رحلة صعود «التافهين»

رحلة صعود «التافهين»

رحلة صعود «التافهين»

 العرب اليوم -

رحلة صعود «التافهين»

بقلم - د. محمود خليل

من الطبيعي أن يرد في ذهنك أن الاتجاه نحو التفاهة، على الأقل في بعض الأفلام السينمائية والدراما والأغاني، بدأ مبكراً بعد نكسة يونيو 1967، وإلا بماذا نفسر ظهور أغان مثل أغاني "الطشت قال لي"، و"يا حضرة العمدة"، و"حبة فوق وحبة تحت"، "وسلامتها أم حسن"، أو أفلام مثل "العتبة جزاز"، و"أخطر رجل في العالم" وغير ذلك؟.

بغض النظر حول اختلاف التقييمات فيما يتعلق بهذه الأعمال، ومنسوب التفاهة فيها، فلا يستطيع أحد أن يقول أنها كانت تشكل تياراً عاماً سائداً، خلافاً لما حدث في العقدين الماضيين، حين أصبحت التفاهة تياراً عاماً، والتتتفيه منهجية.الوضع حينذاك كان يماثل ما ساد في فترة من الفترات قبل 1952، حين شاعت بعض المنتجات التافهة، مثل: "ارخي الستارة اللي في ريحنا"، و"يا شبشب الهنا"، و"تراعيني قيراط" وغير ذلك، لكن هذه الأعمال كانت مجرد استثناء في إطار تيار عام سائد مخالف لها، إلى حد كبير.وغير أن الأعمال التافهة قبل الدخول إلى الألفية الجديدة لم تكن تشكل تياراً، فإنها كانت تمثل "الضد" الذي يظهر حسن ضده "المنتج الهادف".

وقتها سئل كاتب مثل عباس محمود العقاد عن الكتب التافهة.. وهل يقرأها؟ فأجاب: نعم أقرأ أي كتاب مهما كان تافها، لأعرف ما هي التفاهة، وكيف يكتب الكاتب التافه.في فترة السبعينات ظهرت "أفلام المقاولات" على سطح الحياة في مصر بعد الانفتاح الاقتصادي، وتغلغل الأثرياء الجدد (القطط السمان) في كافة نواحي الحياة في مصر، بما فيها مساحة الوجدان فسعوا إلى تشكيله طبقاً لمنظومة قيمهم وأخلاقياتهم الخاصة، ومع ذلك فلا نستطيع أن نقول أن سينما المقاولات شكلت تياراً مسيطراً، فقد كان هناك تيار كبير يعالج مشكلات تضرب في "عضم المجتمع" وتنبه إلى التأثيرات الداهمة للتحولات التي يشهدها الواقع على المستقبل.

الدنيا اختلفت تماماً بدءاً من الألفية الجديدة، حين ظهر الثالثوث التكنولوجي المتمثل في الفضائيات التليفزيونية والانترنت والموبايل، واختار المجتمع -وربما المسيطرون أيضاً- استخدامها كأدوات للتفاهة والتتفيه. فأدوات التكنولوجيا -منذ عرفها الإنسان- لها أوجه إيجابية وأخرى سلبية، والإنسان يختار ما يريد، فالمستنير يعرف كيف يوظفها من أجل تحسين شروط وأوضاع الحياة، والتافه يوظفها في إفساد الحياة ونشر الرداءة.حين سقطت الأدوات التكنولوجية الثلاثة في حجر المجتمع، وباتت في متناول كل يد، تحولت التفاهة من مجرد شذرة تظهر هنا أو هناك، إلى شذرات، تجمعت وشكلت فيما بينها تياراً عاماً، غلب على كل شىء، ولم تعد المسألة مقصورة على الفن، بل تجاوزته إلى ما عداه، فأصبح الإعلام فبركة وأرجزة، والسياسة لعبة، على حد تعبير "آلان دونو" صاحب كتاب "نظام التفاهة، والرأي العام ترند، والاقتصاد حيل رقمية وبيع للوهم في زجاجات، والعلم فهلوة.تغلغلت التفاهة في اتجاهات عديدة حتى باتت تضرب في كافة الاتجاهات، وسيطرت على النظام الاجتماعي ككل. والنظام الاجتماعي التافه -كما يقول صاحب كتاب "نظام التفاهة- هو النظام الذي تكون الطبقة المسيطرة فيه هي طبقة الأشخاص التافهين، أو الذي تتم مكافأة التفاهة والرداءة عوضاً عن الجدية والجودة.تفتكر وضعنا ايه طبقاً لهذا التعريف؟

arabstoday

GMT 18:01 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

تفجيرات حافلات تل أبيب.. فتش عن المستفيد!

GMT 18:00 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

غروب الإمبراطورية الأمريكية!

GMT 17:59 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

8 دروس فى قمة الأهلى والزمالك

GMT 07:31 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

جيمس قبل ترمب

GMT 07:29 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

كم سيندم لبنان على فرصة اتفاق 17 أيّار...

GMT 07:26 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

أكاذيب

GMT 07:24 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

نهج التأسيس... وتأسيس النهج

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلة صعود «التافهين» رحلة صعود «التافهين»



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:24 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

نهج التأسيس... وتأسيس النهج

GMT 07:29 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

كم سيندم لبنان على فرصة اتفاق 17 أيّار...

GMT 05:50 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

حقائق غامضة

GMT 18:20 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

إنستجرام يضيف ميزات جديدة للرسائل المباشرة

GMT 09:50 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

أنغام تتألق في حفل تكريم عبدالله الرويشد

GMT 08:09 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

كيف فكك المغرب خلية داعش؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab