الإحساس نعمة

الإحساس نعمة

الإحساس نعمة

 العرب اليوم -

الإحساس نعمة

بقلم - محمود خليل

 

بعد نكسة يونيو 1967 دخل عدد من الفنانين المصريين في حالة اكتئاب، بسبب ما أصابهم من حزن وانكسار.

من بينهم -على سبيل المثال- الشاعر صلاح جاهين، والموسيقار كمال الطويل، وكوكب الشرق.

ولست بحاجة لأحكي لك ما فعلته أم كلثوم في خدمة المجهود الحربي وما جمعته من تبرعات لصالحه، ساهمت فيها بجهدها في الحفلات التي طافت ببلاد العالم.

موهبة الفنان الواحد من جيل الخمسينات والستينات تفوق عشرات المرات مواهب بعض من ينتشرون الآن على ساحة الفن، ورغم ذلك فإن أقل من يعمل في هذا المجال اليوم يكسب أضعاف أضعاف ما كان يربحه أكبر نجم خلال هذين العقدين من الزمان.

قد يقول قائل أن تلك هي سنن الحياة، وطبيعة التطور، وهو كلام سليم، ولكن علينا أن نفهم التحول الذي أصابنا بسبب مسألتين، الأولى هي "تبلد الإحساس" والثانية "سيطرة الجهل" على سوق إنتاج كل ما بغذي العقل من تعليم وفكر وفن.

أم كلثوم وعبد الحليم وصلاح جاهين وكمال الطويل وغيرهم ممن اشتعلوا بالإحساس والغيرة على بلدهم وأبناء عروبتهم، لم يكونوا من أصحاب الجلد السميك.

استرجع أي حوار مسجل لأي منهم، ستجد أنه يتحدث باتزان وتواضع يصل إلى حد الخجل، الكلمات التي تتدفق على لسانه تشهد بالاحترام الكامل للجمهور الذي صنع نجوميته، والإيمان الكامل بقضاياه، ومشاركته أوجاعه وآلامه، وأحلامه وأشواقه، ولك أن تقارن ما بين هذا الأداء وأداء بعضهم أو بعضهن اليوم في الحوارات التليفزيونية.

هناك حالة من البرود تميز سلوك بعض النجوم أو الكبار حالياً، فهم يتعاملون بلا اكتراث مع العديد من الأشياء التي يكترث بها الناس، والأصل في التبلد في مثل هذه الأحوال يرتبط باللامبالاة بالمجموع، أو عدم الاكتراث به، فعلى الناس أن تفهم أن قولهم هو الحق، ولا تسمع غيره أو غيرهم، وإذا خيف من المجموع في شىء فعلى "البارد" أن يكون محترفاً فيقلل من جرعة التحقير ويلجأ إلى جرعة التخدير "بكلمتين حلوين" ودمتم.

التبلد والإحساس معيار يصح أن نقارن به بين الأزمنة، تماماً مثل الجهل، الذي يحدد منسوبه طبيعة الحالة السائدة داخل زمن معين مقارنة بزمن آخر.

ولست أقصد بالجهل هنا "تعليم الشهادات"، بل أعني "الوعي" الذي يمثل الرافد الأهم لكل ما هو عقلي ووجداني، خصوصاً في مجالي الفكر والفن.

زمان كان بعض الفنانين لا يجيدون القراءة والكتابة، أو يجيدونها بالكاد، وكان أقلهم حاصلاً على شهادات تعليمية، لكن الناظر إلى نتاج أدائهم وفنهم سيلاحظ مستوى الوعي الذي كانوا يؤدون ويؤثرون به في الجمهور، وكيف أثمر في أعمال فنية عابرة للأجيال.

الإشباع الحقيقي الذي كان يتحقق لأصحاب المنسوب العالي من الوعي كان يتمثل في الإبداع وتقديم أعمال فنية مبهرة، بغض النظر عما يقبضونه مقابلها، لأن القيمة الحقيقية لم تكن للمال الذي قد يصنع شكلاً، لكنه أعجز ما يكون عن تقديم محتوى.. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة".

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإحساس نعمة الإحساس نعمة



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:20 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تشن غارات جنوبي لبنان ومقتل 3 مواطنين في صيدا
 العرب اليوم - إسرائيل تشن غارات جنوبي لبنان ومقتل 3 مواطنين في صيدا

GMT 11:35 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساهم في تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة الرياضة
 العرب اليوم - مكون غذائي يساهم في تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة الرياضة

GMT 07:10 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر
 العرب اليوم - حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ

GMT 14:43 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود إلى الدراما بمسلسل ناقص ضلع فى رمضان 2025

GMT 20:13 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات الأحزمة الفاخرة لإضافة لمسة جمالية على مظهرك

GMT 00:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab