الفكر الديني لنجيب محفوظ

الفكر الديني لنجيب محفوظ

الفكر الديني لنجيب محفوظ

 العرب اليوم -

الفكر الديني لنجيب محفوظ

بقلم - د. محمود خليل

الدين كان حاضراً بشكل كبير فى روايات نجيب محفوظ، تجد ذلك واضحاً فى الثلاثية (بين القصرين - قصر الشوق - السكرية)، وتجده حاضراً فى روايتى «أولاد حارتنا» و«الحرافيش»، ويظهر فى «حديث الصباح والمساء»، و«يوم قتل الزعيم»، وغيرها. فالرجل كان أميناً فى التعبير عن ثقافة هذا الشعب الذى يشكل الدين جزءاً لا يتجزأ من ثقافته.

والدين فى روايات نجيب محفوظ هو «الدين الشعبى» -وليس الرسمى- بما يحمله من وسطية، وميل إلى الاحتفالية، وولع بمحبة أهل بيت النبى صلى الله عليه وسلم، وجنوح -فى أحوال- نحو توظيفه فى خدمة بعض الأهداف الحياتية، وهو جنوح يظهر فى أداء المصريين على اختلاف أطيافهم، من المتعلمين والمثقفين إلى الأميين، ومن الرجال إلى النساء إلى الأطفال، ومن الأثرياء إلى الفقراء.. وهكذا.

الدين عند نجيب محفوظ يعد الجوهر الأهم فى الحياة، فهو يصاحب الإنسان أينما ذهب، ويظهر فى كافة مواقف الحياة أنه زاد الطريق، الذى تشتد حاجة الإنسان إليه فى نهاية الرحلة، تجد ذلك حاضراً وبقوة فى شخصية «محتشمى زايد»، شخصية من شخصيات رواية «يوم قتل الزعيم»، الرجل الثمانينى الذى طال به العمر، وحباه الله من الصحة ما جعل سنين عمره تمر فى سلاسة وهدوء دون منغصات، وهو يجد فى الدين القائم على المحبة والزهد شجرة وارفة يستظل أسفل منها بعيداً عن نار الشيخوخة الحارقة.

ثمة خط جوهرى ربط بين نجيب محفوظ والقرآن الكريم، تمثل فى «القصص القرآنى». فقد وجد فى قصص الأنبياء والمرسلين، وكذلك قصص الأمم البائدة، نموذجاً رفيعاً للحكى، وظفر فيها باستخلاصات رائعة توضح فى سلاسة القوانين التى تحكم حركة الإنسان، وتحل العديد من ألغاز الحياة.

يقول نجيب محفوظ، كما يسجل «إبراهيم عبدالعزيز» صاحب كتاب «أنا نجيب محفوظ: سيرة حياة كاملة»: «إن أول ما كوَّن مفهومى للقصة هو القصص القرآنى، فقد كنت وأنا أطالع القرآن أقرأ قصصه بعناية، لأنها كانت تستهوينى كفن روائى راقٍ، كتبت كأجمل وأفضل ما تكون الكتابة القصصية، وما زالت حتى الآن أكثر القصص الإنسانية تأثيراً فى وجداننا، فمن منا يستطيع أن يأتى بقصة مثل قصة مريم عليها السلام، أو قصة سيدنا يوسف؟».

تأثر نجيب محفوظ بالقصص القرآنى جعله يبدع بصورة لم يسبقه إليها أحد فى تجديد الخطاب الدينى، فقد استطاع أن يقدم الدين كإنسان، فتجلى فى رواياته الوجه الإنسانى للإسلام كأروع ما يكون، ذلك الوجه الذى تتشكل ملامحه من الرحمة والإيثار والعدل والإحسان ومحبة البشر، والزهد فى الحياة، والنظر إليها كمعبر إلى الآخرة ليس أكثر. فهم «محفوظ» للدين لا يخرج عن كونه طريقاً نبيلاً للدفاع عن الإنسان، بل وعن كل مخلوقات الله.

الوجه الإنسانى للإسلام الذى دأب نجيب محفوظ على كشفه فى رواياته مثّل طريقاً جديداً لفهم الدين، وهو طريق تستطيع أن تتبع سبله وتفريعاته فى سيرة النبى صلى الله عليه وسلم، وفى الصورة التى رسمها القرآن لحضرته الكريمة، والتى يتجلى فيها وجه محمد الإنسان الذى قدم تجربة فريدة فى السمو بالإنسان، والدفاع عن إنسانيته، صلى الله عليه وسلم.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفكر الديني لنجيب محفوظ الفكر الديني لنجيب محفوظ



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - طائرة مساعدات إماراتية عاجلة لدعم لبنان بـ100 مليون دولار

GMT 08:54 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تعلن رأيها في الألقاب الفنية
 العرب اليوم - منة شلبي تعلن رأيها في الألقاب الفنية

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف
 العرب اليوم - الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف

GMT 22:38 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل مصريين حادث إطلاق النار في المكسيك

GMT 04:42 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مفكرة القرية: تحصيل دار

GMT 06:26 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ذبحة صدرية تداهم عثمان ديمبلي

GMT 05:00 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

خروج بلا عودة

GMT 18:55 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

3 قتلى و3 جرحى نتيجة انفجار ضخم في حي المزة وسط دمشق

GMT 09:22 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الحوثيون يعلنون استهداف تل أبيب بعدد من طائرات الدرون

GMT 22:23 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

18 قتيلا بضربة إسرائيلية على مقهى في طولكرم

GMT 15:25 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تقرر ضرب هدف استراتيجي في إيران

GMT 08:13 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

18 شهيدًا في غارة للاحتلال الإسرائيلي على مخيم طولكرم

GMT 13:05 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

كوريا الجنوبية تستعد لإعصار "كراثون"

GMT 09:21 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تقصف 5 بلدات في جنوب لبنان بالمدفعية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab