طريق الآلام

طريق الآلام

طريق الآلام

 العرب اليوم -

طريق الآلام

بقلم - محمود خليل

الألف واللام والميم حروف ثلاثة تتكون منها كلمة "ألم"، بما تحمله من معاني الوجع والمعاناة. وقد تصدرت هذه الحروف الثلاث عدداً من السور القرآنية، على رأسها سورة البقرة، أما كلمة "ألم" فقد وردت في الآية القرآنية الكريمة رقم (104) من سورة النساء، ويقول الله تعالى فيها: "ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون".

والمعنى واضح ويصف حالة المعاناة التي يعيشها الإنسان حين يفرض عليه مصارعة غيره، أيا كان نوع الصراع، ولعل أخطره الصراع القتالي. في الآية الكريمة يوجه الله تعالى المؤمنين إلى عدم التخاذل في مواجهة خصومهم وأعدائهم، تحت ضغط الألم، وما أكثر ما تحمل الصراعات من آلام الفقد والجرح والحصار والضغط والحرمان والأحزان، وتنبه الآية الكريمة إلى أن الألم في هذه الحالة مشترك، فأنت تألم، لكن خصمك وعدوك يألم أيضاً، والله تعالى في "عونك" ما دمت تدافع عن حق، فأمل صاحب الحق في مساندة الله كبير.

في حدود ما أعلم لم تظهر كلمة "الألم" في غير الآية الكريمة السابقة من سورة "النساء"، لكن تكرُر ظهور مادة الكلمة "ألف لام ميم" في مفتتح العديد من السور القرآنية الكريمة يؤشر إلى فكرة الألم كطريق لابد أن يسير فيه المؤمن حتى يبلغ عتبة السمو والتطهر.

النبي صلى الله عليه وسلم -وكذلك أنبياء الله تعالى- خاض رحلة ألم طويلة على طريق نشر رسالته. رفض قومه دعوته وطاردوا أتباعه وعذبوهم وقهروهم، ترك مكة ذات يوم وذهب إلى الطائف عارضاً رسالته على أهلها فسخروا منه وأغروا به صبيانهم، فقذفوه بالحجارة حتى أصابوه، آوى إلى ظل شجرة وقد بلغ منه التعب والوجع النفسي مبلغه، وأخذ يدعو ربه. خاض النبي المعركة تلو الأخرى، دفاعاً عن دعوته، أصيب في أحد، وكاد أن يستشهد، لولا أن أدركته عناية الله، والتفاف المؤمنين من حوله دفاعاً عنه. السيد المسيح عليه السلام سار أيضاً طريقاً طويلاً من الألم، حاملاً صليبه فوق ظهره، صابراً على أذى بني إسرائيل له. كل أنبياء الله كانت رحلتهم الإيمانية رحلة ألم، معتمدين على سلاح وحيد فيها هو سلاح الصبر.

الصبر هو سلاح المؤمن في مواجهة الألم، والقرآن الكريم يحكي أنه لما تواجه جنود "طالوت" مع الجند الكثيف الذين تحلقوا حول "جالوت" ارتجوا من داخلهم، وداخلهم الخوف مما يملكه عدوهم من عدد وأدوات قتالية، فما كان منهم إلا أن تذرعوا بالصبر والدعاء إلى الله بأن يثبت أقدامهم في المواجهة: "ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين".

فالصبر هو الذي يؤدي إلى الثبات في أية مواجهة، ومهما كان حجم الألم الذي يعانيه الإنسان، إنه الجدار الصلب الذي يمكن أن يسند إليه ظهره، حتى يواصل السير في طريق الدفاع عن الحق حتى النهاية.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طريق الآلام طريق الآلام



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - طائرة مساعدات إماراتية عاجلة لدعم لبنان بـ100 مليون دولار

GMT 08:54 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تعلن رأيها في الألقاب الفنية
 العرب اليوم - منة شلبي تعلن رأيها في الألقاب الفنية

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف
 العرب اليوم - الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف

GMT 22:38 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل مصريين حادث إطلاق النار في المكسيك

GMT 04:42 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مفكرة القرية: تحصيل دار

GMT 06:26 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ذبحة صدرية تداهم عثمان ديمبلي

GMT 05:00 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

خروج بلا عودة

GMT 18:55 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

3 قتلى و3 جرحى نتيجة انفجار ضخم في حي المزة وسط دمشق

GMT 09:22 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الحوثيون يعلنون استهداف تل أبيب بعدد من طائرات الدرون

GMT 22:23 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

18 قتيلا بضربة إسرائيلية على مقهى في طولكرم

GMT 15:25 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تقرر ضرب هدف استراتيجي في إيران

GMT 08:13 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

18 شهيدًا في غارة للاحتلال الإسرائيلي على مخيم طولكرم

GMT 13:05 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

كوريا الجنوبية تستعد لإعصار "كراثون"

GMT 09:21 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تقصف 5 بلدات في جنوب لبنان بالمدفعية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab