صائد الأسود

صائد الأسود

صائد الأسود

 العرب اليوم -

صائد الأسود

بقلم - د. محمود خليل

خاض الشيخ أبو العباس أحمد الرفاعي -المولود عام 512 والمتوفي عام 578 ه- رحلة دعوية كبيرة في العراق. اعتمد فيها على فكرة الدعوة بالقدوة الحسنة.

وأغلب ما تذكره كتب التاريخ عن شخصيته تؤكد على هذه الحقيقة، وإن حاولت التدليل عليها ببعض القصص والحكايات التي ترقى إلى مرتبة الأساطير.

من ذلك على سبيل المثال ما حكاه الذهبي في سير أعلام النبلاء من أنه: "قيل: إن هرة نامت على كم الشيخ أحمد، وقامت الصلاة فقص كمه، وما أزعجها، ثم قعد، فوصله، وقال: ما تغير شيء. وقيل: توضأ، فنزلت بعوضة على يده، فوقف لها حتى طارت".

لا تخلو هذه القصص من شطط كما يبين من مضمونها، ومؤكد أن من نقلها حاول التأكيد على الأداء السلوكي الرفيع للشيخ أحمد الرفاعي، ولكن يبقى أن المتأمل لبعض الأقوال المنقولة عن هذا القطب الصوفي يجد أن مفهوم "القدوة السلوكية" كان حاضراً بقوة في تجربته الدعوية.

من ذلك قول الشيخ: "أقرب الطريق الانكسار والذل والافتقار، تعظم أمر الله، وتشفق على خلق الله، وتقتدي بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم".

مسألة الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم كانت حاضرة بقوة في الفكر الإيماني للسيد أحمد الرفاعي، وجوهرها الإشفاق على خلق الله والتسامح معهم ومد يد المعونة إليهم. وهذه السلوكيات تمثل الترجمة الفعلية لمفهوم "تعظيم الخالق".

لم يكن الرجل قبل وفاته يدعو إلى طريقة معينة، أو يقدم طرحاً أو رؤية خاصة في الإسلام، لكن تفرد شخصيته ما بين أهل عصره دفع الكثيرين ممن صاحبوه إلى بناء الأساطير حوله، مستغلين في ذلك ما كان عليه من تقى وصلاح.

يشير "الذهبي" إلى أن الكثير من الخرافات والحكايات الأسطورية التي ارتبطت بالسيد أحمد الرفاعي كانت من صنع أصحابه ومن نسج خيالهم، خلال زمن التتار.

فدخول التتار وما أحدثه في النفس المسلمة من شروخ، خصوصا المسلمين الذين عاشوا في بغداد، أدى إلى تشبثهم بالأسطورة كوسيلة لمواجهة الهزيمة.

وذلك شأن الشعوب حين تضعف، إذ سريعاً ما تبحث عن الالتصاق بأية خرافة أو خارقة للواقع تساعدها على الهروب من الواقع الذي تواجه فيه الهزيمة في كل لحظة.

لم ينجب الشيخ أحمد الرفاعي ذكوراً، كما أنه لم يزعم أنه صانع طريقة أو صاحب نهج، لكن أحد أحفاده تولى مهمة بناء ومأسسة الطريقة الرفاعية بالنيابة عنه.

هذا الحفيد هو عز الدين أحمد بن زينب بنت أحمد الرفاعي الكبير، الملقب بـ"الصياد".

يصح أن نقول أن "الصياد" اعتمد على فكرة "الرحلة الدعوية" فكان ينتقل من مكان إلى مكان ومن بلد إلى بلد يدعو للطريقة ويجند لها الأتباع في كل مكان.

كان أول تحرك لـ"الصياد" من العراق حيث ولد إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها إلى اليمن وعاش فيها فترة من الزمن، ثم وفد إلى مصر، حيث أحسن أهلها استقباله والتفوا حوله، ثم انتقل إلى الشام وأقام في حمص، ثم هاجر إلى "متكين" قرب حماة، حيث استقر به المقام هناك أواخر عمره.

وثمة خلاف بين المؤرخين على سر تلقيب السيد أحمد عز الدين بـ"الصياد"، فالبعض ربط بين اللقب وقدرته على اصطياد الفوائد والقيم النبيلة في الدين، وربطها آخرون ربطاً خرافياً بقدرته على اصطياد الأسود من الفلوات، وهو ربط غير منطقي أو طبيعي.

وأغلب الظن أن اللقب ارتبط بقدرته على اصطياد الأتباع، وهو ما أثبتته تجربته في مصر، حيث مكث في مصر مدة من الزمن، وأحاط به المصريون، وتزوج سيدة مصرية، قبل رحيله إلى الشام، وأنجب منها ولده علي أبو شباك الذي عاش ومات بالقاهرة ودفن بمقره الحالي بمسجد الرفاعي بمنطقة القلعة. وهو صاحب المولد الحالي بالقاهرة، حيث يحتفل المصريون بالجد في شخص "ابن الحفيد".

arabstoday

GMT 10:40 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

أندهشُ... حين لا أندهشُ

GMT 10:37 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

يحملون الخير للكوكب

GMT 10:31 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

«صناعةُ الغد» من الجزائرِ إلى مِصرَ!

GMT 10:29 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

هل اقتربت النهاية؟

GMT 10:15 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر السلام

GMT 09:59 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

عن فيلم «الملحد» !

GMT 09:57 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الانقلابُ الغربى

GMT 09:24 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

بين الحرية والإبداع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صائد الأسود صائد الأسود



الثقة والقوة شعار نساء العائلة الملكية الأردنية في إطلالاتهن بدرجات الأزرق

عمّان - العرب اليوم

GMT 05:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر
 العرب اليوم - وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 07:55 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الأوقات لتناول الزبادي لدعم صحة الأمعاء بشكل طبيعي
 العرب اليوم - أفضل الأوقات لتناول الزبادي لدعم صحة الأمعاء بشكل طبيعي

GMT 13:52 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد عبده يحيي ليلة طربية استثنائية ضمن موسم الرياض 2025
 العرب اليوم - محمد عبده يحيي ليلة طربية استثنائية ضمن موسم الرياض 2025

GMT 05:53 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا سبورتاج 2026 تحصد لقب "أفضل اختيار للسلامة بلاس" لعام 2025
 العرب اليوم - كيا سبورتاج 2026 تحصد لقب "أفضل اختيار للسلامة بلاس" لعام 2025

GMT 12:38 2025 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سقف النجاح منخفض.. جدًا

GMT 14:07 2025 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رحلة قصيرة في عقل «حزب الله»

GMT 16:46 2025 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"10 أطعمة يفضل تناولها يومياً إذا كنت تريد العيش حتى المائة"

GMT 05:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 05:53 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا سبورتاج 2026 تحصد لقب "أفضل اختيار للسلامة بلاس" لعام 2025

GMT 18:44 2025 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

منصة ماسك تعيد صياغة الوقائع وتتهم ويكيبيديا بالانحياز

GMT 09:50 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

شهيد في الضفة والاحتلال يواصل عمليته العسكرية في طوباس

GMT 07:55 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الأوقات لتناول الزبادي لدعم صحة الأمعاء بشكل طبيعي

GMT 12:27 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكاء الاصطناعي سيستبدل أكثر من عُشر العاملين الأميركيين

GMT 14:09 2025 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

شهادة «الموساد» النادرة لمصر

GMT 06:07 2025 الثلاثاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات النجمات تخطف الأضواء في حفل Fashion Trust Arabia 2025

GMT 08:57 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 11 شخصًا في الصين بعد صدم قطار عمالًا

GMT 08:10 2025 الثلاثاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

حبوب الشعير الكاملة لتعزيز الصحة وخفض الكوليسترول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon
arabs, Arab, Arab