اسمه «تفاهة»

اسمه «تفاهة»

اسمه «تفاهة»

 العرب اليوم -

اسمه «تفاهة»

بقلم - د. محمود خليل

وائل عام 2000 أي مع مطلع الألفية الجديدة ظهر داخل دور العرض السينمائي في مصر فيلم "بلية ودماغه العالية" للفنان محمد هنيدي. تأليف الأستاذ مدحت العدل، وإخراج المبدع الراحل نادر جلال.

اشتمل الفيلم على شخصية مبتكرة لطفل من أطفال الشوارع، إن لم تكن مبتكرة في سماتها، فهي على الأقل مبتكرة في اسمها، هي شخصية "تفاهة"، الطفل صاحب الاسم الغريب، والذي لا يدري له أباً أو أماً، بل قذفت به الظروف إلى الشارع، فانساق مع أطفال غيره إلى السرقة من أجل العيش. في العديد من المشاهد يظهر "تفاهة" طفلاً نهماً، كل همه الأكل والشرب، وما أندر أن تضبطه بلا شىء يأكله في يده.

لا تظنن أنني أسخر من الفيلم أو استحضار شخصية كهذه ضمن أحداثه، على العكس تماماً، فالفيلم حمل العديد من الأفكار الإيجابية، يكفي أن نشير في هذا السياق إلى تنويهه إلى أهمية العمل المهني، وأن المجتمع، أي مجتمع، لن يعيش بالمتعلمين تعليماً عالياً فقط، كما نبه إلى أهمية استيعاب أطفال الشوارع والتعامل الإنساني معهم، ورعايتهم بصورة تحولهم إلى عناصر نافعة للمجتمع.

وحتى فيما يتعلق بشخصية "تفاهة" فقد نبه الفيلم عبرها إلى واحدة من الظواهر التي أخذت في النمو والتضخم خلال العقدين الأول والثاني من القرن الحالي.. ظاهرة التفاهة.. وكما كان اسم الشخصية مثيراً، فقد كان أيضاً منبها إلى ما هو قادم، بل وكان مخرج الفيلم ومؤلفه من الإبداع بحيث لخصا في هذه الشخصية معنى التفاهة التي تمشي على قدمين.

أولاً "تفاهة" كل همه في الحياة هو الأكل، وملء بطنه، يبحث عن الأكل في كل اتجاه، ويأكل بغض النظر عن كونه جائعاً أو غير جائع، شعاره في الحياة ونداؤه الدائم عبر ساعاتها: "هات حتة"، ينادي به كل من يحمل في يديه "أكل".

ثانياً "تفاهة" شخص يعيش بلا قيم. وليس يهمه من أين أو كيف يحصل على ما يريد؟ حتى ولو كانت السرقة والسطو على الغير هي الوسيلة، وقد تعلم ذلك من الشارع الذي ألهمه منظومته القيمية التي تتأسس على "الهبش السريع"، واستوعب منه أن الكل يفعل ذلك.. ومن تكتب عليه الحياة في الشارع يشاهد الكثير.

ثالثا "تفاهة" إنسان يعيش بلا عقل، فقد انشغل بجسده، الملح في طلب الطعام، عن عقله، كما أن ظروفه لم تسمح له بنيل أي قسط من التعليم، حتى ولو كان التعليم التافه الذي يحصل عليه البعض دون أن يفيدهم في شىء. كان من الطبيعي أن يعبر "تفاهة" عن شخصية مغيبة العقل، واسعة "الكرش"، وإلا لماذا هو "تفاهة"؟

أحب مشاهدو فيلم "بلية ودماغه العالية" شخصية "تفاهة"، وعلقت في ذاكرتهم أكثر من الطفل والطفلة اللذين كانا يظهران معه في كل مشاهد الفيلم على وجه التقريب. فالناس لا تذكر شخصية الصبي "الحالنجي.. المتحايل" الذي رافقه في الرحلة، ولا شخصية البنت الصغيرة البائسة "أم الشحات".. لكن الغالبية تعلقت بـ"تفاهة".. تُرى لماذا؟

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اسمه «تفاهة» اسمه «تفاهة»



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:10 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر
 العرب اليوم - حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ

GMT 14:43 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود إلى الدراما بمسلسل ناقص ضلع فى رمضان 2025

GMT 20:13 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات الأحزمة الفاخرة لإضافة لمسة جمالية على مظهرك

GMT 00:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab