«محلاها عيشة الفلاح» كلمة «القرية»

«محلاها عيشة الفلاح» كلمة «القرية»

«محلاها عيشة الفلاح» كلمة «القرية»

 العرب اليوم -

«محلاها عيشة الفلاح» كلمة «القرية»

بقلم - د. محمود خليل

من الكلمات ذات الرنين الخاص على سمع المصريين، فأغلب أبناء المحروسة هم بالأصل فلاحون، ولست أظن أن أى لقاء بين أى شخصين يعيشان فى القاهرة يخلو من سؤال: «انت منين؟»، يقصد من أى قرية أو ناحية من نواحى ريف مصر.

قبل حركة يوليو 1952 امتلك حكام البلاد نظرة ازدواجية نحو الفلاحين، نظرة لها وجهان أحدهما سلبى والآخر إيجابى، وجه السلبية ارتبط بالنظرة الدونية للفلاحين الذين لا يرتقون فى مستواهم التربوى أو التعليمى أو الثقافى أو الاقتصادى أو الاجتماعى إلى حكام البلاد، وأغلبهم كان من أصول تركية أو جركسية، فكانوا يصفون الفلاح بأوصاف تحمل نوعاً من الاستهانة أو الاستخفاف به.

لك أن تستذكر نظرة أغلب حكام الأسرة العلوية للفلاح المصرى وكيف كان محمد على يصفهم بألفاظ عديدة لا تليق، ولك أيضاً أن تراجع مذكرات أحمد عرابى لتعرف مضمون نظرة طبقة الحكم فى ذلك الزمان للفلاح المصرى.

حدة النظرة السلبية للفلاح المصرى بدأت تقل نوعاً ما بعد انخراط العديد من العناصر المصرية الريفية فى دولاب الدولة الإدارى والثقافى والتعليمى والصناعى وغير ذلك.

فعرابى ضرب بحجر فى الماء الراكد الذى عاش فيه الفلاح المصرى لقرون حكمه فيها الترك والجركس، وأعاد له جزءاً من اعتباره، ثم ظهر سعد زغلول على مسرح السياسة فى مصر، وهو فلاح مصرى أيضاً، وساعدته الظروف على الزواج من ابنة أحد كبار باشوات عصره من ذوى الأصول التركية، وهى صفية هانم ابنة مصطفى باشا فهمى، رفض الباشا فى البداية تزويج ابنته من فلاح (كان وزيراً فى ذلك الوقت)، ووافق بعدها بضغوط من قاسم بك أمين فى أغلب الظن.

الواقع قبل عام 1952 كان يقول إن طبقة الحكم حملت نظرة سلبية واضحة للفلاح المصرى، لكن الغناء كان يقول شيئاً آخر.

فقد كانت الأغانى تكيل مواويل المديح فى الفلاح، وجمال حياة الريف، والنعيم الذى يتمرغ فيه أهله، والبُهلنية والخير الذى يعيشون فيه.

لك أن تتأمل أغنية عبدالوهاب «محلاها عيشة الفلاح» لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، التى تندر عليها ذات يوم واحد من أكبر وأهم الكتاب المصريين، الراحل الكريم الدكتور فؤاد زكريا، حين توقف أمام المفارقة بين محتوى الأغنية وواقع الفلاح.

الدراما أيضاً كانت تحتفى هى الأخرى بالفلاح وحياة الريف، راجع على سبيل المثال فيلم «ابن الفلاح»، وفيلم «الأفوكاتو مديحة»، واستمتع فى الفيلم الثانى بالخطب العصماء التى كان يلقيها يوسف بك وهبى فى مدح الفلاح ابن الفلاح.

التدليل الغنائى والدرامى للفلاح رغم بؤس أوضاعه، كما تشير العديد من الدراسات الجادة التى أجريت على هذه المرحلة، كان أساسه الدور الذى تلعبه الزراعة كعصب رئيسى للاقتصاد المصرى، الذى ارتكز حينذاك على تصدير الحاصلات الزراعية إلى الخارج، وعلى رأسها القطن والفواكه وغيرهما.

وبعيداً عن طبقة الحكم وتفكيرها كان الفلاح المصرى العادى، كما تشير الروايات والمؤرخات التى اعتنت برصد أحواله قبل يوليو 1952، يعيش حياة هادئة منتجة، ويعتبر المنغصات التى يعانيها جزءاً من طبائع الحياة التى لا تخلو من التعب والأوجاع، ويعتبر النظرة المتعالية إليه، من جانب طبقة الحكم، مسألة موروثة عن سنوات القهر التى عاشها آباؤه وأجداده، ولم تخل الحياة الهادئة من مغامرات اجتهد فيها فلاحون فى غزو القاهرة وإثبات وجودهم بين الكبار، ليعيدوا رسم الصورة الذهنية المغلوطة لدى طبقة الحكم.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«محلاها عيشة الفلاح» كلمة «القرية» «محلاها عيشة الفلاح» كلمة «القرية»



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 12:37 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

3 قتلى باشتباكات مع الأمن السوري في ريف اللاذقية
 العرب اليوم - 3 قتلى باشتباكات مع الأمن السوري في ريف اللاذقية

GMT 16:54 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

اعتقال غريتا تونبرغ في لندن خلال مظاهرة داعمة للفلسطينيين

GMT 09:21 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

مقتل ثلاثة أشخاص بينهم شرطيان بانفجار في موسكو

GMT 09:10 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

توقف إمدادات الغاز الإيراني عن العراق

GMT 09:19 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

جيش الاحتلال الإسرائيلي ينسف المناطق الشرقية وسط غزة

GMT 09:17 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

اقتحامات إسرائيلية بمدن وبلدات في الضفة الغربية

GMT 18:59 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يؤكد أن إسرائيل تعلم أن إيران تجري "تدريبات" مؤخرا

GMT 09:07 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن عن عطل كهربائي قبيل تحطم طائرة تقل عسكريين ليبيين

GMT 17:28 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق لتبادل 2900 أسير بين الحكومة اليمنية والحوثيين

GMT 17:56 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يرد بقوة على سلوت بهدف قاتل مع منتخب مصر

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

هجوم مسلح يستهدف حاجزًا أمنيًا في السويداء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab