الأخير، ورفض مطلب "السادات" بحذف بعض عبارات منه.

ربما يكون "عبد الناصر" قد قرر خلال هذه المكالمة أن يلتقي خالد محمد خالد، وبدأ التحضير للمقابلة بالإصرار على ترك المقال كما هو، وكان أول ما سأل المفكر عنه بداية اللقاء: إن كان قد حذفت أي عبارة من المقال؟، وأكد "خالد" أن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث.

كان عبد الناصر ذكياً في جعل هذه النقطة منطلقاً لحديثه مع المفكر حول الديمقراطية. فقد أثبت له أنه ديمقراطي (على الأقل معه)، ولم يوافق "السادات" على استبعاد مقاله، بعدها انتقل إلى التأكيد المباشر على إيمانه بالديمقراطية، وأن مجلس قيادة الثورة هو الذي أجبره على بناء سلطته على فكرتي التنظيم السياسي الواحد والرجل الواحد، وعندما وجد الأعضاء مصرين على ذلك قدم استقالته من المجلس، فحضروا إليه في بيته وأجبروه على سحب الاستقالة.

وكانت حجتهم في ذلك أنه إذا كان يؤمن بالديمقراطية حقاً فعليه أن يمتثل لرأيهم لأنهم أغلبية تصل إلى حد الإجماع، ما يعني أن نزول عبد الناصر على رأيهم بقبول فكرة الرجل الأوحد والتنظيم الأوحد هو قمة الديمقراطية.. شوف الأكادة!.

يقول خالد محمد خالد في كتابه "قصتي مع الحياة": "لست أدري لماذا انتابني إحساس ضاغط وأنا أصغي لحديث الرئيس أن هذا الموقف وهذه الاستقالة كانت مناورة ذكية أعدها عبد الناصر ليستخدمها فيما بعد عندما يدعو إلى استخدامها داع".

يحكي المفكر أن عبد الناصر آمن بأن بقاءه ضمانة للديمقراطية، في حين أن انسحابه لن يحقق هذا الضمان.. هكذا قال الرئيس لخالد محمد خالد، أحد كبار المنادين بالديمقراطية والمؤمنين بها، ووصل اللقاء إلى اللحظة الحاسمة حين اتهم عبد الناصر المفكر وأمثاله بالاستعجال في طلب الديمقراطية، وأن الوقت مع مجلس قيادة الثورة حتى ولو كان عقدين من الزمان، وختم ناصر كلامه قائلاً: "لما الثورة تثبت أقدامها وتنتهي من أعدائها نبقى نعمل الديمقراطية اللي انت عاوزها".

عند هذه اللحظة أدرك المفكر الصمت وأخذ يتأمل في مآلات الأمور.

arabstoday

GMT 07:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 06:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 06:56 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 06:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 06:51 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 06:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 06:46 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 06:44 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المفكر والزعيم المفكر والزعيم



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:16 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل
 العرب اليوم - ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد

GMT 18:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هوكستين يؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيخرج بشكل كامل من لبنان

GMT 07:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

استئناف الرحلات من مطار دمشق الدولي بعد إعادة تأهيله

GMT 10:04 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

البيت الأبيض يكتسى بالثلوج و5 ولايات أمريكية تعلن الطوارئ

GMT 08:21 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يتعرّض لهجوم جديد بسبب تصريحاته عن الوشوم

GMT 06:39 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زلزال قوي يضرب التبت في الصين ويتسبب بمصرع 53 شخصًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab