صوت من السماء

صوت من السماء

صوت من السماء

 العرب اليوم -

صوت من السماء

بقلم - محمود خليل

 

يبدو أن للنيل سرًا خاصًا في أصوات مشاهير المؤذنين وقراء القرآن الكريم، منذ فجر الإسلام، وحتى الآن. تجلى ذلك بشكل واضح في كوكبة المقرئين المصريين الذين ذاعت شهرتهم في العالم الإسلامي، بحيث لم تبق أذن لا تعرفهم، إلى حد أن ظهرت المقولة التي نعرفها جميعاً، والتي تقول: نزل القرآن في مكة، وطُبع في أسطنبول، وقُرىء في مصر.

على رأس المقرئين الذين عرفتهم الأذن المصرية يسطع الصوت المتلألئ للولي الصالح الشيخ محمد رفعت، والذي امتاز بنبرة وأداء غير متكرر بين قراء القرآن الكريم. نحن بالطبع لا نعرف كيف كانت أصوات بعض المقرئين الذين اشتهروا في مصر خلال العصور السابقة على توثيق القراءة في تسجيلات، مثل الشيخ أحمد ندا، ومن سبقوه في تلاوة القرآن، إننا نقرأ فقط ما خلفه من عاصروهم من كتابات تصف أصواتهم العذبة، لكن يبقى أن ما نقرأه من أوصاف لا تفوق ما عايشته الأذن المصرية من جماليات متدفقة في صوت الشيخ محمد رفعت.

شرب الشيخ "رفعت" من ماء النيل، فاكتسب صوته الكثير من سماته منه. ولو أنك تأملت صوته وهو يتلو آيات الذكر الحكيم فستجده عذباً متدفقاً مثل ماء النيل، يظهر هادئاً عميقاً في بداية التلاوة، متدفقاً في سلاسة ويسر، منساباً إلى الأذن كالنسمات الطيبة، ثم يتحول في لحظات فيفيض، كما يفيض ماء النيل، فيعلو في خصوبة ونعومة، ويواصل على ذلك، ومعه تتحرك النفس المؤمنة وترتقي، حتى تحلق بجناحين من نور في السموات العلا.الشجن والحزن المتدفق في صوت الشيخ محمد رفعت في أحوال، والبشر والفرح المتدفق في روح المستمع إلى صوته في أحوال أخرى، يشبه إلى حد كبير النيل، في تقلب أحواله. ولو أنك تأملت شعر الشعراء الذين كتبوا عن النيل، فستجدها متأرجحة ما بين الحزن والفرح.

تأمل بيرم حين كتب: "أنا وحبيبي يا نيل غايبين عن الوجدان.. يطلع علينا القمر ويغيب كأنه ما كان.. بايتين حوالينا نسمع ضحكة الكروان.. على سواقي بتنعي ع اللي حظه قليل يا نيل". وتأمل كلمات مرسي جميل عزيز للنيل: "عطشان يا أسمراني محبة". لو أنك قارنت بين ما كتبه الشاعران المبدعان ستجد أن النيل ألهم المصريين مشاعر يختلط فيها الحزن بالفرح، والشجن بالبهجة.كانت مشاعر الشيخ محمد رفعت رحمة الله عليه متأرجحة مثل النيل، إذ تجد في صوته وهو يتلو آيات الذكر الحكيم حزنا وشجناً عميقاً ناتجاً عن تجربته الإنسانية، ومعاناته كإنسان رقيق المشاعر، مرهف الحس، وتحس في صوته أيضاً شموخاً يعكس عزة نفسه واعتزازه بشخصه كحامل لكتاب الله الكريم، إنها العزة والاعتزاز التي دفعته إلى رفض التبرعات التي جمعها محبوه لعلاجه بعد مرضه، وتشعر في صوته أيضاً بأفراح الروح المؤمنة الواثقة في أن ما عند الله خير وأبقى.إنه الصوت الخالد خلود النيل.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صوت من السماء صوت من السماء



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 20:57 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يؤكد موقف الإمارات الداعم لسوريا
 العرب اليوم - عبدالله بن زايد يؤكد موقف الإمارات الداعم لسوريا

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
 العرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان
 العرب اليوم - يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab