محنة الشيخ «رفعت»

محنة الشيخ «رفعت»

محنة الشيخ «رفعت»

 العرب اليوم -

محنة الشيخ «رفعت»

بقلم - د. محمود خليل

عاش الشيخ «محمد رفعت» عزيزاً بالقرآن الكريم، وربّى أولاده على العزة بالقرآن، فأبى وأبوا قبول التبرعات الضخمة التى قدرها البعض بـ25 ألف جنيه، والبعض بـ50 ألف جنيه، وردوا شاكرين للناس محبتهم للشيخ وتقديرهم لشخصه، واكتفوا بتوجيه نداء إلى الأطباء الذين يستشعرون القدرة على علاج (الزغطة) حتى يزوروا الشيخ رفعت ولهم من الله والوطن عظيم الأجر. لقد فعل الشيخ وأسرته ذلك رغم ما كانوا يمرون به من ضغوط عنيفة لتدبير العلاج للشيخ، واحتياجات الحياة. كانت الإذاعة قد تجاهلت بث تسجيلات للشيخ فى أواخر أيامه رغم علم القائمين عليها بحاجته إلى المال، وقررت إذاعة تسجيل واحد له كل شهر مقابل 5 جنيهات فقط، كانت تمثل كل دخل الأسرة.دفعت الضغوط المعيشية الشيخ إلى تأجير دورين بمنزله بحى «البغالة» بالسيدة زينب، ويحكى زوج ابنته الدكتور عبده فراج أنه يوم أن اضطر إلى تأجير الدور الثانى ليستعين بالإيجار على مطالب العيش والعلاج لازم غرفته أسبوعاً كاملاً أمضاه فى البكاء، ويوم أن اضطر إلى تأجير الطابق الأرضى كان الحزن يملأ حياته والكآبة تخيم عليه. وأصعب شىء على شخصية كريمة اليد عفيفة النفس شديدة العطف على الآخرين، مثل شخصية الشيخ رفعت، أن تعانى كل هذه المعاناة فى كبرها، وفى زمان ضعفها.. أيام موجعة عديدة عاشها الشيخ. والعجيب أنك تجد فى بعض الكتابات التى تعرضت لحياة الشيخ حديثاً عن علاقة ربطته بمشاهير نجوم عصره، مثل محمد عبدالوهاب، وأم كلثوم، وغيرهما، لكننى لم أقرأ أو حتى أسمع عن تحرك أى من هذه الشخصيات لمساندته فى محنته أواخر أيامه، أو فى أقل تقدير تحريك أجهزة الدولة، وعلى رأسها الإذاعة، للقيام بواجبها.حدثت رجة كبيرة بعد المقالات التى نشرها الأستاذ «أحمد الصاوى محمد»، خصوصاً بعد أن ألمح فى كتاباته إلى أن الإذاعة دفعت ألف جنيه كاملة مقابل ثلاث أغان فى سهرة، فى الوقت الذى كانت تحاسب فيه الشيخ رفعت بالمليم والسحتوت. وكان لا بد للمسئول عن إدارة الإذاعة أن يرد، وهو فى ذلك الوقت محمد قاسم بك، وقد رد فى البداية على ما نشر فى مجلة المصور حول الحالة الصحية للشيخ رفعت، وعلق قائلاً: «إن رجال الإذاعة، وأنا أحدهم يقدرون مواهب فضيلة الأستاذ الشيخ محمد رفعت، ويضرعون إلى الله أن يعجل له بالشفاء، وقد أحزنتنى حالة الشيخ، ولم أكن أعرف حقيقتها، قبل أن تنشر مجلة المصور عنها، فعملت على إذاعة أحد شريطيه المسجلين، مرة فى كل أسبوع، ورفعت إلى المجلس الأعلى للإذاعة مذكرة لرفع أجر إذاعة الشريط من خمسة جنيهات إلى سبعة ونصف جنيه، ولكنى أعد «المصور» بالعمل على رفعه إلى عشرة جنيهات. ومما يحزننى أن الإذاعة لا تملك مما أذاعه الشيخ إلا شريطين اثنين. أحدهما لجزء من سورة مريم والثانى لجزء من سورة الكهف. وقد علمت من سعيد باشا لطفى أنه حاول حينما كان يشرف على الإذاعة إقناع الشيخ بتسجيل إذاعاته على أشرطة، وبذل فى ذلك جهداً كبيراً، لكن فضيلة الشيخ رفض رفضاً باتاً تحت تأثير ابنه الأكبر، فقد ظن أن الإذاعة قد تستغنى عن دعوته للإذاعة اكتفاء بأشرطته.كما أرسل «قاسم بك» مدير محطة الإذاعة رداً شبيهاً إلى الأستاذ «أحمد الصاوى» بجريدة الأهرام، كرر فيه نفس الكلام، وعاتبه على قسوته فى نقد موقف الإذاعة من الشيخ «رفعت»، وتشير الكاتبة الصحفية «دعاء أحمد» فى موضوعها الذى نشرته على «بوابة الأهرام» إلى أن الأستاذ «الصاوى» رد على كلام «قاسم» بجزء من رسالة أرسلها أنجال الشيخ إليه للرد على ما ذكره، خصوصاً فيما يتعلق بمسألة تسجيل القرآن على أشرطة بصوت الشيخ محمد رفعت، وإلحاح سعيد باشا لطفى على الشيخ فى ذلك، وأن المسألة تعطلت بسبب محمد الابن الأكبر للشيخ الذى خشى أن تستغنى الإذاعة عن تلاواته بمجرد تسجيل أشرطة له.

 

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محنة الشيخ «رفعت» محنة الشيخ «رفعت»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab