أرجوحة الخديو

أرجوحة الخديو

أرجوحة الخديو

 العرب اليوم -

أرجوحة الخديو

بقلم - محمود خليل

كل من ذهب فى بعثة وعاد منها فى عصر محمد على ظل قريباً من قصر الحكم طيلة رحلة عمله، وبقى مصيره مرتبطاً بالسلطة التى تحكم وقتها وموقفها منه، وكذلك كانت الحال مع الدكتور محمد على البقلى الملقب بـ«الحكيم».

فخلال السنوات الأخيرة من حكم محمد على والتى تعاصرت مع عودته من البعثة إلى فرنسا، أنعم الوالى عليه برتبة بكباشى، وعينه «باش جراح» بمستشفى «قصر العينى»، لكن الأمر اختلف بوصول الحكم إلى عباس حلمى الأول، إذ يشير «جرجى زيدان» إلى أن خلافاً وقع بين محمد على الحكيم، وبعض أطباء المستشفى الأوروبى، أدت إلى إبعاد «الحكيم» عن مستشفى «قصر العينى» ليعمل فى «ثُمن قوصون».

 والواضح أن «الحكيم» ظل فى هذه الحالة من النفى الوظيفى طيلة فترة حكم عباس الأول، فقد ظل يعمل فى الثُمن 5 سنوات متصلة هى تقريباً كل فترة حكم عباس، التى لم تزد على 6 سنوات، واختلفت الأمور بعد ذلك حين تولى الخديو «سعيد باشا» حكم البلاد، فتم إخراجه من «ثُمن قوصون» وتعيينه رئيساً لأطباء الآلايات السعيدية. يقول جرجى زيدان فى كتابه «تراجم مشاهير الشرق فى القرن التاسع عشر»: «لكنه لم يمكث فى هذا المنصب إلا قليلاً، فاعتزل المناصب ولزم بيته سنة».

والواضح أن الرجل لم يعتزل المناصب، بل تم إبعاده عنها، وأنه تركها مضطراً، نتيجة غضب غير مفهوم الأسباب من جانب السلطة عليه، فما إن رضى عنه «الخديو سعيد» حتى ظهر من أوغر صدره عليه، والواضح أن أطباء المستشفى الأوروبى لعبوا دوراً فى هذا السياق من جديد، لكن غضب السلطة على «الحكيم» لم يطُل هذه المرة، فبعد سنة جلس فيها الرجل فى بيته صدر أمر بتعيينه رئيساً لجراحى مستشفى «قصر العينى» ووكيلاً للمستشفى والمدرسة الطبية، وأنعم عليه سعيد باشا برتبة «أمير ألاى»، والأهم من ذلك أنه أصبح الطبيب الخاص للخديو سعيد، وكان يسافر معه، ويصحبه أينما حل.

بدا الدكتور محمد على الحكيم فى علاقته بحكام الدولة العلوية أشبه بالجالس على أرجوحة بعد وفاة الخديو سعيد، فقد رفعه الخديو إسماعيل إلى مرتبة أعلى مما كان فى عصر سعيد، فعينه رئيساً لمستشفى «قصر العينى» والمدرسة الطبية. كان ذلك عام 1874.

وفجأة وبدون سابق إنذار اختفى «الحكيم» من المشهد. يقول «جرجى زيدان»: «وفى آخر عام 1290 هجرية -1874 م- لزم بيته وانقطع عن الأعمال، ولم يُعلم سبب ذلك». والمسألة لا تحتاج اجتهاداً لفهمها، فقد تم استبعاد «الحكيم» من مواقعه الوظيفية، وطُلب منه أن يجلس فى بيته من جانب السلطة الخديوية فأطاع، ولم يكن له إلا أن يطيع ما صدر إليه من أوامر.

انقلبت عليه السلطة التى كانت تحكم مصر فى ذلك الوقت، وقد يكون السبب فى ذلك أيضاً هو كيد الأطباء الأوروبيين له، لأن كل رموز السلطة العلوية فى مصر كانوا أميل للأجانب عن المصريين.. وكانوا لا يحتاجون المصريين، إلا وقت التضحية، وقد حدث ذلك بالضبط مع الدكتور محمد على الحكيم فى المشهد الختامى فى حياته.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أرجوحة الخديو أرجوحة الخديو



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 17:14 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 17:05 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يوافق على انتقال كايل ووكر الى ميلان الإيطالى

GMT 17:07 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

كاف يحدد مكان وتوقيت إقامة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 03:19 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

القوات الإسرائيلية تجبر فلسطينيين على مغادرة جنين

GMT 17:06 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعلن رسميًا إقالة نورى شاهين

GMT 17:04 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شهيد و4 إصابات برصاص الاحتلال في رفح الفلسطينية

GMT 17:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على غزة لـ47 ألفا و161 شهيداً

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تواصل نشاطها السينمائي أمام نجم جديد

GMT 17:09 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2023

GMT 09:23 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

لغز اليمن... في ظلّ فشل الحروب الإيرانيّة

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هنا الزاهد تنضم إلى كريم عبد العزيز وياسمين صبري

GMT 19:45 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هل سيغير ترمب شكل العالم؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab