قرن «الأديان»

قرن «الأديان»

قرن «الأديان»

 العرب اليوم -

قرن «الأديان»

بقلم - د. محمود خليل

منذ منتصف القرن العشرين بدأت فكرة الحروب التي ترفع شعارات دينية في التبلور والاستواء، وارتفعت راياتها في حرب زرع إسرائيل داخل منطقة الشرق الأوسط، وظهر الدين كمحرك بارز من محركات الصراعات بين الدول، إلى حد دفع "أندريه مارلو"، وزير الثقافة الفرنسى الأسبق، إلى توقع أن يكون القرن الحادي والعشرين "قرن الأديان بامتياز".

والملفت أنه طرح هذه الفكرة منتصف القرن العشرين، لكن الأكثر لفتا للنظر أن الاحداث التي شهدها العالم مع بدايات القرن الحادي والعشرين، حملت تأكيداً وترجمة عملية للرؤية التي طرحها "مارلو".

فمع بزوغ شمس العقد الأخير من القرن العشرين، انتهت الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991، وسيطر على العالم قوة وحيدة هي الولايات المتحدة الأمريكية، وبدأ بعض المفكرين الغربيين يطرحون فكرة "العدو الجديد"، وتحدد من وجهة نظر بعضهم في العدو الديني، في سياق فكرة تتحدث عما أطلق عليه "صراع الحضارات".

وقد فوجىء العالم أوائل القرن، وتحديداً عام 2001 بأحداث 11 سبتمبر وتدمير برجي التجارة العالميين بنيوروك.

وكل من عاصر هذه الفترة يتذكر أن الخصمين الأساسيين اللذين "بروزهما" الإعلام في الصراع، وهما جورج بوش الابن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وأسامة بن لادن أمير تنظيم القاعدة، كانا يصنفان العالم على أساس ديني واضح.

فبوش جاء بتصنيفة "محور الخير ومحور الشر"، وبن لادن تحدث عن "فسطاط الإيمان وفسطاط الكفر".

تردد على لسان "بوش الابن" عدة عبارات دينية وهو يتحدث عن الحرب على الإرهاب، سواء عند غزو أفغانستان، أو غزو العراق عام 2003، منها وصف "الحرب المقدسة"، وفي المقابل أغرق خطاب القاعدة العالم بالعديد من العبارات الدينية المضادة.

وفي الحالتين كان البحث عن الاصطفاف هو الهدف، والتأكيد على مبدأ "من ليس معي فهو ضدي".

والمصطف يعمل مع الله، وغير المصطف يرقص مع الشيطان. لقد تدثر الغرب بالدين في كل الصراعات التي خاضها في الشرق منذ مطلع القرن الحادي والعشرين، وربما فسر لك ذلك الشعبية التي حظت بها العديد من الفصائل الدينية والأنظمة السياسية التي كانت تشيطن الغرب -من منظور ديني- في الأوساط الشعبية العربية.

وقد يفسر لك أيضاً الشعارات الدينية التي يرفعها المتظاهرون بدول العالمين العربي والإسلامي في مواجهة عدوان الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على الفلسطينيين حالياً.

ترددت الشعارات الدينية خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 2006، ومن قبله في أحداث الانتفاضة الفلسطينية الثانية (عام 2000)، والعدوان الاسرائيلي على غزة عام 2008 وحتى عدوان 2021.

وكان من الطبيعي أن يكون الطرف المقاوم في كل المواجهات هو الأكثر تشبثاً بالدين، والأميل إلى الاحتماء به في مواجهة آلة القتل الشرسة.

وفي هذا الإطار يمكننا فهم الأسماء التي اتخذتها فعاليات المقاومة الفلسطينية ضد دولة الاحتلال على مدار السنوات الماضية، مثل: "زلزلة الحصون- حرب الفرقان- حجارة السجيل- العصف المأكول".

ومع انتهاء العقد الثاني من القرن العشرين بات الدين الغطاء الأهم في الصراع العربي الإسرائيلي.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرن «الأديان» قرن «الأديان»



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:16 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل
 العرب اليوم - ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد

GMT 18:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هوكستين يؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيخرج بشكل كامل من لبنان

GMT 07:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

استئناف الرحلات من مطار دمشق الدولي بعد إعادة تأهيله

GMT 10:04 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

البيت الأبيض يكتسى بالثلوج و5 ولايات أمريكية تعلن الطوارئ

GMT 08:21 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يتعرّض لهجوم جديد بسبب تصريحاته عن الوشوم

GMT 06:39 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زلزال قوي يضرب التبت في الصين ويتسبب بمصرع 53 شخصًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab