متى نغضب

متى نغضب؟

متى نغضب؟

 العرب اليوم -

متى نغضب

بقلم - محمود خليل

 

الغضب حالة إنسانية. إذا واجه الإنسان أمراً خارجاً عن العقل أو المنطق فإنه يغضب، وقد يحدث ذلك نتيجة مواجهة أمر خارج عن القواعد أو التقاليد أو القيم المتعارف عليها داخل مجتمع معين.

صرف النفس عن الغضب أو التعامل بهدوء مع ما يمكن أن يستفز الإنسان يتطلب منه قدراً كبيراً من الثبات الانفعالي، الذي يساعده على استيعاب وامتصاص ما يغضبه، ليتعامل مع الأمور باتزان.

لعلك تذكر الحديث الشريف الذي يروي أن أحد الصحابة سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شىء إذا فعله دخل الجنة، فرد عليه النبي: "لا تغضب ولك الجنة"، ولكن من يملك القدرة على ذلك؟. فالناس اليوم من صباحهم إلى مسائهم تتدفق عليهم ومن حواليهم أسباب الغضب، ويجدون أنفسهم مضطرين إلى الانفعال بها، وإفراز شحنات ساخنة من ردود الأفعال عليها.

نبي الله موسى عاش حالة غضب ضد قومه، حين رجع إليهم بعد أن ذهب لتلقي الألواح (التوراة)، فوجدهم يعبدون العجل.. يقول الله تعالى: "فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا"، فعل بني إسرائيل كان جنونياً، لا يوجد فيه عقل ولا منطق، فكيف بعد أن فهموا معنى الوحدانية والألوهية أن ينصرفوا إلى عبادة عجل صنعه لهم السامري بيديه. لم يكن فعلاً طبيعياً وكان غضب موسى عليه السلام منه غير عادي أيضاً، فقد ألقى الألواح وأخذ برأس أخيه "هارون" يجره إليه، وكان قد عهد إليه برعاية ثبات بني إسرائيل على عقيدة الوحدانية: "أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه".

ظل "موسى" يعالج غضبه لبعض الوقت حتى هدأ، وتناول الألواح التي ألقاها: "ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون".

الناس ينظرون إلى ما يحيق بهم أو بغيرهم من ظلم فيغضبون، يرون بعض الأمور التي تسير عكس العقل والمنطق فيغضبون، يرون الأخلاقيات والقيم والأصول والأعراف تنتهك فيغضبون، يرون طفلاً يحرم أو يسحق فيغضبون، يرون شيخاً مهدراً بلا حول ولا قوة أمام طاغ فيغضبون، يرون امرأة أو فتاة تدفن بالحياة فيغضبون.

في تقديري -والله أعلم- أن النبي صلى الله عليه وسلم حين نصح صاحبه بعدم الغضب حتى يفوز بالجنة كان يقصد مسألة "الحلم"، بما يعنيه من صبر على المكاره حتى يحكم الله تعالى بين الإنسان وبين من يتسبب له فيما يكره، أما الغضب لانتهاك المنطق والحرمات فأمر آخر، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره ذلك ولا يرضى بأن تنتهك الحرمات أو أن يؤدي الإنسان في الحياة عكس العقل والمنطق.

الناس يغضبون وحق لها أن يغضبوا وهم يرون كل القيم الإنسانية تداس أمام أعينهم في مشاهد تسحق فيها الحلقات الأضعف من الرجال والنساء والولدان، هؤلاء الذين أمر الله تعالى بالغضب للظلم الذي يحيق بهم، وضرورة التحرك للدفاع عنهم: "وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان".

من واجب الناس أن تغضب وهي ترى المستضعفين بلا نصير إلا الله سبحانه وتعالى.. متى نغضب؟.. متى يأتي الغضب الساطع؟

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى نغضب متى نغضب



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:20 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تشن غارات جنوبي لبنان ومقتل 3 مواطنين في صيدا
 العرب اليوم - إسرائيل تشن غارات جنوبي لبنان ومقتل 3 مواطنين في صيدا

GMT 11:35 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساهم في تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة الرياضة
 العرب اليوم - مكون غذائي يساهم في تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة الرياضة

GMT 07:10 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر
 العرب اليوم - حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ

GMT 14:43 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود إلى الدراما بمسلسل ناقص ضلع فى رمضان 2025

GMT 20:13 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات الأحزمة الفاخرة لإضافة لمسة جمالية على مظهرك

GMT 00:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab