ذكاء أم خداع وتحايل

ذكاء.. أم خداع وتحايل؟

ذكاء.. أم خداع وتحايل؟

 العرب اليوم -

ذكاء أم خداع وتحايل

بقلم - د. محمود خليل

أداء عمرو بن العاص قبل فتح مصر يضعنا أمام شخصية تتمتع بالحنكة السياسية، والرسوخ في إدارة الأزمات والصراعات، ورغم أن الدعوة إلى تحكيم القرآن في الخلاف الذي نشب بين علي بن أبي طالب ومعاوبة بن أبي سفيان لم يكن من بنات أفكار "عمرو"، بل استعاره من دعوة سابقة لأم المؤمنين عائشة، إلا أنه أجاد توظيف الفكرة بعد أن كاد جيش علي يظهر على جيش الأمويين في موقعة صفين، كما أحسن إدارة المفاوضات لصالح الطرف الذي يمثله (معاوية) في دومة الجندل (المكان الذي شهد مفاوضات التحكيم).

أداء "عمرو بن العاص" في مفاوضات التحكيم تمنحك العديد من المؤشرات على ما تمتع به من مكر سياسي دفع "نجيب محفوظ" إلى الإشارة إلى أنه استخدم الدهاء في إدخال الإسلام إلى مصر.

حاول "عمرو" -في البداية- إقناع "أبي موسى الأشعري" بأن يقر "معاوية" وحده على الناس فأبى عليه، ثم حاول إقناعه بأن يكون الأمر لابنه "عبد الله بن عمرو" فأبى أيضا، وطلب أبو موسى من عمرو أن يوليا عبد الله بن عمر، فامتنع عمرو، ثم اصطلحا على أن يخلعا معاوية وعليا، ويتركا الأمر شورى بين الناس، ليتفقوا على من يختاروه لأنفسهم، ثم جاءا إلى التجمع الذي فيه الناس، وكان عمرو لا يتقدم بين يدي أبي موسى، بل يقدمه في كل الأمور أدبا وإجلالا.

قال "عمرو" له: يا أبا موسى قم فأعلم الناس بما اتفقنا عليه، فخطب أبو موسى الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم صلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: أيها الناس، إنا قد نظرنا في أمر هذه الأمة، فلم نر أمرا أصلح لها ولا ألم لشعثها من رأى اتفقت أنا وعمرو عليه، وهو أنا نخلع عليا ومعاوية، ونترك الأمر شورى، وتستقبل الأمة هذا الأمر، فيولوا عليهم من أحبوه، وإني قد خلعت عليا ومعاوية، ثم تنحى، وجاء عمرو فقام مقامه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن هذا قد قال ما سمعتم، وإنه قد خلع صاحبه، وإني قد خلعته كما خلعه، وأثبت صاحبي معاوية، فإنه ولى عثمان بن عفان والطالب بدمه، وهو أحق الناس بمقامه.

أثبت عمرو بن العاص دهاءاً واضحاً في إدارة مفاوضات التحكيم، وحاول الاستفادة منها مصالحياً قدر ما يستطيع، بما في ذلك السعي نحو تولية ابنه للأمر، واستخدام كل الأدوات المتاحة في تحقيق هدفه، بما في ذلك الخداع.

فأغلب كتب التاريخ تؤكد على أنه أقنع "الأشعري" بخلع علي ومعاوية، رغم أن العقل والمنطق يقولان ألا يتساوى رأس الخليفة (علي) مع رأس وال (معاوية)، وحين خرج إلى الناس ترك "أبا موسى" يعلن في البداية الاتفاق على خلع الاثنين، ثم تحدث "عمرو" فأعلن خلع "علي" وتثبيت صاحبه.. ويحتار المحلل في وصف هذا الأداء: وهل يعبر عن ذكاء حقيقي أم خداع ومكر وتحايل على موقف؟.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكاء أم خداع وتحايل ذكاء أم خداع وتحايل



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab