يكتب «الكادح» إلى ربه
طيران الإمارات تستأنف رحلاتها إلى بيروت وبغداد ابتداءً من فبراير المغرب وموريتانيا تتفقان على الربط الكهربائي وتعزيز التعاون الطاقي حريق بمنشأة نفطية بحقل الرميلة والجيش السوداني يتهم الدعم السريع بحرق مصفاة الخرطوم انقطاع الإنترنت في العاصمة السورية ومحيطها نتيجة أعمال تخريبية وفق وزارة الاتصالات الأمم المتحدة تعلق كافة التحركات الرسمية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن مكتب نتنياهو يعلن رسميا أن الانسحاب الإسرائيلي من لبنان سيتأخر إلى ما بعد مدة الـ60 يوما الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير شبكة أنفاق ومصادرة أسلحة في جنوب لبنان لجنة مصرية قطرية تتابع جهود وقف إطلاق النار في غزة و"حماس" تعلن تسليم دفعة أسرى مبكرة فينيسيوس جونيور يحسم موقفه من الانتقال إلى الدوري السعودي ويؤكد التزامه بريال مدريد سكرتيرة البيت الأبيض كارولين ليفيت تكشف عن ديون حملة انتخابية بقيمة 326 ألف دولار وتعديلات كبيرة على التقارير المالية
أخر الأخبار

يكتب «الكادح» إلى ربه

يكتب «الكادح» إلى ربه

 العرب اليوم -

يكتب «الكادح» إلى ربه

بقلم - د. محمود خليل

كان العجب والحيرة يأكلان "آدم الصغير"، وهو يسمع كلام جده "آدم الكبير". لم يعرفه إلا من خلال الصورة التي وضعها الأب في درج مكتبه.

كان أكثر ما يلفت نظر الشاب إليه نظرته الوادعة وقسمات وجهه التي تفيض بالرضا.. دارت رأسه فجأة فأحس بأن جده اختفى.. شعر بضيق في التنفس.. فإذا بصوت أمه يعاتبه على الإفراط في التدخين.. تنهد بعمق فوجد جده لم يزل واقفاً أمامه باسماً فبادله الابتسام ثم قال له:- الشاب: كلامك يا جدي يشبه الألغاز.. وانا من جيل يريد كلاماً يمشي على الأرض وليس يطير في السماء.. ماذا تعني بـ:بين بين؟.- الشيخ: سأشرح لك بالطريقة التي تحبها.أشار الجد بإصبعه فظهرت شاشة أشبه بشاشة الموبايل. فجأة ظهر فيها شخص شاب وجهه أبيض يميل إلى الحمرة، يرتدي جلباباً وطربوشاً قصيراً، يشبه الطرابيش التي يرتديها المغاربة كما رآها في بعض الأفلام.. يظهر الشاب بين مجموعة من الأجانب يتحدث معهم بالفرنسية بطلاقة.. سأل آدم الصغير:- الشاب: من هذا يا جدي؟.- الشيخ: إنه جدي أنا حسن الترجمان.. أصل وجودنا العائلي.. جدك "الترجمان" مغربي الأصل كان يصحب أباه في الحج عام 1791.. وبعد ان أدى الاثنان الفريضة عادا إلى المحروسة، حيث مرض الأب، ومات، وشاء الله أن يحتضنه تراب القاهرة.. كان العام عام وباء.. وكان الطاعون يحصد الأرواح ويلعب بالأجساد كما شاء.. أنظر:"القاهرة عام 1791.. الناس تسير في الشوارع حائرة.. يرتدون جلابيب بسيطة تنطق بالبؤس.. الوجوه قلقة.. والأعين غائرة من فرط التعب والإجهاد.. مجموعة تسير في جنازة حتى تصل إلى المسجد.. يصرخ فيهم رجل واقف على باب المسجد ويطلب منهم الانتظار لحين الانتهاء من الصلاة على الجثث المتراصة داخل المسجد.. يظهر أحد الاهالي وهو يسقط فجأة على الأرض.. والناس تجري بعيداً عنه وهم يرددون: "مطعون.. مطعون".. زحام يظهر على أحد بائعي الخبز.. تصرخ إمرأة "أريد بنصف فضة عيش".. يجرها أحد الرجال بعيداً ثم يقفز مكانها ويصرخ "بثلاثة أنصاف فضة عيش".يستطرد الجد قائلاً: كانت الناس تتقاتل على رغيف العيش.. بينما يقتلهم الطاعون.. وينهش أجسادهم بلا شفقة.. الوباء والغلاء لا يعرفان الرحمة.. حسن الترجمان كان مستوراً، ويملك ثمن رغيف العيش والغموس وإيجار البيت، لكنه لم يكن يملك دفع الطاعون عن أبيه.. سقط الرجل الكبير مطعوناً في القاهرة، وأحس حسن أن الله تعالى شاء أن تكون النهاية فوق هذه الأرض.. "وما تدري نفس بأي أرض تموت".. كما أن الإنسان لا يدري مكان خبزه ورزقه.مات الأب فقرر حسن الترجمان أن ينسى الأرض التي جاء منها. قال لنفسه "المغرب لم تعد بلدي ولا أرضي.. بلدي وأرضي حيث ترقد عظام أبي".. ثم دفن أباه بأحد المقابر المجاور للسيدة نفيسة، واختار لنفسه مسكناً لا يبتعد عنها كثيراً. وبدأ يواجه أقداره في بر مصر.عمل في تجارة البخور والعطور التي كان يعمل بها والده في المغرب، لكن الرزق كان شحيحاً، لم يكن أغلب المحيطين بدكانه بإحدى العطفات المتفرعة من ميدان الرميلة يملكون ترف استعمال العطور.. وهم الذين لا يجدون ماء للاستحمام.. والبخور لا تحقق الربح الذي يقنع صاحبه.. ظلت الدنيا تصعد وتهبط بحسن على أرجوحتها سبع سنين لتبدأ فصول رحلته الحقيقية.إنها يا ولدي رحلة الحياة التي يكدح الإنسان فيها بحثاً عن الموت.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يكتب «الكادح» إلى ربه يكتب «الكادح» إلى ربه



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:49 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني
 العرب اليوم - سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 03:28 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

أول عاصفة ثلجية في تاريخ تكساس والأسوء خلال 130 عاما

GMT 15:30 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

الاحتلال الإسرائيلي يواصل العملية العسكرية في جنين

GMT 16:20 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يعلن التعاقد مع كولو مواني على سبيل الإعارة

GMT 23:16 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نوتنجهام فورست يجدد رسميا عقد مهاجمه كريس وود حتى 2027
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab