من «المنابر» وإليها

من «المنابر» وإليها

من «المنابر» وإليها

 العرب اليوم -

من «المنابر» وإليها

بقلم - د. محمود خليل

من المنابر بدأت وإلى المنابر تعود.. أستطيع أن ألخص لك بهذه العبارة مآل التجربة الحزبية، التى تمددت خلال العقدين الأول والثانى من الألفية الجديدة. ولا توجد تجربة أتفه فى الحياة من التجارب الدائرية التى يبدأ فيها الإنسان من نقطة، ثم يظل يلف ويدور، حتى يرجع إليها من جديد.بدأت رحلة الأحزاب ما بعد 1952، حين قرر الرئيس السادات -عام 1977- تحويل المنابر الثلاثة التى كانت قائمة داخل الاتحاد الاشتراكى إلى أحزاب.

ونشأ الاتحاد الاشتراكى -التنظيم السياسى الأوحد- كبديل للأحزاب السياسية التى عرفتها مصر ما قبل 1952 التى أفسدت الحياة السياسية، تحولت المنابر الثلاثة (اليمين واليسار والوسط) إلى ثلاثة أحزاب، بعدها نشأت عدة أحزاب أخرى، طيلة العقود الثلاثة الممتدة من الثمانينات حتى العقد الأول من الألفينات، لتتضاعف أعدادها -التى بدأت بثلاثة- ليصل الإجمالى إلى ما يزيد على 80 حزباً.

لم يكن أغلب المصريين يعرفون من تلك الأحزاب سوى اسمين أو ثلاثة على الأكثر، ولم يكن لأى منها تأثير حقيقى فى الشارع، بما فى ذلك حزب السلطة الرسمى (الوطنى الديمقراطى)، وبسبب غياب التأثير الحزبى، بدأت تظهر منابر من نوع فريد أصبحت تلعب دوراً فى مناقشة الشأن العام، تمثلت فى برامج «التوك شو»، فمن خلال هذه البرامج التى تعددت وتنوعت على القنوات التليفزيونية المصرية، العامة والخاصة، توافرت منابر لمناقشة بعض القضايا، وأصبح محتواها متداخلاً فى تكوين الرأى العام أكثر من رؤى وأفكار الأحزاب، التى لا يعرفها أحد، بل وصنع مقدموها من أنفسهم -فى بعض الأحوال- زعماء سياسيين، فاقت شهرتهم رؤساء الأحزاب.

قد تتساءل: وما الضرر فى ذلك؟ وأجيبك: لا شىء سوى أن هذه البرامج كانت تعتمد على تسييل أخطر القضايا ولخبطة اتجاه الرأى العام حولها، تمهيداً لتتفيهها.

هل تذكر ذلك المشهد من فيلم «السفارة فى العمارة» الذى كان يجلس فيه «شريف خيرى» مع أصدقائه فى قعدة المزاج، يشاهدون مواجهة تليفزيونية حول التطبيع مع إسرائيل؟ يسمع كلام أحد الطرفين وهو يهاجم التطبيع فيعلق: «والله الراجل ده بيتكلم كلام زى الفل»، فيرد الآخر عليه بالنقيض، فيعلق التعليق نفسه ويقول: «والله الراجل ده بيتكلم كلام زى الفل»، ينزعج صديقه المسيّس بعدها من هذا الرغى، فيمسك بالريموت، وينتقل إلى محطة أخرى عليها فيديو كليب لفتاة تغنى وترقص، فيعلق شريف خيرى قائلاً: «والله الست دى بتتكلم كلام زى الفل».

الزحمة تدعم التفاهة وتفقد الأشياء قيمتها، فالبضاعة الكثيرة قليلة الجودة عادة ما ينعدم عليها الطلب، لتعود السلعة من حيث أتت. وقد عرّف «آلان دونو» فى كتابه «نظام التفاهة» التفاهة بأنها «غياب الجودة وشيوع الرداءة». وذلك ما حدث مع الأحزاب السياسية قبل 2011 وبعده أيضاً. يكفى أن أقول لك إن عدد الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة الآن -طبقاً لإحصائية على موقع الهيئة العامة للاستعلامات- يبلغ 87 حزباً.. أين هى؟

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من «المنابر» وإليها من «المنابر» وإليها



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:24 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

نهج التأسيس... وتأسيس النهج

GMT 07:29 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

كم سيندم لبنان على فرصة اتفاق 17 أيّار...

GMT 05:50 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

حقائق غامضة

GMT 18:20 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

إنستجرام يضيف ميزات جديدة للرسائل المباشرة

GMT 09:50 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

أنغام تتألق في حفل تكريم عبدالله الرويشد

GMT 08:09 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

كيف فكك المغرب خلية داعش؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab