كشف المستور

كشف المستور

كشف المستور

 العرب اليوم -

كشف المستور

بقلم - د. محمود خليل

يقول الله تعالى: «وتلك الأيام نداولها بين الناس».. تشير هذه الآية الكريمة إلى الدنيا التى لا تثبت على حال، سواء على مستوى الفرد أو الجماعة. فالفرد يبدأ رحلته فى الحياة طفلاً يافعاً يسعى فى الحياة تحت رعاية الآخرين، ثم يصير شاباً قوياً يعتمد عليه من كانوا يرعونه بالأمس، ثم يصير رجلاً، ثم شيخاً بالياً فانياً. الدول أيضاً تمر بالمراحل نفسها، فهى تبدأ نامية، ثم تقوى، وتصل إلى قمة النُّضج، ثم يبدأ منحناها فى الهبوط حتى يصل إلى القاع. وإذا كان من الوارد أن يموت الإنسان فجأة، فإن الأمر يختلف بالنسبة للدول، فالإنذار بتضعضُعها يبرق فى سمائها تلو الإنذار، لكن لا يكترث به أحد، لأن النهايات عادة ما تقترن بنوع من الخداع، ينكر معه من يظنون أن الدنيا سوف تخلد لهم، أو أنهم خالدون فوق ظهرها علامات النهاية، ويظلون كذلك حتى قبل دقائق من الانهيار، أو حتى تدهمهم لحظة السقوط.

قبل سنوات قليلة من انهيار الدولة الأموية، كان الأمويون يخادعون أنفسهم، أمارات وعلامات كثيرة كانت تبرق فى سماء حكمهم الذى تواصل لـ90 عاماً تؤشر إلى قُرب السقوط، وبدلاً من تصحيح مسيرتهم وإقامة المعوج فى أدائهم، بادروا إلى الإنكار، ودفسوا رؤوسهم فى الرمل مثل النعام، وتركوا كل شىء على حاله حتى استيقظوا على قعقعة الانهيار.

والمتأمل لرحلة سقوط الدولة الأموية -أو غيرها من الدول- يجد عجباً. ولست أدرى هل يمكن أن تتّفق أو تختلف معى إذا قلت لك إن أولى علامات السقوط جاءت مع تولى عمر بن عبدالعزيز الخلافة، وهو الرجل الملقب بخامس الخلفاء الراشدين، فقد تولى «عمر» الحكم قبل ما يقرب من 30 عاماً من سقوط الدولة، وشاء الله أن يكشف عورة هذه الدولة التى قامت على مبدأ «الاستبداد بالقوة» و«قهر معارضيها».

عمر بن عبدالعزيز نفسه كان يقهر معارضيه، وقد فعلها ذات مرة مع خبيب بن عبدالله بن الزبير، حين اعترض على هدم حجرات زوجات النبى، يوم أن كان عمر والياً على المدينة وأراد توسعة المسجد النبوى، وقال لعمر: ناشدتك الله يا عمر أن تذهب بآية من كتاب الله، تقول: (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات)، فأمر به فضُرب مائة سوط، ونضح بالماء البارد، فمات، وكان يوماً بارداً. فعل حكام بنى أمية السابقون لعمر بن عبدالعزيز أكثر من ذلك مع معارضيهم، واستبدوا كثيراً بالقرار، لكنهم لم يكونوا مثل عمر فى الاعتراف بأخطائهم، الذى كان يُردّد بعد أن فعل ذلك: من لى بخبيب؟!

اعترف عمر بن عبدالعزيز أيضاً بأخطاء الدولة، التى كان أحد خلفائها، وأنها أخذت الحكم بالغلبة، واستبدت بأمر الناس، لذلك يشير الكثيرون إلى أنه لم يُحدد من يخلفه فى الحكم، لأنه لم يكن يقبل بفكرة الملك العضوض (الوراثى).

لقد كشف الرجل المسكوت عنه -أو المستور- فى مسيرة الدولة.

arabstoday

GMT 14:05 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

شاعر الإسلام

GMT 14:02 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

الإرهاب الأخضر أو «الخمير الخضر»

GMT 14:00 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

أخطر سلاح في حرب السودان!

GMT 13:56 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

حذارِ تفويت الفرصة وكسر آمال اللبنانيين!

GMT 13:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

أين مقبرة كليوبترا ومارك أنطوني؟

GMT 13:52 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نفط ليبيا في مهب النهب والإهدار

GMT 13:50 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نموذج ماكينلي

GMT 13:48 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

قطرة واحدة للتَّعرف على مذاق البحر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كشف المستور كشف المستور



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب
 العرب اليوم - أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 17:14 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 17:05 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يوافق على انتقال كايل ووكر الى ميلان الإيطالى

GMT 17:07 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

كاف يحدد مكان وتوقيت إقامة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 03:19 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

القوات الإسرائيلية تجبر فلسطينيين على مغادرة جنين

GMT 17:06 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعلن رسميًا إقالة نورى شاهين

GMT 17:04 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شهيد و4 إصابات برصاص الاحتلال في رفح الفلسطينية

GMT 17:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على غزة لـ47 ألفا و161 شهيداً

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تواصل نشاطها السينمائي أمام نجم جديد

GMT 17:09 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2023

GMT 09:23 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

لغز اليمن... في ظلّ فشل الحروب الإيرانيّة

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هنا الزاهد تنضم إلى كريم عبد العزيز وياسمين صبري

GMT 19:45 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هل سيغير ترمب شكل العالم؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab