مربع النجوم والدروشة

مربع النجوم.. والدروشة

مربع النجوم.. والدروشة

 العرب اليوم -

مربع النجوم والدروشة

بقلم - محمود خليل

 

الدروايش الذين يعيشون في مربع العوام "غلابة" يطمع الدرويش منهم في أكلة أو نفحة أو منحة من المال، ويقابلهم "الدراويش الكبار" الذين يعيشون داخل "مربع السلطة"، فوضع هؤلاء مختلف كل الاختلاف، فقربهم من صناع القرار يخلق لهم أدواراً عظيمة التأثير، خصوصاً إذا صادفوا صانع قرار يتفاءل بهم وبإشاراتهم حول المستقبل.

ولعلك تتفق معي أن المستقبل هو أكثر ما يؤرق ذوي الحظوة أو النفوذ، لأنهم يخشون من أن يأتي الغد بما يهز أوضاعهم الرخية الهنية المستقرة، كما تتعاظم أدوار "الدراويش" لدى السلطة التي تميل إلى توظيفهم لأداء أدوار لا يجيدها غيرهم.

الدرويش قد يصبح "فاسوخة" في بلاط الحكم، كما كان الحال في عصر المماليك ثم العثمانيين وما بعدهما، فقد كان الأمير أو الكبير من هؤلاء لا يسير إلا وبصحبته "الدرويش"، بل وأحياناً ما كان يرتب قراراته طبقاً لإشاراته، فإذا وجد "درويشه" سعيداً أصدر القرار، وإذا وجده منقبضاً أو مضطرباً أحجم عن القرار.

وأحياناً ما يقوم الدرويش بأدوار معينة لا يستطيع أن يقوم بها غيره، من ذلك على سبيل المثال الجلوس مع الأعداء على موائد المفاوضات.

فأحياناً ما يستعين الأمير أو الكبير بالدرويش ليذهب إلى الأعداء ويتفاوض معهم باسمه، وليست هناك مشكلة في أن يعرف أحد أنه يتفاوض مع عدوه ويجنح إلى السلم معه، لأن الذي ذهب وجلس هو "الدرويش"، وليس على الدرويش من حرج.

لعلك تذكر الدور الذي لعبه "حسن التهامي" في رحلة السلام (1977- 1979).

يقول صاحب كتاب "تراث العبيد" ولابد للدرويش من مصدر معلومات غيبي يخترق به حاجز الزمان فيخبر عن الغيب، وحاجز المكان فيخبر عن الأماكن التي لا يطولها مدى الرؤية وقد حل الأستاذ "حسن التهامي" هذه المشكلة باتصاله بالخضر عليه السلام، فهو يقف فجأة وهو بين أصدقائه أو مفاوضيه ليقول لشخص ما لا يراه أحد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

ومن المعروف أن الخضر عليه السلام أوتي العلم اللدني. وبهذه الطريقة استطاع حسن التهامي أن يلعب دوراً مشهوداً في مفاوضات السلام، وكان الرئيس الراحل أنور السادات يعتمد عليه في الكثير من المهام الأخرى التي ارتبطت بقرارات وأحداث مفصلية في تاريخ حكمه.

القلق من المستقبل أو عليه كثيراً ما يجعل الدراويش، الذين يتحركون بالقرب من مربع النجوم، أكثر نفوذاً وتأثيراً، فالقلق يجعل النجم من هؤلاء ضعيفاً أمام ما يقوله الدرويش، فهو خائف من تقلبات المستقبل، وطامع في أن يحقق فيه أكثر مما حققه في الماضي أو الحاضر، وأمام إحساسيّ الخوف والطمع تصبح نفسية النجم وكذا عقليته قابلتين للتأثر بما يقوله الدرويش، وتصديقه، والاجتهاد في تأويل كل ما يحدث له تبعاً للإشارات التي تضمنتها أقواله.

ستظل الدروشة جزءاً من ثقافة هذا المجتمع ما ظل محتفظاً بتراث الثقافة المملوكية، تلك الثقافة التي حملت قيماً كثيرة إيجابية، لكنها احتفظت في المقابل بقيم أخرى سلبية، لعل على رأسها "الدروشة" وممارساتها التي تغلغلت في "المربعات الشعبية"، كما تمكنت من "مربعات النجوم".

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2025 السبت ,05 إبريل / نيسان

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مربع النجوم والدروشة مربع النجوم والدروشة



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 12:43 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

السودان .. وغزة!

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

عودة النّزاع على سلاح “الحزب”!

GMT 11:38 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ماذا تفعل لو كنت جوزف عون؟

GMT 15:55 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال عنيف يضرب إسطنبول بقوه 6.2 درجة

GMT 02:27 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 23 إبريل / نيسان 2025

GMT 11:52 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ثمة ما يتحرّك في العراق..

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب ولاية جوجارات الهندية

GMT 15:51 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

وفاة الإعلامى السورى صبحى عطرى

GMT 15:48 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

"بتكوين" تقفز لأعلى مستوى فى 7 أسابيع

GMT 03:26 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

غارات أميركية تستهدف صنعاء وصعدة

GMT 03:29 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الخميس 24 إبريل / نيسان 2025

GMT 03:24 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

قتلى وجرحى في انفجار لغم أرضي شرقي حلب

GMT 01:13 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

جليد القطب الشمالي يسجل أصغر مساحة منذ 46 عاماً

GMT 03:46 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي لـ23 شخصًا

GMT 12:58 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (103) رحيل الحبر الأعظم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab