الشخصية المقاتلة

الشخصية المقاتلة

الشخصية المقاتلة

 العرب اليوم -

الشخصية المقاتلة

بقلم - د. محمود خليل

تمتلك الشخصية المقاتلة مجموعة من السمات والمواصفات التى تميزها عن غيرها من الشخصيات.

إنها أولاً شخصية واضحة الهدف، لا تعانى الارتباك فى تحديد أهدافها فى الحياة ومواقفها المختلفة، قد يعتبر البعض الأهداف التى تضعها مثل هذه الشخصيات لنفسها خيالية أو بعيدة المنال، لكنها تملك من حدة النظر فى الأشياء وصفاء الرؤية ما يمكّنها من التقاط ما لا يلتقطه الآخرون، وإدراك ما لا يدركه غيرهم فى الواقع من نقاط ضعف أو هشاشة، يستطيعون النفاذ منها نحو تحقيق أهدافهم.

وتتمتع الشخصية المقاتلة -ثانياً- بالقدرة على التخطيط الجيد الذى يمكنها من الوصول إلى أهدافها، فهى لا ترتكن إلى رفع الشعارات البراقة وخداع الآخرين بها، بل هى شخصية عملية، تجيد قراءة الواقع، وفهم معطياته، واستيعاب القوانين التى تحكمه، وبالتالى تجيد وضع الخطط الأنجع للتعامل معه.. فالفهم والاستيعاب يؤديان إلى الأداء القويم، والعمل على خط مستقيم، يمثل أقصر مسافة بين نقطتين: الوسيلة والهدف.

الشخصية المقاتلة أيضاً تمتلك الإرادة التى يغذيها الإيمان بقضيتها، تلك الإرادة التى تساعدها على السير على الطرق الشائكة، والتنقل فوق أكثر السبل وعورة بصبر وإيمان، يمنحانها القوة المطلوبة للمواصلة مهما طال بها الأمد. وتعد الإرادة الصلبة التى تتمتع بها الشخصية المقاتلة واحدة من أدواتها، وهى أداة قادرة على هز أعتى القوى، وضعضعة مواقفها أمامها.

وعلى مستوى خامس تتميز الشخصية المقاتلة باستعدادها الكامل للتضحية فى سبيل ما تؤمن بها، وهى لا تتأخر عن أن تضع روحها على كفها فى أية مواجهة تخوضها، وليس فى المسألة تهور أو جرأة غير محسوبة، لكنه من جديد الإيمان الذى يمنح الثقة والقوة والثبات على الطريق، حتى تحقق الهدف أو تهلك دونه.

وتعد الشجاعة الأدبية السمة السادسة التى تميز الشخصية المقاتلة، فهى قادرة على مواجهة أى طرف برأيها بشجاعة، وهى لا تأبه فى هذا المقام بقوة من تواجهه، أو قدرته على البطش بها، ومعاقبتها على تجرؤها عليه بالرأى، أو بتحديد موقفها منه. فالحق عندها دائماً أحق أن يتبع، والحق لا بد أن يقال حتى ولو كان مراً.

الشخصية المقاتلة لا تعرف الممالأة أو المداهنة أو تمرير المواقف أو البين بين، فمواقفها وآراؤها قاطعة واضحة وضوح الشمس.

وفى مقابل القوة التى تتمتع بها الشخصية المقاتلة إزاء الجالسين على منصات السلطة والنفوذ، تجدها هينة لينة مع المستضعفين الذين يحلمون بالإيواء إلى ملاذ قوة، إذ يجدون فيها كهفَ أمن، وبقدر ما يرى القوى فيها مصدر تهديد، يجد الضعيف فيها مصدر طمأنينة، فيهدأ فى رحابها. فالقوى الحقيقى لا يواجه إلا قوياً مثله، ولا يستبد بمن هو أضعف منه، إنه فى هذه الحالة يتحول إلى جبار فى الأرض وليس من المصلحين. والشخصية المقاتلة بطبيعتها مُصلحة، بل إن سعيها دائماً هو يتجه نحو الإصلاح.

بمثل هذه الشخصيات تتألق الحياة.. وعبر سيرتها تتحدد خطوط التاريخ.

arabstoday

GMT 17:42 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

سر الرواس

GMT 17:40 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

حلّ «إخوان الأردن»... بين السياسة والفكر

GMT 17:38 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

دارفور وعرب الشتات وأحاديث الانفصال

GMT 17:37 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

أقصر الطرق إلى الانتحار الجماعي!

GMT 17:35 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بعثة الملكة حتشبسوت إلى بونت... عودة أخرى

GMT 17:34 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي

GMT 17:29 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

الهادئ كولر والموسيقار يوروتشيتش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشخصية المقاتلة الشخصية المقاتلة



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 12:43 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

السودان .. وغزة!

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

عودة النّزاع على سلاح “الحزب”!

GMT 11:38 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ماذا تفعل لو كنت جوزف عون؟

GMT 15:55 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال عنيف يضرب إسطنبول بقوه 6.2 درجة

GMT 02:27 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 23 إبريل / نيسان 2025

GMT 11:52 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ثمة ما يتحرّك في العراق..

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب ولاية جوجارات الهندية

GMT 15:51 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

وفاة الإعلامى السورى صبحى عطرى

GMT 15:48 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

"بتكوين" تقفز لأعلى مستوى فى 7 أسابيع

GMT 03:26 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

غارات أميركية تستهدف صنعاء وصعدة

GMT 03:29 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الخميس 24 إبريل / نيسان 2025

GMT 03:24 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

قتلى وجرحى في انفجار لغم أرضي شرقي حلب

GMT 01:13 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

جليد القطب الشمالي يسجل أصغر مساحة منذ 46 عاماً

GMT 03:46 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي لـ23 شخصًا

GMT 12:58 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (103) رحيل الحبر الأعظم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab