البكاء على الأيام

البكاء على الأيام

البكاء على الأيام

 العرب اليوم -

البكاء على الأيام

محمود خليل
بقلم - د. محمود خليل

تقسيم وجهات نظر أفراد المجتمع إزاء الأمور التى يتوجب التوحد عليها يعد أداة من أدوات «تخريب الوجدان». وقد لجأ المحتل الإنجليزى إلى ذلك فيما يتعلق بمسألة «المقاومة» من أجل تحرير البلاد منه. تجلى ذلك بصورة كبيرة بعد إلغاء معاهدة التحالف والصداقة بين مصر وإنجلترا، المبرمة عام 1936، وألغاها «النحاس باشا» عام 1951.طيلة الفترة الممتدة من عام 1936- وحتى عام 1951 تعالت الأصوات المطالبة بإلغاء المعاهدة واعتماد المقاومة كوسيلة لإخراج الإنجليز من مصر، وقد تعمد المحتل خلال هذه الفترة طرح وجهة النظر البديلة المتمثلة فى الرضاء بالمحتل، وتبريرها بالدور الذى قام به فى تطوير البلاد، وأن المصريين لا يصلحون لحكم أنفسهم بأنفسهم، ووصف دعاة المقاومة بالمتطرفين والإرهابيين الذين يريدون إعادة البلاد إلى الوراء، ويشتهون الإضرار بمصالح مصر.أصبح هناك وجهتا نظر تتعاركان فيما بينهما، واحدة تدعو إلى المقاومة، والأخرى تنادى بالرضاء والاستسلام.


كان الشاب فى الأربعينات أو الخمسينات من القرن الماضى يلتهب بالحماسة، من أجل إخراج الإنجليز من مصر، فيجد فيمن حوله من يثبط عزيمته وهمته، الآباء والأمهات كانوا ينصحون أبناءهم بالبعد عمن يدعونهم إلى ذلك، ويحذرونهم من السير فى هذا الطريق، ويرددون أن الإنجليز لن يخرجوا من مصر، لا بالعمليات الفدائية ولا غيرها.تلك كانت حقيقة الأوضاع، فقد كان هناك قطاع من المصريين يتبنى وجهة النظر التى زرعها الإنجليز حول دورهم فى تطوير مصر، وأنهم الأصلح لحكمها، ويدافع عن ذلك بحرارة. والعجيب أنه بعد خروج الإنجليز كان هناك جزء من الجيل الذى عاصرهم من المصريين يتباكى على أيامهم، وما كان فيها من خير، ويذكر بحفاوة كبيرة أيام «الأُرنص» وما كان يتيحه من فرص عمل ومكاسب، إذ كان هناك قطاع من المصريين لا يجد غضاضة فى العمل لدى الإنجليز. و«الأُرنص» إدارة تابعة للجيش الإنجليزى وكانت تتولى تزويد القوات الإنجليزية فى القنال بما يحتاجون إليه من مواد تموينية وفواكه وخضراوات وغير ذلك. وقد تعاون مع هذه الإدارة قطاع من التجار المصريين الطامعين فى المكسب، وكان الإنجليز يوظفونهم فى نشر وجهة النظر النقيضة لفكرة المقاومة بين المصريين، وعادة ما كان ينظر إليهم دعاة المقاومة كعملاء للمحتل.لا نستطيع أن ننظر إلى من تعاون مع المحتل أو دافع عن استمراريته أو تباكى على أيامه كشخص يمتلك وجداناً صحيحاً أو طبيعياً، فالأرجح أنه كان يتحرك بوجدان مخرب، لعب المحتل الدور الأكبر فى تحطيمه وهدمه.


وبعد أن اتخذ النحاس باشا قراراً بإلغاء معاهدة 1936 انطلقت العمليات الفدائية ضد القوات البريطانية المتمركزة فى القنال، ونجحت فى إيلام المحتل، لكنها كانت تؤلم أيضاً دعاة «استمرار الإنجليز»، ليس بسبب مبدأ يؤمنون به، ولكن بحثاً عن المصالح، ليس أكثر، ويبقى أن القطاع الداعى إلى المقاومة ظل صاحب الصوت الأعلى والأشرف والأقدر على تحقيق أهدافه، وظل وجدانه سليماً بريئاً من أى تخريب.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البكاء على الأيام البكاء على الأيام



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - طائرة مساعدات إماراتية عاجلة لدعم لبنان بـ100 مليون دولار

GMT 08:54 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تعلن رأيها في الألقاب الفنية
 العرب اليوم - منة شلبي تعلن رأيها في الألقاب الفنية

GMT 22:38 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل مصريين حادث إطلاق النار في المكسيك

GMT 04:42 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مفكرة القرية: تحصيل دار

GMT 06:26 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ذبحة صدرية تداهم عثمان ديمبلي

GMT 05:00 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

خروج بلا عودة

GMT 18:55 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

3 قتلى و3 جرحى نتيجة انفجار ضخم في حي المزة وسط دمشق

GMT 09:22 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الحوثيون يعلنون استهداف تل أبيب بعدد من طائرات الدرون

GMT 22:23 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

18 قتيلا بضربة إسرائيلية على مقهى في طولكرم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab