سَقْط «الخروف» حلويات

سَقْط «الخروف» حلويات

سَقْط «الخروف» حلويات

 العرب اليوم -

سَقْط «الخروف» حلويات

بقلم - محمود خليل

 

ورث أصحاب المسامط بحى «الناصرية» موقع «المجمع العلمى» الشهير الذى شيده الفرنسيون أثناء حملتهم على مصر (1798- 1801)، وبدلاً من الأقسام التى توزعت عليها أنشطة المجمع العلمى أيام الحملة، ما بين الرياضيات، والعلوم الطبيعية، والاقتصاد، والآداب والفنون، توزعت المواقع الأشهر داخل حى الناصرية، خلال حقبتى الثمانينات والتسعينات من القرن الماضى، على المسامط الشهيرة.

وقد تعمد أصحابها أن يختاروا لها أسماء مثيرة لافتة وشديدة الغرابة، واقتدوا فى ذلك بأحد بائعى الفول المشهورين بحى السيدة، أطلق على محله اسم أحد الحيوانات الشهيرة بمصر، ولفّت شهرته بهذا الاسم كافة الأنحاء، رغم أن المسألة بالنسبة له لم تكن أكثر من لقب عائلى.

بدلاً من بيت قاسم بك وحسن كاشف جركس وإبراهيم كتخدا السنارى أصبحت محلات «السمين» أو «الحلويات» بحى الناصرية هى الأشهر، يطلق ذلك على محله اسماً نطلقه على «البطة»، وهذا يطلق على محله «عضمة» أو «كارع» أو كذا أو كذا، وحظيت هذه المحال أو المطاعم بشهرة كبيرة، بسبب اعتمادها على خلطات إعداد متميزة.

بالإضافة إلى قدرتها على جذب الطبقة المتوسطة، بل وطوابير من أبناء الطبقة الغنية، وأحياناً ما كان يرتادها المشاهير ونجوم المجتمع، وبمرور الوقت بدأ الفقراء فى الامتناع التام عن الظهور فى مشاهد أكل السمين أو الحلويات أو سَقط الحيوانات، على الرغم من أنهم كانوا أول المكتشفين لها.

كأن الانتقام مما أتاه الأهالى من بسطاء المحروسة ضد المجمع العلمى الذى أنشأه الفرنسيون بمصر، حين ثاروا ثورتهم الأولى ضد الحملة، جاءهم بدءاً من الثمانينات من القرن العشرين، فقد هاجم المصريون المجمع العلمى الفرنسى خلال ثورتهم عدة مرات.

ويحكى «الجبرتى» أن العامة هاجموا وقت الثورة أحد البيوت التى كان بها شىء كثير من آلات الصنائع والنظارات الغريبة والآلات الفلكية والهندسية والعلوم الرياضية وغير ذلك، مما هو معدوم النظير، فبدد ذلك كله العامة وكسروه قِطعاً، وصعب ذلك على الفرنسيس جداً، وقاموا مدة طويلة يفحصون تلك الآلات، ويجعلون لمن يأتيهم بها عظيم الجعالات.

ها هى الأكلات الشعبية تحل محل الآلات والنظارات والفلكيات، وها هى المحال التى تبيعها تغزو العديد من أنحاء مصر، ومن العجيب أن أغلبها ظهر داخل الأحياء التى شهدت ثورة القاهرة الأولى والثانية ضد الحملة الفرنسية، مثل الناصرية وقناطر السباع (السيدة زينب) وبولاق والأزهر والحسينية وغيرها.

ولم تعد المحال تقتصر على بيع أكلات شهيرة مثل الفول والسمين، بل امتدت مع تطور الشعبويات والأكلات الشعبية إلى أنواع عديدة من الوجبات.

كل محل جديد يفتح لبيع بضاعة شعبية جديدة بأسعار مربحة، وهى التى كانت تباع بالأمس بملاليم، كان يختار لنفسه اسماً مثيراً، حتى ولو كان «هوهو» أو «نونو» وغير ذلك، ويجتهد فى إيجاد طقس جديد فى الأكل، بدءاً من الفرش فى الشارع إلى الأكل على السيارات، أو حتى الأكل على الأرصفة، وهكذا.

أصبح سَقط الخروف «فاكهة» ومعه ارتفع كل «سَقط».

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سَقْط «الخروف» حلويات سَقْط «الخروف» حلويات



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب
 العرب اليوم - أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 17:14 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 17:05 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يوافق على انتقال كايل ووكر الى ميلان الإيطالى

GMT 17:07 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

كاف يحدد مكان وتوقيت إقامة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 03:19 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

القوات الإسرائيلية تجبر فلسطينيين على مغادرة جنين

GMT 17:06 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعلن رسميًا إقالة نورى شاهين

GMT 17:04 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شهيد و4 إصابات برصاص الاحتلال في رفح الفلسطينية

GMT 17:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على غزة لـ47 ألفا و161 شهيداً

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تواصل نشاطها السينمائي أمام نجم جديد

GMT 17:09 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2023

GMT 09:23 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

لغز اليمن... في ظلّ فشل الحروب الإيرانيّة

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هنا الزاهد تنضم إلى كريم عبد العزيز وياسمين صبري

GMT 19:45 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هل سيغير ترمب شكل العالم؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab